زليخة نصري…”التيرمومتر”

"المرأة الحديدية"، "صديقة الفقراء"، "عين الملك التي لا تنام". الأكيد أن كل هذه الأوصاف تليق بأول امرأة تقتحم عالم مستشاري الملك، الذي ظل حكرا على الرجال في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.إلا أن أكثر هذه الأوصاف دقة تلك التي تصفها ب"تيرمومتر الملك"، إذ لا يحل جلالته بمكان لتدشين مشروع اجتماعي ما، إلا وتكون زليخة نصري قد سبقته إليه. تشرف على أدق التفاصيل، بل تراجع أكثر الوثائق والدراسات أهمية في المشروع، وتقضي ساعات وساعات، وهي تنصت إلى نبض هذه الوثائق والدراسات، وحقيقة مردوديته على الفئات المستهدفة به، وحين تشم رائحة نتنة، تطير إلى القصر حاملة تقاريرها، وبناء عليها يحدد موعد زيارة التدشين أو تلغى نهائيا.يحسب لها السياسيون ألف حساب، فابنة وجدة، التي غاص كعبها العالي مرارا في الوحل، وهي تسير وراء جلالته، في رحلاته المكوكية، إلى المناطق النائية لتدشين المشاريع الاجتماعية، تحرص، أكثر من حراس الملك، على احترام إجراءات البروتوكول. قبل السياسيين، كان رجال المال والأعمال يعرفون مدى صرامة المسؤولة الأولى عن مديرية التأمينات بوزارة المالية، وهو المنصب الذي استحقته زليخة، التي درست المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية بوجدة ومكناس، قبل أن تلتحق بالمدرسة الإدارية بالرباط، ومنها إلى وزارة المالية حيث عينت موظفة بمديرية التأمينات.لم يحل توظيفها دون متابعة دراستها العليا، إذ حصلت على الدكتوراه في قانون التأمين بالمغرب، قبل أن تتحمل مسؤولية هذه المديرية وتحمل على عاتقها ثقل تطويرها، ليسطع اسمها، خاصة بعد أن ساهمت بشكل كبير في إخراج قانون التأمينات إلى الوجود. الكثيرون لم يرسموا على وجوههم علامات التعجب وهم يسمعون بخبر تعيين زليخة نصري كاتبة الدولة بوزارة الشؤون الاجتماعية المكلفة بالتعاون الوطني، بل سألوا ومن غيرها أحق بهذا التعيين؟ فالمرأة استحقت عن جدارة أن يكون لها دور في دائرة مراكز القرار. لم تكن كل الصور التي نقلتها وسائل الإعلام عن مهندسي الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية، صادقة لأنها لم تترك حيزا لواحدة من واضعات اللبنات الأولى لهذا المشروع، الذي تمخضت عن معركته مدونة الأسرة، إذ كانت نصري واحدة من مدبري ثورة النساء.في 2000 السنة التي ستأخذ فيها مسيرة زليخة نصري منحى تصاعديا، بتعيينها مستشارة للملك، وهي المهمة التي لم تثنها عن تحمل مسؤوليات أخرى في مؤسسة محمد الخامس للتضامن، لتصبح بذلك ابنة وجدة ظل الملك الذي لا يفارقه في المشاريع ذات الطابع الاجتماعي على وجه الخصوص.ضحى زين الدين

زليخة نصري…”التيرمومتر”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخيدر… لم تكتمل الخطة

الهمة... "ماكينة" قرارات

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات