شركات الوساطة…لاعب جديد

حكومة بنكيران نبهت إلى مخاطر تهريب الحديد الخام على الاقتصاد الوطني مثله مثل أي قطاع تجاري، يتوزع تجار المتلاشيات إلى عدد من الفئات، صغرى وتتكون من تجار يملكون قوت يومهم من البيع بالتقسيط، ويعيشون وسط ركام من الخردة وسط محلات ضيقة (مثل أسواق ليساسفة، وسيدي مومن ودلاس بالبيضاء...)، وهناك تجار من فئات متوسطة الذين يراهنون على التعامل مع معامل تكرير وتدوير المتلاشيات (حديد، كارتون، بلاستيك..نحاس)، ويلجؤون إلى البيع بالكيلوغرام، أو الطن، ثم هناك التجار الكبار الذين حدودهم البحر، إذ لا يرضـــــــون بأقــــــل من ربط علاقات مع مستـــــــــوردين في الخارج لتصدير بضاعتهم، خصوصا بدول آسيا.بين هؤلاء، نبتت قبل سنوات شركات للوساطة بأوراق قانونية فرضت نفسها حلقة وصل بين تجار المتلاشيات والخردة ومصانع التكرير، إذ لا يمكن أن تعبر البضاعة إلا عبرها، نظرا للوضع غير القانوني لعدد من "الفريورات" الذين يفضلون هذا النوع من التعامل، رغم عائداته المتواضعة.من جانب آخر، يعتقد مهنيون أن تجارة المتلاشيات في المغرب قطاع غير منظم وتخترق الفوضى جميع مفاصله، ويحكمه قانون الجبابرة والطغاة والعصابات الذي يتيح للحيتان الكبيرة أكل الأسماك الصغيرة والتهامها على مرأى من الجميع، علما أن التجار أنفسهم يشكون لهذه الوضعية ويبحثون عن حلول ومقاربات لمحور هذه الصورة عنهم، كما يجتهدون في القضاء على الاختلالات والمنازعات والحسابات الضيقة بينهم في سبيل إعطاء هذا القطاع المهم مكانته الخاصة والمتميزة في الاقتصاد الوطني.عبر ربوع المغرب ومدنه، لا تخطئ العين تجمعات وأســــــواق المتلاشيــــــــــات، بأنـــــــــــــــــواعها وأصنافها (الحديد، الألمنيوم، النحاس، البلاستيك، قطع غيار ومحركات السيارات والشاحنات، الآلات القديمة بمختلف استعمالاتها...)، حيث ينظم التجار في محلات كبيرة، وآخرون يختارون "هونكارات" ضخمة لتخزين وعرض بضائعهم، والتجار الكبار يسيجون عشرات الهكتارات بضواحي المدن لاستيعاب جبال من البضائع، المتحصلة عن طريق الاستيراد، أو المزادات الداخلية، أو شراء منقولات شركات ومؤسسات في حالة عجز.هذه التجمعات الكبرى، التي تدر ملايير الدراهم سنويا على أصحابها، غيــــر متــــروكة للصدفة، كما يبدو للوهلة الأولى، بل تتحكم فيها مجموعات ضغط (لوبيات) تعرف خبايا القطاع وأسراره وقيمته المضافة، ومستعدة للدفاع عنه وحمايته في كل لحظة.بعض التجار يطرحون مشاكل مرتبطة بدينـــامية الاقتصاد الوطنــي وتماسكه، حين يعمدون إلى ربط عـــلاقات مـــع مستوردين في دول أوربية وأسيـــوية لا تخضع لاتفاقيات التبادل الثنائي مع المغرب، لتزويدهم بحمولات من المتلاشيات، وأساسا خردة الحديد، في وقت تشهد فيه الصناعة المحلية للحديد والصلب نقصا في المادة الأولية.وعبر محمد عبو، الوزير المنتدب لدى وزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصــــــــــــاد الرقمي المكلف بالتجارة الخارجية، عن قلقه من هذه الوضعية في جواب على سؤال برلماني بهذا الخصوص، حين أكد أن تصدير المتلاشيات (التي تعتبر موادا أولية تدخل في صناعة الحديد) في حالتها الخام لا تترك مجالا للصناعة المحلية في قطاع الحديد والصلب.وعاد الوزير إلى التذكير بإطار التفاهم، الموقع في 2010، بين المصدرين للمتلاشيات والصناعة المحلية للحديد والصلب للتعامل بينهما على أساس رابح-رابح، موضحا أن الغرض منه تقليص تصدير المادة الخام وتحويلها في المغرب وكذا رفع القيمة المضافة للمنتوجات المغربية، مما سيساهم لا محالة في الحد من العجز في الميزان التجاري.يوسف الساكت خردة آسياأفاد تاجر أن السلع المستوردة تعرف رواجا كبيرا، وهي عبارة عن سيارات تعرضت لحوادث سير يتم تفكيكها، قبل شحنها في اتجاه المغرب، حيث تلقى إقبالا كبيرا من قبل زبناء السوق الذين يشكل سائقو سيارات الأجرة نسبة كبيرة منهم .وأوضح المصدر ذاته، أن بعض التجار يصطلح عليه بـ"معلمي الشكارة" ينتقلون إلى الدول الآسيوية كاليابان وكوريا لاقتناء قطع الغيار المستعملة، لإعادة بيعها لتجار السوق، في وقت عمد بعضهم إلى اقتناء مرآب وتحولوا إلى تجار بالسوق رغم عدم درايتهم بالميدان.وأكد مصدر مقرب من السوق أن "لافيراي" شهد في فترة سابقة اتهام بعض التجار باقتناء قطع متحصلة من سيارات مسروقة تم ترويجها بالسوق، قبل أن تتدخل مصالح الشرطة القضائية لاعتقال المشتبه فيهم الذين تمت إدانتهم بالسجن النافذ .وأضاف المصدر المذكور، أن سوق المتلاشيات كان يدر أرباحا خيالية، لكن دخول بعض الغرباء جعل المهنة تعرف ركودا قاتلا، خصوصا بالنسبة إلى التجار الذين يعتمدون على سيارات الحوادث أو المتخلى عنها، حيث كان عدد الشاحنات الكبرى - يضيف المصدر نفسه - التي تفد على السوق أسبوعيا يتجاوز ثلاثة، بتم نقلها عبر شاحنة بمبلغ ثلاثة آلاف وخمسين درهما، إضافة إلى واجبات العمال، دون الحديث عن مصاريف الشحن القاري، غالبا ما يتم خلال اليوم الأول من وصولها للتاجر استرجاع مبلغ النقل والعمال الذين قاموا بإفراغها، وبعد مضي أسبوع يكون التاجر قد حقق ربحا مهما كما سدد كل الديون المترتبة عن العملية .

شركات الوساطة…لاعب جديد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

متلاشيات المناجم ... "خردة" ملطخة بالدم

لشكر يجمد عضوية قياديين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات