“الصوت الخفي” في القاعات

الناقد مرميد: الفيلم يستحق ملاقاة الجمهور والجمالية حاضرة فيه رغم رومانسيته الحالمة ينطلق في القاعات السينمائية الوطنية، ابتداء من اليوم (الأربعاء)، عرض الشريط السينمائي «الصوت الخفي»، آخر أفلام المخرج كمال كمال، الحاصل على العديد من الجوائز في مهرجانات وطنية ودولية.يتحدث الفيلم عن المعاناة الإنسانية التي عاشها الشعبان الشقيقان المغربي والجزائري خلال مرحلة الاستعمار الفرنسي، من خلال قصة شابة عاشقة للموسيقى تتعرض لاعتداء بشع يؤثر على نفسيتها ويجعلها تحاول الانتحار، لولا لقاؤها بواحد من الناجين من حرب تحرير الجزائر، الذي سيسرد عليها حكايته، التي تلخص مأساة شعب ونضاله من أجل الحرية.يعود المخرج، من خلال تقنية «الفلاش باك»، إلى فترة هامة من تاريخ المغرب العربي، حين كان المغاربة والجزائريون في صف واحد ويدا واحدة ضد المستعمر الفرنسي، قبل أن تلعب السياسة لعبتها وتصبح العلاقة بين البلدين الشقيقين محكومة بمنطق الجغرافيا والحدود، متناسية الإرث التاريخي والماضي المشترك، وهو الصراع الذي نشأت عنه ظروف مأساوية دفع ثمنها الشعبان اللذان تجمع بينهما أواصر علاقات إنسانية وأخوية متجذرة عبر التاريخ.الموسيقى كانت حاضرة، كالعادة، في فيلم كمال كمال، من خلال مشاهد «الأوبرا»، إضافة إلى مشاهد عازفة «التشيلو» الشابة، التي ستتعرض لاعتداء من طرف مجهولين، تتكسر خلاله آلتها وتتحطم نفسيتها إلى درجة التفكير في الانتحار. الفيلم، الذي توج بالعديد من الجوائز، من بينها الجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة والجائزة الكبرى لمهرجان خريبكة للسينما الإفريقية، اعتبره الناقد السينمائي بلال مرميد، من الأفلام التي تستحق أن تخرج إلى القاعات وتلتقي الجمهور، خاصة في ظل وجود أفلام دون المستوى عرضت في السنتين الأخيرتين، مضيفا أن الفيلم يحمل الكثير من الإيجابيات، خاصة على مستوى الديكورات المستعملة، سواء الطبيعية أو غيرها، وعلى مستوى «الكاستينغ» الذي يضم ممثلين محترفين، أو حتى على مستوى «التخلص» أو إقفال الفيلم، إذ استطاع كمال أن يقفل فيلمه، ولأول مرة، بدون ادعاء، عكس ما وقع في فيلميه السابقين، «طيف نزار» أو «السمفونية المغربية»، يقول مرميد.وتحفظ مرميد، في اتصال مع «الصباح»، على بعض التفاصيل التي تخص السيناريو، خاصة توظيف المخرج ل»الرومانسية الحالمة» في موضوع في غاية الجدية، مما أوقعه في أشياء غير قابلة للتحقق. وتساءل في الوقت نفسه عن إمكانية تصديق المتفرج لبعض المشاهد في الفيلم، مثل مشهد الاغتصاب أو مشهد الشخصية التي ستتعرض لانفجار لغم، والتي لم تحقق التعاطف لدى المتلقي، أو حتى مشهد إلصاق قطع التشيللو وإرجاع الآلة مثلما كانت قبل تكسرها.وشدد صاحب برنامج «فاس آ مرميد»، الذي يهتم بشؤون السينما ويبث كل سبت على أثير «ميدي 1»، على أن الجمالية حاضرة في الفيلم، خاصة على مستوى الديكورات، في حين غاب الاستسهال تماما، وبدا واضحا أن المخرج بذل مجهودا كبيرا لإخراج فيلم في المستوى». وتشارك في بطولة «الصوت الخفي»، مجموعة من الفنانين المتميزين، من بينهم الراحل محمد بسطاوي، ومحمد خيي وآمال عيوش ومحمد الشوبي ورفيق بوبكر وجيهان كمال ويونس ميكري وأمين الناجي...يشار إلى أن كمال كمال قدم عرضا خاصا لفيلمه أمام الصحافة ومهتمين بالمجال السينمائي، الأسبوع الماضي، بالمركب السينمائي «ميغاراما»، قدم له الإعلامي عمر سليم، وحضرته مجموعة من الوجوه المعروفة.نورا الفواري

“الصوت الخفي” في القاعات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أخبار

"الجار قبل الدار" مع سهام محمدي

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات