أربع طرق تؤدي إلى “السيادة”

التناوب على الصفقات ومذكرة عناوين محكمة والسرقة والرشاوي لفرض الهيمنة مظهر الصدأ يعلو أكوام الحديد المستعمل والأوساخ الدالة على تلاشي عدد من التجهيزات، ليس سوى سطح بحر باطنه يتنفس رطوبة نتنة ويعيش على ممارسات لا تتعرض لأشعة الشمس، في مايلي نماذج منها. التوافق القبليأكد خبير في المجال لـ"الصباح"، أنه لتثبيت ملوك الخردة سيادتهم على المجال، توافقوا على مبدأ "ماتخدمش بوحدك"، ويمكنهم من الحصول على الصفقات بالثمن الذي يريدونه هم، ويتم تطبيق المبدأ، أساسا، في مزادات المحاكم الخاصة بتصفية المصانع والأوراش.ويتم ذلك بالتنسيق بين ثلاثة مزايدين على الأقل، من ملوك الخردة في ما بينهم، قبل التوجه إلى المزاد، ويتوافقون على أقصى ثمن تنتهي عنده المزايدة، فإن كان الخبير القضائي، مثلا، أعلن أن المزايدة تبدأ عند مبلغ 100 مليون سنتيم، يتفقون على 110 ملايين سنتيم حدا أقصى، فيشرعون في المزايدة، لتنتهي عند الذي اتفقوا في ما بينهم أن تكون الصفقة من نصيبه، مقابل عمولة للباقين. إغراق المنافس لا يترك ملوك الخردة، أي فرصة لانبعاث منافس لهم في المجال، وسنوا في ما بينهم دستورا يضمن استمرارية هيمنتهم وسيادتهم، فحينما يتوجهون إلى مزاد ويكتشفون مجيء وافد جديد للمشاركة فيه، يتعمدون المزايدة بمبالغ ضئيلة وراء المبلغ الذي اقترحه الوافد الجديد، ما يجعله ينخدع، ويعمد إلى المزايدة من جديد وبمبلغ يشكل فارقا كبيرا، حينها يصمتون، ليتم إخماد لهيب شمعة المزاد، وإعلانه فائزا بالصفقة.والغرض من تلك التقنية ضد الخصوم والمنافسين الجدد، توريطهم في صفقات غالية ولا ربح فيها، وبتعبير المصدر "كايغرقوه فيها"، فيضطر إلى السعي نحو استرجاع ولو نصف رأسماله، وهنا يلجأ إليهم لإنقاذه، وينتهي به المطاف متخليا عن فكرة استثمار أمواله في المجال، ما يعني غيابه عن المزاد المقبل. جواسيس ورشاوأفضل الصفقات في المجال، هي التي يحصل عليها ملك الخردة بمفرده، وبدون وجود مزايدين، وللحصول عليها، عليه أن يؤسس شبكة جواسيس يستمدون المعلومات، بالمقابل أحيانا، من مستخدمي بعض الشركات والإدارات والجماعات المحلية، حول وجود متلاشيات يراد التخلص منها واسم المدير أو رئيس مصلحة التموين والتجهيز المكلف.حينما يعلم ملك الخردة بوجود صفقة مماثلة، يصل بطريقته الخاصة إلى المدير أو رئيس المصلحة المكلفة، ويعده بعمولة جيدة، مقابل مساعدته على تمرير "الصفقة" إليه، وفي الغالب ينتهي الأمر بتمريرها تحت الطاولة، بعد إرضاء كافة الذين لهم رأي أو توقيع في التخلص من المتلاشيات. السرقة والتحايليعرف مصدر "الصباح"، أرباب شركات ومصانع، أرادوا التخلص من المتلاشيات، ووجدوا أنفسهم تخلصوا من أشياء ثمينة، إذ يتعمد ملوك الخردة، بعد إبرام صفقة تخليصهم من المتلاشيات، تحديد الليل موعدا لحضور العمال من أجل نقلها، حتى لا يؤثر على السير العادي للعمل في الشركة أو المصنع. "في أغلب الأحيان لا يتم تعيين مراقب من الشركة لحضور العملية، وحتى إن حدث ذلك، فيكون المراقب هو الحارس الليلي أو البواب، أي أنه شخص محدود المعرفة في الغالب، فيتحايل عليه ملك الخردة أو يمد إلى جيبه "تدويرة"، تفقده انتبهاهه، فيقوم عماله بشحن الصالح من التجهيزات مع الطالح الذي اشتراه من مسؤوليها"، وإن انتهى الأمر في المحاكم، فإن ملوك الخردة لديهم، أصلا، مفاتيحها، لأنهم زبناء مزاداتها.امحمد خيي

أربع طرق تؤدي إلى “السيادة”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مكاوي: الجارة الشرقية تصدر الحرب الأهلية

متلاشيات المناجم ... "خردة" ملطخة بالدم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات