عبده: المسنون يتوقون إلى الكرامة

قالت بشرى عبده، فاعلة جمعوية، إن الجمعيات تخصص زيارات لهذه المراكز، وتقدم مساعدات، مؤكدة أن المشكل الحقيقي لا يكمن في حجم تدخل الجمعيات، بل في النقص الحاد في المؤطرين والمساعدات والمساعدين الاجتماعيين، وفي الأطر الطبية، خاصة الأطباء النفسانيين. وأوضحت عبده، في تصريح لـ"الصباح"، أن أغلب هذه المراكز مفتوحة في وجه الجمعيات، "لكن حين زرنا مركزا وجدنا جمعيات أخرى، واكتشفنا جميعا أن ما حملناه من مساعدات لم يكن هو ما يطلبه نزلاء هذه المراكز".وأبرزت أن المسنات، مثلا، يحتجن إلى تجاذب أطراف الحديث، والتنفيس عما يختلج في صدورهن، "كما اكتشفنا حاجتهن إلى الترويض الطبي وإلى الرعاية الطبية المستمرة، فقد يستفيد هؤلاء من زيارة الطبيب، لكن التتبع هو ما تفتقده هذه المؤسسات، كما اكتشفنا أنهم يشعرون وكأنهم سجناء، لأن ما يحتاجونه ليس العيش بين أربعة جدران، إنما الإحساس بأنهم في فضاء مفتوح، يخرجون في رحلات، ويشاركون في أنشطة معينة". وأردفت عبده "بمجرد ما أن تضعي قدمك هناك، يستحيل ألا تبكي، لأن طريقة عيش هؤلاء هي ما يجرح القلب، فالمراكز لا تحرص على خلق أجنحة متنوعة، يضم كل واحد منها فئة معينة من حيث السن ونوع الأمراض التي تعانيها وغيرها". وقالت "عكس ذلك نجد أن هناك خليطا غير متجانس من البشر يعيشون في غرفة واحدة، أي المختلات عقليا يعشن في الغرفة نفسها مع سليمات، واللواتي يتبولن في أي مكان مع أخريات لا يعانين هذا المشكل، وغيرها من الحالات التي يجب التمييز بينها".وأوضحت أن أغلب الطلبات مرتبطة بتقاليد أولئك النساء، وطريقة عيشهن في بيوتهن أيام زمان، "لذلك، فهن لا يحتجن مثلا إلى الملابس، بقدر ما يطلبن العطور والحناء والكحل والصابون المعطر، وغيرها من الأشياء المرتبطة بالنظافة الشخصية، حتى المريضات منهن، فرحن حين خضبت الحنايات أياديهن بالحناء، وطلبن وضع الحناء في رؤوسهن". "كما يطلبن أكلات مغربية تقليدية، مثل "الرفيسة" و"الكسكس" وغيرها من الوجبات المرتبطة بتقاليد البيوت المغربية، وهي في رأيي مطالب بسيطة يمكن لإدارة هذه المراكز توفيرها شرط أن تشعر هؤلاء النزيلات بنوع من الانتماء للمكان الذي يعشن فيه، وهذا لن توفره إلا نوع الأنشطة التي يجب أن تصبح قارة في مراكز الإيواء، إضافة إلى الحاجة إلى من ينصت إليهن"، تقول عبده في التصريحات نفسها.اقترحت عبده تكوين متخصصين في هذا المجال، "إذ يجب أن تعمل الدولة على تكوين أطر مهمتها تدبير مراكز اجتماعية لعيش المسنين، لأنه بالنسبة إلي ليس المشكل في وجود هذه المراكز، بل هي ضرورية اليوم، لإيواء فئة متخلى عنها، ولكن يجب ألا تتحول إلى سجون، بل يجب أن يسيرها مختصون وأن تعين فيها أطر مختصة من قبيل الأطباء النفسانيين والمساعدين الاجتماعيين".ضحى زين الدين

عبده: المسنون يتوقون إلى الكرامة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

توقعات بتزايد الإساءة لكبار السن

الشيخوخـة...سنـوات الضيـاع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات