فشلت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أول أمس (الأحد)، في طرد محمد الأمين بوخبزة، سليل أحد المرجعيات الدينية للحزب، الذي فجر فضيحة ترشيح محترفة "قوادة جنسية"، واستضافة وزراء في الحزب من قبل تاجر مخدرات في تطوان في فيلاه، خلال الانتخابات الأخيرة.ونجح الجناح المرتبط بحركة التوحيد والإصلاح في الأمانة العامة، في دفع أعلى هيأة تنفيذية في الحزب إلى رفع اليد عن الملف، الذي كان بين أيديها منذ أكتوبر الماضي، وإحالته على هيأة التحكيم الوطنية، المحكمة الداخلية للحزب المنبثقة عن المجلس الوطني (أعلى هيأة تقريرية بعد المؤتمر الوطني)، للتحقيق فيه، بدل طيه، بمبرر أن مفجر الفضيحة مشكوك في سلامة صحته العقلية والنفسية.ورغم أن قرار الأمانة العامة، الذي أعلن إحالة الملف على هيأة التحكيم، فيه إدانة مسبقة وبوادر طرد مسرب الفضيحة، محمد الأمين بوخبزة، من مؤسسي الحزب وسليل الشيخ أبو أويس محمد بن الأمين بوخبزة، إلا أنه، كان كذلك، استجابة لمطلبه، تشكيل هيأة للتحكيم ليعرض عليها أدلته حول ترشيح "قوادة" ولائحة ضحاياها من النساء، في لائحة الحزب، التي كان وكيلها محمد إدعمار، عمدة بلدية تطوان.وقبل أن تنتهي مشاورات الأخذ والرد بين أجنحة الأمانة العامة للحزب، أول أمس (الأحد)، بإعلان "إجراءات احترازية"، منها التجميد المؤقت لعضوية مفجر الفضيحة، رفض المعني بالأمر، سابقا، المثول أمام الأمانة العامة، سيما وأن مصطفى الرميد، عضوها ورئيس لجنة النزاهة والشفافية فيها، علق على الاتهامات في برنامج تلفزيوني، بالتلميح إلى أن مطلقها غير سوي نفسانيا.وتعود تفاصيل الفضيحة إلى أكتوبر الماضي، حينما فجر محمد الأمين بوخبزة، عضو المجلس الوطني للحزب ومن مؤسسيه ونائب الكاتب الإقليمي بتطوان، تفاصيل خلاف بينه وبين محمد إدعمار، تلميذه الذي صار غريما سياسيا له، حول استقطاب الأخير لـ"أسماء مشبوهة"، منها متعاطفة مع الحزب "كانت إلى وقت قريب، تمارس القوادة في الدعارة، ويعرف الحزب ضحاياها من النساء، كما صدر أمر قضائي يدينها، وطردها السكان من العمارة التي تقطنها".وفيما اتهم بوخبزة، غريمه إدعمار، قيادي الحزب وعمدة تطوان، بالدفاع بـ"حماس واستماتة مريبين" عن ترشح "القوادة"، لأن "الأصوات التي ستجليها تعد بالآلاف"، فجر أيضا، في سلسلة "فيديوهات" بثها على الأنترنت وبلغ مجموعها خمسة، ما أسماه، "التعامل مع مبيضي أموال المخدرات بتطوان".وفي هذا الصدد، اتهم شخصية رفيعة في الحزب والحكومة، بـ"الحلول في بيت منعش عقاري يبيض أموال المخدرات"، مؤكدا توفره على دلائل لأنه ولج "الفيلا" مضطرا لتحية تلك الشخصية، واعتبر خدمات المنعش للحزب إبان الانتخابات، "رشوة مقنعة وقبلية"، تمهيدا لعودة مرشح الحزب، إلى رئاسة المجلس البلدي لتطوان.وتحدى الأمين بوخبزة، قيادة حزبه والأعضاء الذين وجه إليهم الاتهامات، باللجوء إلى القضاء ضده، مؤكدا استعداده المثول أمامه، وحينها سيكشف دلائل ولوائح ضحايا "القوادة" ولوائح "لصوص" و"وصوليين"، وذوي سوابق قضائية بأوربا، كلهم يعملون لفائدة الحزب بتطوان، دون أن يغفل، ذكر شقيقه أحمد بوخبزة، بالقول إن إدعمار "ورطه معه في تجاوزات ومخالفات".امحمد خيي