توشاك…الرحالة

حافظ على رقم قياسي لعشرين سنة مع الريال وتنقل بين تسع دول شكلت موافقته على تدريب الوداد الرياضي حدثا كبيرا بالنظر إلى تاريخه الطويل في ملاعب كرة القدم العالمية لاعبا ومدربا. واعتبر البعض هذه الموافقة بداية مرحلة جديدة في تاريخ الفريق الأحمر لتجربة الرجل وقدرته على القيادة، فيما تندر البعض الآخر بالقول إنها ليست إلا رحلة نهاية مسار رياضي أقرب إلى السياحة في بلاد المغرب بالنسبة إليه.اشتغل الرجل في صمت وكون فريقا استطاع به أن يعيد البسمة إلى جمهور ظل لأكثر من سبع سنوات متعطشا للفرحة، في مسار نموذجي أنهاه بمباراة كبيرة في أكادير، متوجا باللقب 18.بداية نونبر الجاري، احتفل توشاك بمرور خمسين سنة عن أول مباراة رسمية له مع فريقه كارديف سيتي وهو في سن 16 سنة، ما دفع هيأة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» إلى تخصيص برنامج لهذا الهرم الكروي. البداية...ألقابتألق الويلزي جون بينامين توشاك لاعبا مع ليفربول في عصره الذهبي، انطلاقا من 1970، وفاز معه بلقب الدوري الإنجليزي ثلاث مرات (1973 و1976 و1977) وكأس الاتحاد الإنجليزي مرة واحدة (1974) وكأس الاتحاد الأوربي مرتين (1973 و 1976)، لينهي هذا المجد ويبدأ مرحلة أخرى مدربا بداية من 1984 رفقة سبورتينغ لشبونة، ومنه انتقل الى الليغا ليدرب ريال مدريد لمناسبتين وريال سوسيداد ثلاث مرات وديبورتيفو لاكورونيا وريال مورسيا، وقاد أيضاً بيسيكتاش التركي وسانت إتيان الفرنسي.وصوله إلى ريال مدريد أحدث مفاجأة كبيرة خصوصا أنه كان معروفا بالصرامة، دفعت وسائل الإعلام الاسبانية حينها إلى التساؤل عن قدرة توشاك على البقاء لمدة طويلة.النتيجة كانت ألقابا ورقما قياسيا استمر 22 سنة، في عدد الأهداف المسجلة في موسم واحد رفقة الفريق الملكي «107 أهداف».هذا الرقم صمد منذ 1990 إلى غاية 2012 حين تولى تدريب الفريق الملكي البرتغالي جوزي مورينيو. رحلات لاتنتهيعندما ولج عالم التدريب وضع توشاك أمامه أهدافا كثيرة كان أهمها بالطبع تحقيق نتائج إيجابية للفرق التي تولى تدريبها، لكن أيضا اكتشاف ثقافات شعوب آخرى.البداية كانت من سوانزي سيتي وبعده البرتغال بنادي سبورتينغ لشبونة ثم اسبانيا مع ريال صوصيداد وريال مدريد قبل العودة لتدريب منتخب بلاده والعودة مجددا إلى اسبانيا لتدريب ديبورتيفو لاكورونيا، ثم بعدها تركيا لتدريب بيسيكتاش ومجددا ريال مدريد ثم بعده فرنسا (سانت إيتيان) وإيطاليا (كاتانيا) ومقدونيا وأذربيدجان.هي رحلات حفرت في توشاك الكثير من الذكريات والشخصيات التي لن ينساها طيلة حياته، كما يقول «زرت الكثير من الدول سواء عندما كنت لاعبا أو حتى عندما احترفت التدريب، وبعد خمسين سنة أستطيع القول إنني عشت تجارب لا تنسى في كل القارات التي زرتها والشخصيات الكثيرة التي التقيتها، وعند وصولي إلى البيضاء وأول لقاء لي مع سعيد الناصري عرفت أنني سأكون مرتاحا هنا لأنني علمت بحدسي أنه شخصية ستفعل المستحيل من أجل النجاح». خمسون سنة من الكرةرغم أنه ابتعد عن أجواء الكرة في القارة الأوربية حيث تكون الأضواء مسلطة على المدربين واللاعبين، إلا أن هيأة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» لم تنس توشاك، وقررت الاحتفال بمرور خمسين سنة على دخوله عالم كرة القدم.ربطت «بي بي سي» الاتصال بالإذاعة الوطنية بالرباط ليكون توشاك ضيفها مباشرة ليس للحديث عن تدريبه للوداد وفوزه بلقب البطولة الوطنية خلال الموسم الرياضي الماضي بل للاحتفال بأول مباراة لعبها توشاك مع كارديف سيتي يوم 11 نونبر 1965 وعمره حينها لا يتجاوز 16 سنة.ولم تكتف «بي بي سي» بإجراء حوار إذاعي مع توشاك بل أخذت تصريحات مؤثرة لعدد من النجوم السابقين أبرزهم كيفن كيغن الذي لعب رفقته توشاك بليفربول وحققا معا لقب كأس أوربا للأندية البطلة سنتي 1977 و1978. للبيضاء عشق خاصمنذ اليوم الذي وصل فيه جون بينيامين توشاك إلى الدار البيضاء، وقع في عشقها، ليطلب من زوجته سرعة الالتحاق به وهي التي كانت خائفة من عدم قدرة زوجها على التأقلم مع الأجواء المغربية، لكن العكس هو الذي حصل تماما.عشق توشاك امتد إلى مقاهي المدينة وشوارعها ومطاعمها، فبرنامجه اليومي يبدأ باكرا بالمشي إلى وسط المدينة واقتناء الجرائد والجلوس قرب محطة الطرامواي بشارع محمد الخامس، قبل التوجه إلى مركب محمد بن جلون.بعد الحصة التدريبية يبدأ في اكتشاف مطاعم المدينة لتذوق الأكلات المغربية التقليدية، يقول أحد مرافقيه إنه أصبح محبا لطريقة إعداد السمك المغربية والشاي بالنعناع.«عشقي للبيضاء ليس كلاما في الهواء بل حقيقة، فلقد تلقيت الكثير من العروض لكنني فضلت البقاء لأنني وجدت ما أبحث عنه منذ سنوات، الهدوء والاحترام والشعب الطيب». علاقة خاصة مع الجمهور يتحين توشاك أي فرصة تتاح له للإشادة بجمهور الوداد وبطرق تشجيعه ومساندته للنادي خلال المباريات التي يخوضها ضمن منافسات البطولة الوطنية.وخلال لقائه مع «بي بي سي»، أبرز توشاك أنه تفاجأ كثيرا لطريقة تشجيع جمهور الفريق الأحمر، كاشفا أنه لم يتابع جمهورا مماثلا له طيلة مساره سواء لاعبا أو مدربا أشرف على أندية أوربية كبيرة مثل ريال مدريد.وختم توشاك حديثه عن جمهور الوداد، خلال الحوار المشار إليه، الذي تطرق فيه أيضا إلى مساره الكروي، بأنه يتمنى أن يهدي جمهور الوداد لقب عصبة أبطال إفريقيا، تتويجا لتضحياتهم في سبيل تشجيع الفريق الأحمر.أحمد نعيمعلاقة خاصة مع النيبتتربط توشاك علاقة خاصة بنور الدين النيبت العميد السابق للمنتخب الوطني، وهذه العلاقة ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى سنوات حين أصر المدرب الويلزي على جلب اللاعب المغربي إلى ديبورتيفو لاكورونيا الاسباني.