تنقل السعيد زنيبر، والي جهة فاس مكناس، صباح أول أمس (الأحد)، إلى قلب المدينة العتيقة بفاس، لإقناع تجارها باستئناف عملهم بعد قرارهم إغلاق محلاتهم التجارية احتجاجا على اعتداء جانحين على سياح ألمان، ما يهدد السياحة بالمدينة، بضربة موجعة قد لا تستفيق منها إلا بعد أشهر طويلة. والتقى ومسؤولون بالولاية بشكل مباشر بالتجار الغاضبين بعين المكان، قبل أن يمتص غضبهم ضاربا اليوم (الثلاثاء) موعدا للقاء موسع بدءا من الخامسة مساء، يجمعه بممثلين عن جمعياتهم وودادياتهم، لتدارس سبل إعادة الثقة إلى السياح الأجانب وإنعاش القطاع السياحي المهدد. واختيرت قاعة فاس المدينة، موقعا للقاء الذي أتى محاولة لامتصاص غضب تجار وسكان المدينة العتيقة على الواقع الأمني، موازاة مع استدعاء مسؤولين أمنيين إلى الرباط، لتدارس تبعات الاعتداء الجسدي الذي تعرض إليه السياح الألمان أثناء تجوالهم مساء الجمعة، بدروب حي الطالعة الكبيرة.وخرج التجار صباح الأحد في مسيرة احتجاجية جابت الطالعة الصغيرة والكبيرة، للمطالبة بتوفير الأمن والطمأنينة لجميع زوار المدينة القديمة، وتلافي مثل الحوادث التي تعرض إليها السياح المذكورون وقبلهم سياح من لتوانيا وألمانيا وفرنسا، من قبل شباب طائش لبعضهم سوابق قضائية. ورفع الغاضبون شعارات طالبت بتكثيف الدوريات الأمنية ومضاعفة جهود الشرطة السياحية حماية للسياح من مثل هذه الاعتداء التي تخدش سمعة المدينة وتضرب القطاع السياحي في عمقه، ما وعد الوالي بتدارسه بشكل مستفيض في الاجتماع المقبل في إطار التنسيق مع الجمعيات المدنية. «مدينة فاس في خطر»، «السياحة في خطر»، «مدينة فاس علمية ونصفها إجرامية» و»التجار ها هما رجال الأمن فين هما».. بعض من الشعارات التي صدحت بها حناجر المشاركين في هذا الشكل الاحتجاجي الأول من نوعه بعد إصابة ثلاثة سياح بجروح متفاوتة الخطورة، بعدما هاجمهم جانحان.حميد الأبيض (فاس)