إسرائيل تحارب المغرب في صحرائه

وضع الأوربيين علامات على منتوجات المستوطنات يفقدها صوابها لم يتردد دعاة الانفصال في الصحراء في اتخاذ إسرائيل حليفا لهم، صبيحة الحزم الذي أبداه الملك محمد السادس قبل أسبوع، في رفض حملات الخصوم مقاطعة المنتوجات المغربية في غياب قرار أممي ينص على ذلك، فوضعوا خدماتهم تحت تصرف إسرائيل، عقب ضربة تلقتها من الاتحاد الأوربي، وتقضي بوضع علامة مميزة في الأسواق على المنتوجات القادمة من مستوطنات الاحتلال في فلسطين.وتجسد التحالف الذي أبرمه دعاة الانفصال مع إسرائيل، بقبولهم العمل لفائدتها في محاولاتها دفع الاتحاد الأوربي إلى التراجع عن وسم صادراتها المنتجة في مستوطنات الاحتلال، من خلال دعمهم ادعاء إسرائيل أن الاتحاد الأوربي يتعامل بانتقائية، حينما لم يطبق الإجراء ذاته على المنتوجات المغربية القادمة من الأقاليم الجنوبية، وهو الادعاء الذي لم يتقبله الأوربيون، لأن فلسطين محتلة، والأقاليم الجنوبية للمغرب متنازع عليها، وبالتالي لا قياس مع وجود الفارق.وتمثلت أولى العمليات الموجهة ضد المغرب، على يد التحالف الإسرائيلي الانفصالي في الصحراء، في تقرير لوكالة الأنباء الإسرائيلية "جويش تلغراف"، جرى تعميمه على نطاق واسع من قبل الإعلام الإسرائيلي، في اليومين الماضيين، وفيه تتبنى إسرائيل أطروحة "بوليساريو" بشكل كامل، وأعطت فيه الكلمة لرموز لوبيات الضغط الأوربية الممولة من قبل الجزائر، ويتحركون في رداء نشطاء حقوقيين أوربيين.وفي هذا الصدد، حاولت إسرائيل صد القرار الأوربي ضدها، وتصنيفه تمييزيا ومعاديا للسامية، بإعطاء الكلمة لأولئك النشطاء حلفاء الانفصال في الصحراء، من جنسيات سويدية ونرويجية، ليقدموا قراءتهم الخاصة للقرارات الأممية حول نزاع الصحراء المغربية، والخلوص إلى أن وضع منتجات الصحراء المغربية شبيه بمنتجات الضفة الغربية والقدس الشرقية والجولان المحتل، وبالتالي يجب "وضع ملصقات لتمييزها"، على غرار المنتجات القادمة من الأراضي التي تحتلها إسرائيل منذ 1967. ولم يتأخر الاتحاد الأوربي في الرد على المزاعم الإسرائيلية والانفصالية، التي تريد تشبيه الأقاليم الجنوبية للمملكة بأراضي فلسطين المحتلة من قبل إسرائيل بعد 1967، فأكدت دانيال روزاريو، المفوضية الأوربية للتجارة والزراعة، في تصريحات أن النزاعين الإقليميين حول الصحراء والضفة الغربية مختلفان تمام الاختلاف، كما أن الاتفاقيات بين إسرائيل والاتحاد الأوربي، فيها إشارة واضحة إلى تمييز حدود 1967.وتأتي الهجمة الإسرائيلية على المغرب في المحافل الأوربية، تزامنا مع رفض حكومة عبد الإله بنكيران، تعديلا للفريق الاشتراكي على مشروع قانون المالية، يدعو إلى حظر التطبيع التجاري مع إسرائيل، كما تأتي على خلفية قرار الاتحاد الأوربي، الأسبوع الماضي، تنفيذ قرار أصدره في 2012، ويقضي بوضع ملصقات على بعض المنتوجات الإسرائيلية في الأسواق الأوربية، حتى يعرف المستهلك أنها أنتجت في أراض احتلتها إسرائيل.يشار إلى أن الملك محمد السادس شدد، في خطاب المسيرة الخضراء، قبل أيام، على أن بلادنا، ستتصدى "للحملات العدائية، التي تستهدف المنتوجات الاقتصادية المغربية، بروح التضحية والالتزام نفسها التي يقدمها في المجالين السياسي والأمني، دفاعا عن وحدته ومقدساته"، مشددا على أن حملات المقاطعة مخالفة للقانون الدولي، في إشارة من جلالته، إلى الحق الذي منحته الأمم المتحدة للمغرب، للتصرف والاستثمار والإنتاج في صحرائه بغض النظر عن وجود نزاع مفتعل.امحمد خيي

إسرائيل تحارب المغرب في صحرائه

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفرنسية تجر انتقادات واسعة على بلمختار

التدقيق في 57 مليارا مخصصة للنظافة بالبيضاء

مقالات ذات صلة