خرج آلاف الأساتذة المتدربين، في مسيرة حاشدة، زوال الخميس الماضي، شهدت مشاركة أزيد من تسعة آلاف أستاذ طالب بمختلف المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين بـ41 مدينة. وانطلقت المسيرة، التي تدخل في إطار خطوة تصعيدية جديدة، ضمن برنامج نضالي يذكر بنضالات طلبة كليات الطب والصيدلة خلال الشهرين الماضيين، من مقر وزارة التربية الوطنية، وانتهت قبالة مبنى البرلمان، وسط إنزال أمني قوي، استجابة لدعوة التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، في إطار برنامجها النضالي احتجاجا على مرسومين يقضيان بفصل التكوين عن التوظيف وتقليص منحة التكوين إلى النصف.ومنذ انطلاق المسيرة حوالي الواحدة ظهرا، وجه المحتجون الذين آزرهم في مسيرتهم، حاملو الشهادات العليا، وخريجو البرنامج الحكومي القاضي بتكوين 10 آلاف إطار لتعزيز منظومة التعليم الخاص، فضلا عن العاطلين المجازين، (وجهوا) سهام النقد إلى رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير التربية الوطنية والتكوين المهني، اللذين نالا حصة الأسد من الشعارات الرافضة لتوجهاتهما، على خلفية إقرار مرسومين أثناء العطلة الصيفية دون إشراك الفاعلين في القطاع، ومتوعدين بمزيد من التصعيد، ضد حكومة قالوا إنها صارت "حكومة عفا الله"، فيما "الصحة بيد الله"، و"التعليم "الرجا فالله"، والمنحة "الرزاق الله".ونبه المشاركون في مسيرة الخميس، الذين يقاطعون التكوين بالمراكز منذ أسابيع، مقاطعة مفتوحة إلى حين إلغاء المرسومين، الوزارة إلى ما أسموه "المراسيم المشؤومة"، مؤكدين أن "المعركة النضالية مازالت قائمة"، كما رفعوا لافتات، رفضت "تخريج أساتذة عاطلين"، واعتبرت "التوظيف حقا مشروعا"، متسائلين عن مصير آلاف الأساتذة الذين تم انتقاؤهم في مباريات ماراثونية احترمت كافة المعايير وشروط الانتقاء، قبل أن يخلصوا إلى أن الهدف من هذه الخطوة الحكومية الإجهاز على التعليم العمومي، مقابل إنعاش التعليم الخصوصي.وصدحت أصوات الأساتذة المتدربين، بشعارات أكدت أن الأستاذ لم يسع يوما إلى التوظيف أو التعيين المباشرين، بل إن مطلبه يكمن في "التعيين بعد التخرج من المراكز"، مرددين "المراسم مشات وجات والحالة هي هي" و"عيتونا بالشعارات، والأستاذ هو الضحية"، قبل أن تردد جموع المحتجين التي انتظمت في مجموعات اصطفت تحت لافتة كبيرة تشير إلى التنسيقية أو المركز الجهوي الذي تنتمي إليه شعارا موحدا "الأستاذ يريد إسقاط المرسوم"، و"نقاطع نحتج" وسط موجة من التصفيقات والصفير.هجر المغلي