مولنبيك… مفرخة الجهاديين والانتحاريين ببلجيكا

أنتجت بلعيرج وأعراس وآخرين قبل أن تتحول إلى قاعدة خلفية لمنفذي هجمات باريس «مولنبيك سان جون»، واحدة من البلديات التسع عشرة للعاصمة البلجيكية بروكسيل، والتي تجري فيها الأبحاث، منذ السبت الماضي، لاعتقال أعضاء الخلية الإرهابية الداعشية التي روعت باريس، بالأحداث الدامية لمساء الجمعة الأسود. المغاربة يعرفون هذه البلدية جيدا، والتي تتحول في رمضان إلى أحياء مغاربية تنتشر فيها كل التقاليد وتمارس بها الطقوس الدينية الإسلامية بحرية منقطعة النظير في باقي أرجاء الاتحاد الأوربي.تحولت «مولنبيك» إلى ما يشبه «كريان طوما» بالبيضاء، الذي ذاع صيته بعيد الأحداث الإرهابية لـ 16 ماي 2003، ليس من حيث العمران ولا العيش، بل لأن الاسمين معا، «مولنبيك» البلجيكية و«كريان طوما» المغربي، عدا قاعدة خلفية للأحداث الإرهابية التي ضربت خمسة مواقع بالبيضاء، ونظيرتها الفرنسية للجمعة الماضي التي استهدفت ستة مناطق بباريس.«مولنبيك» تعرفها الاستخبارات المغربية جيدا، وتضع حسابات خاصة على الوافدين منها، فهي تشبه إلى حد كبير بؤر التوتر، والعائدون منها، أو المعرجون عليها، يشربون من نبع التشدد والتطرف اللذين يرخيان ستائرهما على المدينة.عبد القادر بلعيرج، المدان بالمؤبد في المغرب والمبرأ من طرف القضاء البلجيكي، مر من هذه البلدية الاستثنائية ببلجيكا، بل يحمل جنسية البلد، الذي توبع فيه بارتكاب ستة جرائم قتل في بروكسيل في ثمانينات القرن الماضي، وانتماءه إلى منظمة إرهابية تهدد الأمن القومي لبلجيكا والمغرب، قبل إسقاط تهم الإرهاب عنه، ما خلف احتجاجات لدفاع الضحايا أمام القضاء البلجيكي.ليس بلعيرج وحده الشخصية القادمة من «مولنبيك»، بل هناك أيضا المغربي علي أعراس، الحامل للجنسية البلجيكية، الذي طفا اسمه على السطح في أكتوبر الماضي، إثر ظهور شريط يدعي فيه أنه أضرب عن الطعام بسبب المعاملة السيئة داخل السجن، وهو ما تصدت له المندوبية العامة للسجون بالنفي، مؤكدة أن الإضراب صوري وأنه «لا يمكن للوضع الصحي لسجين أن يبقى مستقرا أو متوازنا بعد إضراب عن الطعام قرابة شهرين».وتوبع أعراس، المدان بالسجن 15 سنة، من أجل تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية، وألقي عليه القبض في مليلية المحتلة، سنة 2008، قبل ترحيله إلى المغرب في 2010، حيث جرت محاكمته، ونسب إليه أنه أحضر كمية من الأسلحة على دفعات من بلجيكا لفائدة «خلية المجاهدين»، وخبأها بضواحي تيفلت، وهي عبارة عن أربعة مسدسات رشاشة وأربعة مسدسات أوتوماتيكية، فضلا عن ذخيرة حية تتكون من 74 رصاصة من عيار 9 ملمترات و30 رصاصة من عيار 65،7 ملمترات، بالإضافة إلى غشاء خاص بمسدس ناري وأربع خزنات لشحن الرصاص.لقد تحولت الأنظار إلى «مولنبيك»، مفرخة المتطرفين والمتشددين الذين تبنت «داعش» أعمالهم الإرهابية، بفعل المداهمات الأمنية التي جرت منذ مساء السبت الماضي، بعد أن أظهرت التحقيقات أنها القاعدة الخلفية لما وقع بفرنسا وأن الإرهابيين خططوا فيها لضرب باريس، ونسقوا مع إرهابيين محليين، وأسفرت العمليات الأمنية بـ «مولنبيك» عن اعتقالات، فيما البحث مازال جاريا عن الرأس المدبر، المدعو عبد السلام صلاح، الذي عاد إلى بلجيكا بعد أن نفذ مخططه الوحشي في باريس.المصطفى صفر

مولنبيك… مفرخة الجهاديين والانتحاريين ببلجيكا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

قلة الوعي تعيق الحملة

هتك عرض أطفال وتصويرهم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات