قسم إلى غرف تؤوي 14 فردا وجزء منه خصص محلا تجاريا عاينت "الصباح" احتلال عائلة لمخفر شرطة، مستغنى عنه، في منطقة درب السلطان الفداء، بالبيضاء، وسط سوق شعبي معروف بحي بوشنتوف، في مشهد غير مسبوق.وتقطن العائلة المخفر منذ أشهر طويلة، بعدما تم الاستغناء عنه، علما أنه جهز في وقت سابق من أجل ترسيخ سياسة القرب، التي نهجتها المديرية العامة للأمن الوطني، كان هدفها تقريب خدمات الأمن من المواطنين.وتمكنت العائلة من استغلال المخفر منذ مدة، إذ تقطن فيه بكل حرية وأمان رفقة أبنائها، فيما فضل أحدهم فتح دكان به، لبيع السجائر والمواد الغذائية، عل ذلك يساعده على ربح قوت يومه. وأكد مصدر مطلع، أن العمالة هي التي قررت إسكان العائلة المذكورة في المخفر، بعدما انهار منزلها في حي بالمنطقة ذاتها، إلى حين إيجاد حل يخرجها من محنتها اليومية، علما أنه تابع للمقاطعة 18 بالدائرة الرابعة.ومع مرور أشهر طويلة، أصبحت العائلة تظن أن المخفر، الذي لا تتجاوز مساحته 35 مترا مربعا ملكا لها، بعدما تعودت على الإقامة فيه، مجهزة إياه بمستلزمات العيش البسيطة، في انتظار الفرج.وعاينت "الصباح" أن عدد القاطنين في المخفر كثر. وأفاد مصدر من المكان عينه، أن أفراد الأسرة أربعة عشر. وقسم المخفر إلى غرف ومطبخ ودكان، ويتوفر على باب رئيسي ثم أبواب أخرى فرعية، ليصبح مثل منزل بطابق واحد. ويوجد المخفر وسط سوق شعبي تكثر فيه الحركة طيلة اليوم.ويقوم رجال الأمن بدوريات أمنية مكثفة في بعض الفترات من السنة، لمحاربة المخدرات والسرقة، غير أنهم لا يولون أهمية لهذا المخفر، الذي أصبح مأوى لعائلة متعددة الأفراد. كما يتردد على ساحة قرب المخفر، المشيد وسط حديقة عمومية، عدد من المتشردين، الذين ينامون بجنباته. واختار رجال الأمن تشييد المخفر سابقا في المكان المذكور، بحكم ارتفاع عدد جرائم السرقة وهتك العرض، قبل أن تقطنه العائلة المذكورة رفقة أبنائها، الذين يعيشون حالة مزرية منذ مدة ليست بقصيرة.وفيما ظلت مخافر شرطة القرب، محسوبة على أصابع اليد، في عهدة الأمن الوطني، باعتبارها مرافق للحراسة الثابتة أو للشرطة السياحية، آلت أخرى إلى المجهول، وأصبحت مأوى للمتشردين أو معاقري الخمر، بل إن بعضها يوجد بالقرب من مواقف للسيارات، تحولت بدورها إلى مخزن لحراس السيارات، يضعون فيه لوازم غسل السيارات والكراسي وغيرها، ويتوفرون على مفاتيح تمكنهم من ولوجها وإغلاقها عند انتهاء مهامهم في المساء.وتساءلت مصادر "الصباح" عن جدوى الأغلفة المالية الكبيرة التي شيدت بها هذه المقرات، لتتحول بعد سنوات من إطلاقها في حملة دعائية غير مسبوقة، إلى ملاذ لمن لا مأوى له، أو مخبأ للمنحرفين والمتشردين.العقيد درغام