منقولات جنرال تاير… كمين الأشباح

سببت انتحارا وشردت عمالا وأدخلت السجن وأفلست أجانب منقولات جنرال تاير، التي ينتظر أن تغطي مسطرة بيعها بالمزاد العلني، تعويضات 700 عائلة، لم يكتب لها أن تجرى وفق آجالها، كما تحولت إلى مصيدة، أسقطت العديد في شركها، آخرهم أتراك، حلوا بالمغرب وأبدوا رغبة في اقتناء المنقولات قبل أن يجدوا أنفسهم ضحية نصب كبرى، وقبلها صفقة آلت إلى شخص، تبين أن رصيده البنكي لا يتجاوز 200 درهم، ورفع سقف المزاد إلى 7 ملايير، ما أغلق الأبواب من جديد، وضيع أحلام الأسر التي كانت تنتظر الفرج والحصول على تعويضات أربابها الذين أفنوا عمرهم في الشركة قبل أن يجدوا انفسهم عرضة للتهميش والضياع، بل وشردت أبناء وتسببت في حالات طلاق وأصابت الكثيرين بالحمق والأمراض المزمنة والأمراض العقلية والنفسية.آخر مستجدات مسطرة «بيع منقولات جنرال تاير»، التي عمرت لأزيد من 10 سنوات، تغيير السانديك الذي أشرف على تتبع ملف التصفية القضائية تنفيذا لقرار قضائي، وهو ما قد يسمح بإعادة القاطرة إلى سكتها لاستكمال إجراءات البيع بالمزاد العلني بشكل شفاف ومنصف لجميع الأطراف التي تنتظر الإجراء القضائي. أسرار مزادات المنقولات بالمحاكم، لا تفضح وتظل طي الكتمان، بسبب الظروف المحيطة بها أو تقاسم الغنائم قبل الدخول إلى المزاد، وحدها التطاحنات الشرسة بين المتنافسين، هي التي تسمح بافتضاح النزر القليل من كواليس تلك المزادات.منقولات «جنرال تاير» طفت إلى السطح، حينما تكسرت أحلام العمال الذين مازالوا قيد الحياة أو أسر الذين هلكوا، فقد سبق أن اعتقل شخص رست عليه الصفقة، بعدما تعذر عليه الالتزام بتنفيذ باقي الإجراءات وأداء المبالغ التي رسا عليها المزاد. فبعد أن حاولت المحكمة التجارية صرف الشيك الذي تسلمته بعد المزاد والبالغة قيمته حوالي 7 ملايير، تبين لها أن حساب المعني بالأمر لا يتعدى رصيده 200 درهم، ما دفعها إلى رفع شكاية لدى وكيل الملك بالمحكمة الزجرية، تشير فيها إلى أنه تعذر عليها التوصل بمبلغ ستة ملايير و847 مليون، إضافة إلى زيادة بقيمة 10 في المائة واجبا للخزينة العامة، ليصل المبلغ سبعة ملايير ونصف مليار. ليتابع بإصدار شيك بدون مؤونة ويدان من أجل التهمة سالفة الذكر.لم يدل المتهم أثناء محاكمته بالأسباب التي دفعته إلى الدخول إلى المزاد، وإلى رفع قيمته بهذا الشكل الصاروخي، كما لم يبين إن كان بدوره ضحية نصب من جهات أخرى أملت عليه المجازفة، مغرية إياه بالربح الوفير.ورغم أن المحكمة حددت تاريخا جديدا للمزاد العلني، بعد إلغاء الأول بسبب تعذر تحقق المرادة منه، إلا أن المبلغ العالي الذي رسا عليه في السابق كان عائقا أمام المتنافسين، سيما بعد أن عرفت أثمان الحديد انخفاضا لا يسمح بالمغامرة.مستنقع منقولات «جنرال تاير» لم يسقط فيه مغاربة فقط، بل سقط فيه أجانب، أغرتهم كمية الحديد وجودة آليات مازالت صالحة وتقدر قيمتها بالملايين، لتسيل لعابهم وتسقطهم بدورهم في الشرك.وقدم تركيان إلى المغرب بعد أن أغواهما مزاد جنرال تاير، فزارا الموقع وعاينا الحديد المغري الموجود بالصفقة، ليقررا الاتفاق مع محامية على تأسيس شركة والاستفادة من دعمها القانوني ومساندتها، للوصول إلى المنقولات.وكادت المحامية أن تسبب أزمة دبلوماسية بين المغرب وتركيا، سيما أن سفارة أنقرة دخلت على الخط، لولا أن القضاء كان بالمرصاد، بعد أن لجأ التركيان إلى وكيل الملك لدى المحكمة الزجرية عين السبع. وأوقفت المحامية، بتهمتي النصب وخيانة أمانة، إذ تبين أن الأموال التي حولها أحد التركيين إليها، لم تصل إلى حسابات الشركة، بل إن مبلغا ناهز 400 مليون اختفى، وتملصت المحامية من مهامها، كما لم تعد ترد على التركيين.ووضعت المحامية رهن تدبير الحراسة النظرية، قبل أن تحال في اليوم الموالي على وكيل الملك، ليطلق سراحها بعد تدخل النقيب ومجموعة من المحامين لحل الخلاف بشكل ودي وإرجاع المبلغ إلى أصحابه.المصطفى صفر

منقولات جنرال تاير… كمين الأشباح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

بنكيران يطارد عفاريت تبييض الأموال

"لافيراي" مراكش ... دجاجة تبيض ذهبا

مقالات ذات صلة