قاعات الرياضة…بزنس الرشاقة

‎استثمارات بالملايير وعروض متنوعة تستجيب لمختلف الإمكانات "مصائب قوم عند قوم فوائد"، حكمة قالها المتنبي في إحدى قصائده ما يزال يرددها الكثيرون لمناسبات عديدة عندما تتحول مشاكل البعض إلى امتيازات وفرص لكسب أرباح بالنسبة إلى البعض الآخر. وينطبق هذا القول المأثور على مشكلة السمنة التي يعانيها العديد من الأشخاص في مختلف بقاع العالم، إذ تحول مشكل زيادة الوزن والبحث عن الرشاقة والجسم "المثالي" إلى فرصة بالنسبة إلى العديد من المستثمرين من أجل تحقيق الأرباح. وساهم هذا الإشكال في بروز قطاع اقتصادي له وزنه في النشاطات الاقتصادية العالمية، إذ يتجاوز رقم معاملاته في الولايات المتحدة الأمريكية 60 مليار دولار، ويناهز في فرنسا 14 مليار أورو، كلها نفقات يخصصها الذين يعانون السمنة وتداعياتها من أجل إيجاد الحل الأمثل. واستثمرت الملايير من أجل فتح نواد رياضية متخصصة في الرشاقة وعيادات للاستشارة في الحمية الغذائية، وشركات لإنتاج اللوازم الرياضية والمنتوجات الغذائية الخالية من المواد الدسمة وعدد من الأنشطة التجارية ذات الصلة. إنجاز: عبد الواحد كنفاوي عرف قطاع القاعات الرياضية، خلال السنوات الأخيرة، انتعاشا بالمغرب، بعد انتشار الوعي بمشكل السمنة والمشاكل الصحية الناتجة عنها، ما شجع على الاستثمار في هذا القطاع، خاصة في النوادي الرياضية، إذ أن إحدى القاعات متعددة الرياضات بالبيضاء تطلب إنشاؤها أكثر من 14 مليار سنتيم، وتعتبر أكبر قاعة في المغرب. وارتفع عدد القاعات والنوادي الرياضية بشكل ملحوظ، خلال السنوات الأخيرة، بل هناك نواد عالمية فتحت فروعا لها بالمغرب في إطار التوكيلات التجارية، على غرار "ليدي فيتنيس" التي فتحت العديد من النوادي بمختلف المدن المغربية، وكذا "جيمنازيا" التي بدورها اختارت المغرب للاستثمار في المجال الرياضي والرشاقة الجسمانية. ويعكس تخصيص غلاف مالي هام للاستثمار في هذا المجال الإقبال الملحوظ للمغاربة على هذه القاعات الرياضية، وذلك بسبب عوامل عديدة من قبيل الاهتمام والعناية أكثر بالجسم، كما أن البعض يقبل على ممارساة مختلف أنواع الرياضات من باب الهواية، وهناك من ينخرط في هذه القاعات لأغراض صحية، والبعض الآخر يجد في ذلك مناسبة للتعرف على أشخاص جدد وربط علاقات صداقة جديدة. لكن مثل هذه القاعات لا تكون متاحة للجميع، بالنظر إلى كلفة الانخراط فيها، التي تتجاوز 10 آلاف درهم. وبالنسبة إلى الفئات الاجتماعية ذات الدخل المحدود، فهناك قاعات أخرى تتوفر على التجهيزات الضرورية والحديثة، وتقدم خدماتها بأسعار في المتناول، إذ أن السعر يتراوح بين 150 درهما و400 درهم في الشهر، علما أنها تتوفر بدورها على مؤطرين متخصصين في هذا المجال، رغم أنها لا تمكن من مزاولة مختلف الأنشطة الرياضية. وأفاد صاحب إحدى القاعات بحي الألفة، الموجهة للفئات ذات الدخل المحدود، أن مشروعه تطلب منه استثمار غلاف مالي ناهز 340 ألف درهم، بما في ذلك تهيئة القاعة واقتناء مختلف الأجهزة الرياضية، وتتوفر القاعة على أربعة مؤطرين، وتتردد عليها فئات عمرية مختلفة من الجنسين، وتتكلف ثلاث مؤطرات بتأطير النساء والشابات المنخرطات.وتسمح القاعة الرياضية بالنسبة إلى المترددين عليها بممارسة مجموعة من الأنشطة الرياضية من قبيل كمال الأجسام و"الأيروبيك" و"الجيم" و"الرقص" أيضا، وكل ذلك بواجب شهري لا يتعدى 250 درهما في الشهر. وأوضح صاحب القاعة أن هناك إقبالا متزايدا من طرف المغاربة على القاعات الرياضية، وأكد أنه ما دام هناك طلب متزايد على هذه القاعات واهتمام متنام للمواطنين بممارسة مختلف الأنواع الرياضية، فإن الاستثمار في هذا القطاع سيتواصل؛ مشيرا، في الوقت نفسه، إلى أن تطور وسائل الاتصال والإعلام ساهم في خلق وعي لدى المواطنين بأهمية الممارسة الرياضية.وهكذا، يلاحظ أن هناك عرضا متنوعا يستجيب لقدرات كل الفئات الاجتماعية، إذ بمبلغ بسيط يمكن الولوج إلى خدمات بعض القاعات التي تتوفر على الشروط الضرورية لتقديم مثل هذه الخدمات، فالكل يمكن أن يجد العرض الذي يلائم حاجاته وإمكانياته. وبالنظر إلى نمو حجم الاستثمارات في هذا القطاع، إذ أن بعض المشاريع تتطلب الملايير، أصبح من الضروري توفير إطار خاص لتنظيم هذا القطاع وتحفيز الاستثمار به، سيما أن هناك نقصا حادا في القاعات الرياضية العمومية. قاعات مهيكلة يوجد، حاليا، على مستوى الدار البيضاء، أزيد من 10 قاعات كبرى متعددة الرياضات ومهيكلة تستجيب للمعايير المعمول بها دوليا، ومنها ما يشغل على غرار "سبور بلازا" أكثر من 130 من اليد العاملة، بما في ذلك أطر عليا قد يصل أجرها الشهري إلى حوالي 17 ألف درهم، وهناك مؤطرون أجانب ومغاربة، ويصل عدد المنخرطين بقاعة "سبور بلازا" حوالي 3 آلاف منخرط، أما القاعات الرياضية المتوسطة والصغرى فتعد بالآلاف، مع ما يعني ذلك من عدد فرص الشغل التي يتيحها الاستثمار في مثل هذه المشاريع.وفي هذا الإطار يمكن القول إن الديناميكية التي يعرفها الاستثمار في هذا القطاع تعتبر النواة الأولى لقطاع اقتصادي خدماتي في طور الإنشاء في المجال الرياضي، ويمكن أن يشكل محفزا بالنسبة إلى مستثمرين جدد، سيما أن هناك طلبا متناميا على هذا النوع من الخدمات.

قاعات الرياضة…بزنس الرشاقة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اتهام أستاذ بطرد تلميذة بسبب الحجاب

هتك عرض طفل بطنجة

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات