فخاخ تحت أقدام مقتنصي “الريباخا” بفاس

يعيش سوق المتلاشيات بفاس فوضى يومية عارمة تفتح محلاته الوضيعة على كل الظواهر المشينة من نصب واحتيال وتجارة ملغومة في قطع غيار سيارات مسروقة، بعيدا عن أعين المصالح المعنية التي تنهج شعار "كم حاجة قضيناها بتركها"، في انتظار محاولة جدية للنبش في حقيقة ما يقع بها. نسبة مهمة من السيارات والعربات المسروقة من مواقع مختلفة بالمدينة وضاحيتها ومن أقاليم بعيدة، تفكك في محلات و"كراجات" خاصة وسرية، قبل بيع قطع غيارها لزبناء مغفلين قد يسقطون ضحايا عمليات نصب واحتيال، وممارسات مخالفة للقانون، واستنزاف لمدخرات جيوبهم عن سبق ترصد. ويبقى شراء المسروق، سمة أساسية في هذه السوق أكبر حاضن للمتلاشيات بالعاصمة العلمية، سيما ما يتعلق بقطع الحديد المسروق منه من السكة الحديدية، أو غيرها من المتلاشيات الخاصة بتجهيزات المطابخ، من مبردات وثلاجات ومصبنات، وكل ما به حديد أو نحاس أو بلاستيك. ويبقى السوق وجهة بعض ذوي السوابق القضائية ممن يتدبرون حيل عيشهم من سرقة بالوعات الصرف الصحي، أو قطع السكة الحديدية دون مراعاة خطر ذلك على حركة سير القطارات، أو غيرهما، وبيعها مقابل مبالغ مالية متفاوتة، كما كشفت ذلك ملفات مختلفة عرضت على أنظار القضاء. كل ما يطلبه الزبون الباحث عن "الريباخا"، يجده في "لافيراي" بحي بنسودة، دون أن يعنيه البحث في مصدره، إن كان مسروقا، أو متحوزا عليه بطرق قانونية، لأن المهم بالنسبة إليه الحصول على "بياسة" بثمن في متناوله، حتى لو كانت بجودة أقل، دون تعميم ذلك على كل المحلات.وكل سيارة تقع بين أيدي هؤلاء، قد يستلمها صاحبها بعد سرقة ما بها من قطع غيار واستبدالها بأخرى أقل جودة ومشكوك في مصدرها، فيما يسقط كل جاهل ب"قوالبهم"، ضحية ببيعه محركا غير الذي تحتاجه سيارته، سيما بالنسبة إلى السيارات من نوع ميرسيديس 190 و240. حميد الأبيض (فاس)

فخاخ تحت أقدام مقتنصي “الريباخا” بفاس

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الجزائـر تنفـخ فـي رمـاد الحـرب

"دالاس" ملجأ الباحثين عن القديم

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات