بنموسى يطفئ حرائق أبيضار

حملة تجارية لفيلم "الزين اللي فيك" كادت تزرع فتيل أزمة جديدة مع فرنسا سارع شكيب بنموسى، سفير المغرب لدى فرنسا، أول أمس (الخميس)، إلى إطفاء شرارة حريق جديد في العلاقات المغربية الفرنسية، كاد يندلع بسبب مقالة من أجل الترويج التجاري لفيلم «الزين اللي فيك»، موقعة باسم لبنى أبيضار، وفيها صورة مأساوية ودرامية عن أوضاع النساء المتحررات بالمغرب والمناضلات من أجل التغيير . وتدخل السفير بنموسى، وزير الداخلية الأسبق، لتصحيح الصورة، تزامنا مع ظهور مساع لتحويل مقالة بطلة «الزين اللي فيك» حول معاناتها مع «التطرف والكراهية»، إلى صك اتهام جديد ضد المغرب الحقوقي وعلاقاته مع فرنسا، إثر إبداء الفرنسيين تعاطفا حادا مع مضمون القصة، وتصنيفها المقالة الأكثر مقروئية على موقع جريدة «لوموند»، سيما مشاركة القصة من قبل 12 ألف قارئ على صفحاتهم بشبكات التواصل الاجتماعي.ولم يتردد سفير الرباط لدى باريس، أثناء استضافته على برنامج «نقاش» الخاص بتلفزيون «الويب» لجريدة «لوفيغارو»، في تأكيد أن أبيضار تتمتع بـ«الإرادة الحرة، وهجرة بلدها إن رأت ذلك ضروريا»، غير أن هذا، حسب بنموسى، لا يعني غياب «مجموعة من الأمور يجب توضيح حقيقتها»، حول فيلمها والاتهامات التي أوردتها ضد رجال الأمن بالبيضاء.وعاد شكيب بنموسى، إلى الجدل الذي صاحب الإعلان عن فيلم «الزين اللي فيك» أول مرة، فقال إن «البعض اعتبره مستفزا جدا، وآخرين رأوه طريقة لتسليط الضوء على مواضيع حساسة»، ليرد ضمنيا على محاولات التدخل في سيادة المغرب وطريقة تدبيره للخلافات الهوياتية والقيمية في المجتمع ووضعية حرية الرأي والتعبير، بالقول إن «تلك المواضيع، كتلك التي تناولها الفيلم، يوجد نقاش مجتمعي في المغرب حولها، ورغم أنه حساس أحيانا، يبقى متواصلا، وبالتالي فالأمر لا يتعلق بتاتا بمسألة مصادرة لحرية التعبير».ونفى بنموسى، الرئيس السابق للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، أيضا، الاتهامات التي ساقتها الممثلة في الفيلم الذي أنتجه وأخرجه نبيل عيوش، ضد عناصر المديرية العامة للأمن الوطني بالبيضاء عقب احتمائها بالشرطة بعد الاعتداء والاختطاف الذي ادعت تعرضها له، فأكد أن «لبنى أبيضار، تم التعامل معها واستقبلاها من قبل رجال الأمن، بشكل جيد وعلى غرار أي مواطن آخر».وجاء إطفاء السفير المغربي لحرائق أبيضار، تزامنا مع إظهار لوبيات الضغط المعادية للمغرب بفرنسا، اهتماما بمقالتها، سيما لما صورت الحادث الذي تعرضت له كأنه جزء من سياسة ممنهجة يتوم تطبيقها بالمغرب، بقولها إنها «لا تريد، اليوم إدانة الأشخاص الثلاثة الذين اعتدوا عليها، فقط، بل إدانة الذين تزعجهم النساء الحرات، وتزعجهم طموحات التغيير».ولما صورت مقالة الممثلة المراكشية، المغرب إمارة «داعشية» تفرض على الممثلات ارتداء «البرقع» وتنتشر فيه الكراهية، بدت لبعض النقاد الذين يعرفون المستوى المعرفي والوعي السياسي لبطلة «الزين اللي فيك»، مقالة «منفوخا فيها» بفعل فاعل، الشيء الذي قاد نحو ظهور معطيات مثيرة، كشفت أن المقالة لم تكتبها لبنى أبيضار، كما أن إقناع «لوموند» بنشرها، تم بتخطيط وتدخلات.وفي هذا الشأن، أشارت الأصابع إلى روكسان أرنولد، مديرة التوزيع بشركة «بيراميد فيلم» الحاصلة على حق تسويق فيلم «الزين اللي فيك» بفرنسا، كاتبة حقيقية للمقالة بموافقة الممثلة المغربية، في إطار حملة تجارية وإشهارية للفيلم بفرنسا، غرضها تحقيق إيرادات مالية كثيرة، على حساب صورة المغرب بلدا للانفتاح والتعددية الدينية والإسلام الوسطي المعتدل.وتأكد الترجيح المذكور، بعد اعتراف أوريليانو طوني، الصحافي بـ»لوموند» الذي توصل بالمقالة ونشرها، في تصريحات، إن «لبنى أبيضار ليست صاحبة المقالة، إنما كان هناك وسيط أرسلها بتوقيعها»، ودون أن يكشف عن هوية «الوسيط»، أكد أن ما جعله يهتم بها وينشرها لها بتوقيعها، هو أن «المقالة ظهرت له أصيلة ومثيرة»، في إشارة منه إلى مضمونها الذي رسم صورة سوداوية ودرامية عن حياة الممثلة المتحررة بالمغرب.امحمد خيي

بنموسى يطفئ حرائق أبيضار

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تطوان يعلن الحرب على لوبيرا

التجمع قريب من تفجير الأغلبية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات