مخاض ولادة جديدة

برلمان الحزب يناقش الانتقال السلس إلى مرحلة ما بعد شباط يعيش حزب الاستقلال على إيقاع دينامية داخلية، منذ الانتخابات الأخيرة لـ 4 شتنبر الماضي، التي كرست التنافس بين «البام» من جهة والعدالة والتنمية من جهة ثانية، ووضعت الاستقلال في رتبة لا تليق بأكبر حزب وطني، ظل يشكل الاستثناء في الأحزاب المغربية من حيث الاستقرار.ويراهن الاستقلاليون كثيرا على محطة المجلس الوطني، المقرر عقدها يوم 21 نونبر بالرباط، لإطلاق التحضير للمؤتمر الوطني المقبل، الذي سينتخب قيادة جديدة للحزب، بما يضمن خروجا مشرفا لفريق شباط، وانتخاب وجه جديد من القيادات الاستقلالية الشابة قادر على إعادة بناء الحزب وتوحيده، وإعادة تموقعه في الساحة السياسية، بما يليق بتاريخه الوطني وبدوره السياسي في معركة البناء الديمقراطي.كما ينتظر الاستقلاليون من أعلى هيأة تقريرية في الحزب، إعادة رسم توجهات الحزب وثوابته في ضوء التحولات العميقة التي بات يعرفها المشهد السياسي من جهة، وبنية الحزب من جهة ثانية، في ضوء تنامي دور القيادات الشابة في تدبير الشأن الحزبي، وتجدد النخب الحزبية وطموحاتها.ويربط المتتبعون للشأن الحزبي الصراعات الداخلية الذي بات يعرفها حزب علال الفاسي، بانتقال القيادة من الأسماء العريقة أمثال امحمد بوستة وعباس الفاسي، إلى زعيم تمرس في العمل النقابي، وتطبع بثقافته في الصراع، وتشبع بطرق التعبئة والصدام التي تدير بها النقابات الصراع الاجتماعي. وقد تبلورت المعارضة داخل الحزب من خلال تأسيس حركة بلا هوادة، بقيادة عبدالواحد الفاسي، نجل الزعيم الاستقلالي علال الفاسي، والتي أعلنت معارضتها القوية لنهج القيادة الجديدة التي انتخبها المؤتمر الوطني 16 للحزب وتزعمها حميد شباط، يوم 23 شتنبر 2012.وتعمقت الأزمة أكثر داخل البيت الاستقلالي، بعد قرار الانسحاب من حكومة بنكيران الأولى، بعد المذكرة التاريخية التي رفعها شباط إلى رئيس الحكومة، بعد مرور سنة من ولايتها؛ وهي المذكرة التي تضمنت تقييما نقديًا لسير أداء الحكومة، وآخذتها على بطء إيقاعه؛ كما حملت مقترحات لتصحيح وتطوير العمل الحكومي؛ واحترام العمل المشترك لأطراف التحالف.وأمام عدم تجاوب رئيس الحكومة مع مطالب الحزب، وتجاهله للانتقادات الموجهة إليه بخصوص الاستفراد بالقرارات داخل الفريق الحكومي، اضطر الاستقلال إلى اتخاذ قراره المفاجئ، حتى لأقرب حلفائه في الحكومة، والقاضي بالانسحاب منها، والالتحاق بالمعارضة، إلى جانب حليفه السابق في الكتلة الديمقراطية، الاتحاد الاشتراكي، الذي انتخب بدوره كاتبا أول أكثر إثارة للجدل، هو إدريس لشكر، وإلى جانب الاتحاد الدستوري والأصالة والمعاصرة، الذي سيتحول فيما بعد إلى الخصم السياسي العنيد للحزب، مباشرة بعد الانتخابات الجماعية الأخيرة.وشكلت نتائج الانتخابات الجماعية مناسبة جديدة للأصوات المعارضة لقيادة الحزب، من أجل التحرك والمطالبة بتنحي شباط من منصب الأمانة العامة، وتحميله مسؤولية الهزيمة التي لحقت الحزب في الحواضر الكبرى، التي كان يسير الاستقلال مجالسها، وفي مقدمتها فاس، التي هزم فيها الأمين العام من قبل العدالة والتنمية، ممثلا بإدريس الأزمي الإدريسي، الوزير المكلف بالميزانية.ولم يعد الأمر يقتصر على الأسماء المعروفة بخلافها مع الأمين العام، من أمثال عبد الواحد الفاسي، وامحمد الخليفة، بل وصل الأمر هذه المرة إلى عناصر قيادية في اللجنة التنفيذية للحزب، ومن الوزراء الاستقلاليين السابقين، الذي باتوا يعتبرون أن الوضع داخل الحزب لا يحتمل المزيد من الجمود، وأن مطلب التغيير بات قناعة لدى غالبية الاستقلاليين في القيادة وفي القواعد.وفي محطة جديدة من الأزمة التي باتت تواجه حزب الاستقلال، فجر محمد حصاد، وزير الداخلية في المجلس الحكومي، قنبلة من العيار الثقيل، تمثلت في اتهام شباط بتهديد الداخلية، إذا لم تساعده على الوصول إلى رئاسة جهة فاس، وهو الاتهام الذي رد عليه شباط بقوة قائلا، "إنه لم يتصل بوزير الداخلية، ولم يلتقه، منذ اللقاء الذي عقده مع المعارضة من أجل التشاور حول الانتخابات، معتبرا الاتهام تهديدا الديمقراطية والأمن والاستقرار.برحو بوزياني

مخاض ولادة جديدة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرجاء يستعد للتخلي عن معده البدني

الحويدك مدربا لفتح الناظور

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات