يسود تخوف مشوب بالحذر سكان إقليمي الجديدة وسيدي بنور، جراء تأخر الأمطار الخريفية. ورغم أن التساقطات المطرية الأخيرة، التي عرفتها منطقة دكالة، اعتبرت مهمة لتزامنها مع افتتاح الموسم الفلاحي، إلا أن انحباسها في الأيام الأخيرة وارتفاع درجة الحرارة، زاد من قلق الفلاحين والمهتمين بالشأن الفلاحي على المزروعات والمواشي.وعبر العديد من الفلاحين عن تخوفهم من تأخر التساقطات المطرية، التي قد تعصف بالزراعات البورية البكرية، سيما أن ارتفاع درجة الحرارة المصحوبة بكتل الضباب، يزيد من حدة القلق والتخوف. وقال (عبد الله. ز) فلاح بمنطقة أولاد افرج، “هذا الضباب الذي يسقط في الليل والصباح، يؤثر سلبا على المزروعات في غياب التساقطات المطرية. لقد اعتدنا في شهر نونبر على الزراعات الكبرى المرتبطة بالقمح الرطب والصلب، لكن انحباس الأمطار قد يؤخر الموسم الزراعي”.ودفعت الأمطار التي تساقطت أخيرا، العديد من الفلاحين إلى المبادرة بحرث أراضيهم والاستعداد المبكر للموسم الفلاحي الجاري، وتم الشروع في عملية الزرع، التي تضررت بسبب قلة المياه وارتفاع درجة الحرارة. وصرح عضو بالغرفة الفلاحية لجهة الدار البيضاء سطات، وهو فلاح تابع لإحدى الجماعات القروية بأولاد افرج بالإقليم ذاته، أن تأخر الأمطار له تأثير مباشر على تربية المواشي، إذ يؤدي إلى ارتفاع سعر الأعلاف وتدني سعر الأبقار والأغنام، في غياب أدنى متابعة ومراقبة للمضاربين والمحتكرين لهذه المواد.وأضاف أن الفلاحين بالمناطق البورية على الخصوص، أمام انحباس الأمطار يصابون بالخوف من تبعات الجفاف، الذي يقضي على الزرع والضرع (في إشارة إلى الأبقار والأغنام) ويضطرون إلى التخلص من بهائهم، إذ في غياب الكلأ الأخضر، يتم اللجوء إلى استهلاك التبن والأعلاف (الذرة والشعير والفول والنخالة والشمندر) وهو ما يزيد من مصاريفهم اليومية. واعتبر عبد اللطيف غفوري، مسؤول بالمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بدكالة، الموسم الفلاحي في بدايته، وقال للصباح، “وصلت التساقطات المطرية خلال نهاية أكتوبر الماضي إلى 50 ميلمترا وهي نسبة مهمة جدا، فاقت النسبة التي تساقطت الموسم الماضي في الوقت نفسه، ولا زال متسع من الوقت أمام الفلاحين لزرع حقولهم”. وأضاف أن الوضع الفلاحي عاد جدا وأن كل الإجراءات والترتيبات اتخذت من طرف المديرية الجهوية للفلاحة وأن البذور والأسمدة متوفرة.أحمد ذو الرشاد (الجديدة)