نأى شيوخ السلفية المفرج عنهم، بأنفسهم عن مشروع التيار السلفي الإصلاحي، الذي يشرف عليه الشيخ حسن الخطاب، بتنسيق مع المدير العام للأمن الوطني. وقال حسن الخطاب، إنه على تواصل دائم مع مؤسسات الدولة، خاصة المديرية العامة للأمن الوطني للتنسيق معها في تنزيل مشروع التيار السلفي الإصلاحي على أرض الواقع، ولم شمل آلاف السلفيين وإنه لم يحسم في ما إذا كان سيؤسس حزبا سياسيا أم سينضم وأتباعه إلى حزب آخر، أو سيكتفي بالعمل الجمعوي.ونفى الخطاب، في تصريحات ل"الصباح"، أن يكون حسم في الانضمام إلى حزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، أو تأسيس جمعية تمثل الذراع الدعوي لحزب عرشان، مضيفا أنه تلقى دعوات من 30 حزبا، وأنه يفضل أن يبدأ عمله بحوار وطني، مع آلاف السلفيين في مجموعة من المدن.من جهته قال الشيخ عبد الوهاب محمد رفيقي، الملقب بأبي حفص، في اتصال هاتفي أجرته معه "الصباح"، إن المغرب ليس بحاجة إلى حزب بصبغة دينية، مضيفا "إذا كانت الدولة أعدت مشروعا لجمع السلفيين، فيجب أن تستوعب هذه المبادرة كل الذين سبق لهم التعامل مع هذا الملف". ونفى أبو حفص أن تكون أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، أجرت معه بصفته واحدا من شيوخ السلفية بالمغرب أي اتصال لإعلامهم بهذه المبادرة، "شخصيا لم أتلق أي اتصال ولم تفتح معي أي جهة حوارا بهذا الشأن، لكن في حال كان مشروع الشيخ الخطاب مشروع دولة، فإنه يجب أن يكون مبنيا على إستراتيجية شاملة فكريا واجتماعيا واقتصاديا".وعزا أبو حفص، عدم التواصل مع الشيوخ المفرج عنهم سابقا، إلى ما أسماه "الظرفية"، وزاد "ربما وجدت الدولة أن الأوان حان لطرح مبادرتها، غير أننا لا نعلم أي شيء عن هذا المشروع ولا عن خلفيته أو سياقه، ولا حتى أبسط تفاصيله، لأسباب لا أعلمها". من جهته كان الشيخ محمد الفيزازي، أكثر وضوحا وهو يشير إلى أنه لا يمكن لأي تنظيم سياسي أن يستوعب التيار السلفي، ما عدا الجمعيات الفقهية والعلمية، و"القول إن هناك مشروعا قادرا على المنافسة السياسية الحقيقية، فهذا مستبعد جدا، فأي حزب لابد له أولا من الأطر السياسية وليس الفقهية، ولابد له من شخصيات كاريزماتية قادرة على بلورة برنامج سياسي تقنع به المواطنين وتنافس به باقي الأحزاب، شخصيات لها صيت يمكنها من تشكيل قاعدة سياسية، وليس فقهاء".وقال الشيخ الفيزازي إن الأطر السياسية هي ما يفتقده مشروع الخطاب، الذي نسب إلى الدولة، للم شمل السلفيين، مضيفا أن ما يوصف ب"المشروع الكبير"، "في حاجة إلى رجال كبار، فأين هم؟". من جهته قال الشيخ السلفي حسن الكتاني، إن خروج الدفعة الأولى من معتقلي السلفية بعفو ملكي، خطوة إيجابية "لا يمكن إلا أن نثمنها، خاصة أنها جاءت لرفع حالة الاحتقان السائدة بسبب ملف السلفية". وزاد الشيخ، أنه لن يتمكن من صياغة أي حكم بشأن مشروع التيار السلفي الإصلاحي، إلا بعد مرور وقت معين، "لا يمكن أن نحكم عليه من البداية، بل يجب أن ننتظر إلى أن يمر بعض الوقت" يضيف الشيخ الكتاني. ضحى زين الدين