يقول النيبت عن توشاك «تعاقد الوداد مع توشاك خطوة إيجابية، ووجود مدرب بحجم توشاك سيمنح الفريق دفعة قوية لتحقيق النتائج الإيجابية، وأضاف «أعرف توشاك جيدا من خلال مسيرتي الرياضية، إذ كان السبب المباشر في تعاقدي مع ديبورتيفو لاكورونيا، وما يمكن التأكيد عليه هو أنه مدرب ذو شخصية قوية، ولا يؤمن إلا بالعمل وأي لاعب لا يبلل قميصه لن يكون له مكان في التشكيلة».من جانبه يقول توشاك «إنه لاعب كبير وأعتبره من بين أحسن اللاعبين في تاريخ كرة القدم المغربية فيكفي تاريخه في أوربا وما قدمه للمنتخب المغربي». رقم قياسي في الريالحافظ الويلزي جون توشاك على رقم قياسي مع ريال مدريد لمدة عشرين سنة، يتعلق الأمر بعدد الأهداف المسجلة في موسم واحد.ووصل الرقم إلى 107 أهداف في الدوري الاسباني الممتاز سنة 1990، ولم يتم تحطيم الرقم إلا بعد 22 سنة حين تولى البرتغالي جوزي مورينيو تدريب الفريق.وأكد توشاك بعد تحطيم رقمه، أنه لم يتوقع تحطيم هذا الرقم القياسي من قبل رجال المدرب جوزي مورينيو.وأضاف «قبل سنوات قلت للأصدقاء والزملاء السابقين إن هذا الرقم لن يتمكن أحد من الوصول إليه ولكن فريق مورينيو حطمه وهو ليس بالأمر السهل».ورداً على سؤال حول الكيفية التي وصل بها إلى هذا الرقم قال «في ذلك الموسم تم إقصاء ريال مدريد من دوري أبطال أوربا من قبل أسي ميلانو الإيطالي، ولذلك كان علينا أن نسجل أهدافا كثيرة في عدد قليل من المباريات ونحن فزنا بالدوري وسجلنا 15 هدفا أو 16 في مبارياتنا الأربع الأخيرة». سمك المدينة القديمةحين تريد البحث عنه فعليك بمطعم «الوفان» بوسط المدينة قرب أسوار باب مراكش، فعشقه لهذا المطعم لا يوصف.في الكثير من المرات، يختار توشاك تناول وجبة العشاء على إحدى موائده الداخلية رفقة أحد من ضيوفه، ورغم كثرة الراغبين في مصافحته أو التقاط صور تذكارية رفقته إلا أن هذا الأمر لا يزعجه أبدا.يقول توشاك «أحب أكل السمك، وعندما وصلت إلى البيضاء لتوقيع عقدي مع الفريق الأحمر تمت توصيتي بأكل السمك لأن المغرب معروف به، وبالفعل فالأمر جيد».في سطورالاسم الكامل: جون بنيامين توشاكمن مواليد 22 مارس 1949لعب لـ:كارديف سيتي وليفربول وسوانزي سيتيدرب: سوانزي سيتي وسبورتينغ لشبونة البرتغالي وريال سوسيداد وريال مدريد وديبورتيفو لاكورونيا ومورسيا ومنتخب بلاد الغال وسانت إيتيان وكاتانيا ومنتخب مقدونيا وكازار لانكاران.ألقابه:كأس بلاد الغال (ثلاث مرات)البطولة الانجليزية (ثلاث مرات) كأس أوربا للأبطال (مرتان)بطولة بلاد الغال (مرتان)كأس ملك اسبانيا (مرة واحدة)الليغا الاسبانية (مرة واحدة)الكأس الممتازة الاسبانية (مرة واحدة)كأس تركيا (مرة واحدة)بطولة أذريبدجان (مرة واحدة)البطولة المغربية (مرة واحدة)شخصية السنة الرياضية في بلاد الغالأحسن مدرب في بلاد الغال

توشاك…الرحالة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"الأمازيغية"... التزامات جديدة بعقود قديمة

تأسيس المجلس الوطني لجمعيات المحبين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات