“حكان الجلدة” شعار المرحلة

الطاوسي قال لـ "الصباح الرياضي" إن مسؤولي "الماص" استغلوا سذاجته و "كلاوه فرزق وليداتو"أبدى رشيد الطاوسي، مدرب الرجاء الرياضي، افتخاره بتدريب الثلاثي القوي لكرة القدم الوطنية المتمثل في فريقه الحالي والوداد الرياضي والجيش الملكي . وكشف الطاوسي أن هذه الثقة نابعة من قدرته على التأقلم مع جميع الأجواء وتفانيه في أداء مهامه، وبصم طريقة لعبه أينما حل وارتحل. وعاد الطاوسي في حوار أجراه معه "الصباح الرياضي" للحديث عن الضجة التي أثارها مسؤولو "الماص" بعد تعاقده مع الرجاء، واعتبرها مفتعلة، الغاية منها دفعه إلى التنازل عن مستحقاته المالية العالقة، وهو ما نجحوا فيه إلى أبعد حد حسب رأيه، مستغلين سذاجته في التعامل مع الوضع. وأبرز المدرب السابق للمنتخب الوطني ومجموعة من الأندية الوطنية، آخرها المغرب الفاسي، أنه قادر على إعادة الطابع الفرجوي لأداء الرجاء مع النجاعة في النتائج وتحقيق الألقاب، شريطة الدعم والمساندة من جميع فعاليات الفريق، في مقدمتها الجمهور، الذي اعتبره الطاوسي المدعم رقم واحد لمجموعته. واعتبر الطاوسي "دقة دقة وحكان الجلدة" شعارا للمرحلة، خصوصا أن جل لاعبي الرجاء يتوفرون على مهارات تقنية وبدنية لتحقيق ازدواجية الفرجة والنتائج، التي غابت عن الفريق، بسبب التغييرات التي طرأت على الطاقم التقني في الفترة الأخيرة. وفي ما يلي نص الحوار: تعتبر من المدربين المحظوظين الذين أشرفوا على الثلاثي الرجاء والوداد والجيش، بماذا تفسر هذا الموضوع؟ أكيد أن تدريب هذا الثلاثي، بمثابة الإشراف على المنتخب، وأنا سعيد بالثقة التي وضعها مسؤولو هذه الفرق العملاقة في شخصي، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على إيمانهم بإمكانياتي، وقدرتي على التأقلم مع الأجواء، وبصم طريقة لعبي وإعطاء طابعي الخاص للأندية التي أشرفت على تدريبها، وأنا فخور بالمكانة التي بت أحظى بها داخل المنظومة الكروية الوطنية، وسأبذل قصارى جهدي لأنجح رفقة الرجاء ومواصلة المسيرة. كيف تم الاتصال بينك وبين الرجاء؟ بشكل عاد وطبيعي، عكس ما روج له الكثيرون، فأنا لم أعرض خدماتي وأنا على ذمة فريق آخر، بل إن الاتصال تم بعد انفصالي عن "الماص"، وإقالة كرول من تدريب الرجاء، وبطبيعة الحال لم يكن بإمكاني رفض عرض من فريق بمرجعية الرجاء، الذي كنت دائما أتمنى أن تتاح لي الفرصة لتدريبه. الحلم كاد يتبخر بعد أن دخل "الماص" على الخط وتشبث بك مدربا... (مقاطعا) مجرد مناورة الغاية منها دفعي إلى التنازل عن مستحقاتي المالية العالقة، وأعتقد أن مسؤولي هذا الفريق العريق نجحوا في مهامهم، ودفعوني إلى التنازل عن حقوقي مقابل نيل راحة البال، والتفرغ إلى مهامي الجديدة، وأتمنى فقط أن يستثمروا تلك الأموال في ما هو إيجابي ويصرفوا للاعبين رواتبهم ومستحقاتهم، السبب الحقيقي وراء مغادرة "الماص". كان بإمكانك اللجوء إلى السبل القانونية لاستخلاص مستحقاتك... بالفعل كان حلا من الحلول، لكنني فضلت إنهاء كل مشاكلي قبل الشروع في مهامي الجديدة، التي تقتضي تفرغا تاما، بعيدا عن لجنة النزاعات والمحاكم. مسؤولو "الماص" بمساومتهم هاته "كلاوني في رزق ولادي، وأنا مسامح ليهم على وجه جمهور "الماص" والمدينة اللي قضيت فيها أسعد لحظات مسيرتي التدريبية". لكن يجب الاعتراف أنه كانت أخطاء في مسطرة فسخ العقد... لم تكن هناك أخطاء، بل تدابير إدارية كان يجب اتباعها. للأسف مسؤولو "الماص" استغلوا سذاجتي وطعنوني من الخلف ونالوا ما كانوا يصبون إليه، على كل حال هذا ملف طوي نهائيا ولا أريد الخوض فيه كثيرا، وأسعى من خلال تعاقدي مع الرجاء لإعطاء انطلاقة جديدة لمسيرتي التدريبية، والبحث عن الألقاب التي خاصمتني منذ مدة طويلة. ما هي الأهداف المسطرة مع مكتب الرجاء؟ ليست هناك أهداف مسطرة مع الأندية الكبيرة، ولا يمكن التعاقد مع فريق بقيمة الرجاء لتكوين فريق، فالمهمة ظاهرة للعيان، ولا محيد عنها والمتمثلة في التنافس على الألقاب وإغناء خزانة الفريق، وعكس ما يعتقده الكثيرون فالرجاء مازال في السباق للظفر بلقب البطولة، ولعب نصف نهائي كأس العرش، وخرج منه بشرف على يد حامل اللقب، وبالتالي فإن كل المعطيات متوفرة لمواصلة المسيرة، مع إجراء بعض ”الرتوشات” الضرورية بعد دخول أي مرحلة جديدة. أكيد أنك كنت تتابع الرجاء ولديك فكرة على تركيبته البشرية... لا يجادل اثنان في أن الرجاء يتوفر على أقوى تركيبة بشرية في البطولة، بل إنه يشكل منتخبا قائم الذات، وأي مدرب لا يمكنه سوى أن يكون سعيدا بالتوفر على أسماء كتلك التي تدافع عن ألوان الفريق هذا الموسم، وسأحاول خلق الانسجام الذي كان غائبا لبناء فريق قوي ومتجانس وتنافسي، وهذا لا يمكنه أن يحدث سوى بتضافر جل الفعاليات، خصوصا الجمهور الذي يعد السند الرئيسي للفريق، وقوته الضاربة. عقدت بعض اللقاءات مع اللاعبين، ماذا لمست فيهم؟ أولا أشكرهم على حسن الاستقبال، ما ظهر جليا في طريقة تعاملهم مع التعليمات الجديدة، والأكيد أنهم في حاجة إلى عمل كبير على المستوى الذهني، خصوصا بعد مغادرة منافسة كأس العرش من دور متقدم، وهذا ما سأحاول القيام به في المرحلة المقبلة، لأن لاعبي الرجاء ليسوا في حاجة لمن يلقنهم أبجديات اللعبة، بل هم في حاجة لمن يدعمهم فكريا ونفسيا في هذه المرحلة، وهذا دوري ودور الجمهور الذي دأب على مساندتهم في أحلك اللحظات. لم تحدث تغييرات على الطاقم التقني، باستثناء استقدام مدرب مساعد بعد استقالة القرقوري... لم أبحث عن إحداث القطيعة مع الماضي من خلال إجراء تغييرات شاملة، بل إن هاجسي كان الاستفادة من خبرة ومعلومات عناصر كانت حاضرة في المرحلة السابقة، وهذا سيفيدني كثيرا في التعامل مع المجموعة، فقط كنت مضطرا لاستقدام مساعد بعد استقالة القرقوري. وماذا عن الخياطي مدربا مساعدا؟ أولا للتنوير الخياطي ليس مدربا مساعدا، بل مدرب ثان، بإمكانه تقديم الإضافة، لخبرته الطويلة في مجال التدريب، وللتجانس الحاصل بيني وبينه على جل المستويات. لقد بحثت عن الشخص الذي بإمكانه المناقشة وإبداء الرأي مهما كان مخالفا لما فيه مصلحة الرجاء. انتظر الشيء الكثير من الخياطي الذي أكن له كل الاحترام، وواثق من نجاحه في تجربته الجديدة. هل ستحدث تغييرات على النهج التكتيكي للرجاء؟ هذا مطلوب مني بطبيعة الحال، لأن مسؤولي الفريق تعاقدوا معي من أجل ذلك، ومتأكدون من أن أسلوبي في اللعب يوافق كثيرا مدرسة الرجاء التي تعتمد الفرجة والأداء داخل رقعة الميدان، دون نسيان النتيجة.سأنتظر عودة بعض المصابين، لتكتمل الصورة. سجلت بعض الملاحظات في مباراة الحسيمة، وسأعمل على إصلاحها بداية بإعادة ياسين الصالحي إلى مكانه الطبيعي بوسط الميدان، حيث يبدع ويقدم الإضافة، ثم سأنتظر عودة الحافيظي والقديوي لتوظيفهما بشكل إيجابي داخل المجموعة، في انتظار التعاقد مع هداف في فترة الانتقالات الشتوية، لتكتمل السمفونية. هل ستقوم بانتدابات في فترة الانتقالات الشتوية؟ حسب حاجيات الفريق، أكيد أنها لن تكون كثيرة، لكنها ستهم على الخصوص خط الهجوم. سنناقش المكتب المسير في الموضوع، وسنضع ”بروفيل” للاعبين القادرين على تقديم الإضافة للمجموعة، غير ذلك لا يمكننا إثقال كاهل ميزانية الفريق بلاعبين يجلسون في كرسي الاحتياط. يراهن عليك الجمهور إلى إعادة الطابع الفرجوي للرجاء... ”دقة دقة وحكان الجلدة” شعار المرحلة، مع النجاعة الهجومية بطبيعة الحال، في إطار البحث عن هوية الفريق، التي ميزته عبر التاريخ.الفريق يتوفر على كل وسائل النجاح والعودة إلى الأضواء، ولدي اليقين أنه بتضافر الجهود، والمساندة الجماهيرية المطلقة واللامشروطة، سنعود به إلى الزمن الجميل، زمن الألقاب والعروض الجميلة. هناك من يتحدث عن خلافات سابقة مع أنس الزنيتي... (مقاطعا) أبدا الزنيتي واحد من أبنائي، وتابعت وحضرت مسيرته، وكنت وراء حراسته لعرين الأسود والمحليين، فكيف لي أن أختلف معه. هذا نوع من الإشاعات الذي يحبط العزيمة ويسمم الأجواء. مدة العقد الذي يربطك بالرجاء لن تسمح لك بتحقيق كل أمنياتك... سنة ونصف، حقيقة مدة قصيرة، لكنني واثق في أننا سنحقق خلالها أشياء جميلة، ربما ستفتح شهيتنا نحو التعامل لمدة أطول، لكن المهم في الفترة الحالية هو إعادة الثقة للجمهور، والبحث عن هوية الفريق الضائعة في ظل التغييرات الكثيرة التي طرأت على طاقمه التقني. وهنا أود أن أناشده بالحضور إلى المدرجات، لأن الكثير من الأشياء ستتغير، وإن شاء الله سنكون في مستوى تطلعاته، وسنحيي داخل الرجاء كل شيء جميل تعود عليه، وأؤكد أن تدريب الرجاء رهان حقيقي وتحد بالنسبة إلي، لأنني كنت دائما أشعر أن أسلوبي وقناعاتي في التدريب قريبة من هذا الفريق.أجرى الحوار: نورالدين الكرففي سطورالاسم الكامل: رشيد الطاوسيتاريخ الازدياد: 6 فبراير 1956 بسيدي قاسمالأندية التي أشرف على تدريبها: اتحاد سيدي قاسم والمغرب الفاسي والجيش الملكي والوداد الرياضي واتحاد طنجة والنادي القنيطريمهام أخرى: مدرب لمنتخبات الفتيان والشباب والمحلي والكبار ومدير تقني للشباب والعين الإماراتيينألقابه: بطولة إفريقيا للشباب 1997 والثلاثية التاريخية رفقة ”الماص” حينما أحرز كأس الكنفدرالية الإفريقية وكأس السوبر وكأس العرشبورتريهالأنــيــقبداخل رشيد الطاوسي، المدرب المثير للجدل، بحركاته البهلوانية في دكة الاحتياط، وتصريحاته المثيرة بعد نهاية المواجهات، يختبئ ذلك الشخص الوديع المقبل على الحياة، الرومانسي العاشق للطبيعة والجمال، البشوش المنطلق ومحب المغامرات.الطاوسي الأنيق والحريص على مظهره، صارم إلى حد بعيد وقت اللزوم، وحنون وعاطفي في الكثير من الأحيان. يحب فعل الخير والاندماج في الأعمال الجمعوية. وطني لأبعد الحدود، واثق من إمكانياته رغم الانتقادات.يعشق التحدي وركوب الصعاب. بليغ في الكلام، وقوي في الحوار. ثقافته وإلمامه بالعديد من الأمور في الحياة، يجعلان منه رجلا مثاليا في زمن اندثرت فيه المثالية وحل مكانها كل شيء...لا يمكن أن ننكر على الطاوسي ما قدمه لكرة القدم الوطنية، فهو أول مدرب وطني حاز لقبا قاريا رفقة فئة الشباب، وفتح أمامهم أبواب المونديال، وأول مدرب يقود فريقا وطنيا نحو ثلاثية تاريخية، بعد أن هزم التوانسة في عقر دارهم، وأول مدرب ينتزع شعبية الزاكي، بعد أن تفوق عليه وحظي بشرف تدريب الأسود ولو لفترة وجيزة.الطاوسي الإنسان طموح، ولا حدود لأحلامه، متوازن في حياته، أب حنون وزوج مثالي...منفعل في بعض الأحيان، لكنه لا يتجاوز حدوده ...هكذا هو الطاوسي لمن لا يعرفه...يكبر مع كل إنجاز، ويعترف بالفشل حين اللزوم...

“حكان الجلدة” شعار المرحلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المخدرات تعمق ورطة بنزيمة

المديرية العامة للأمن تقاضي أبيضار

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات