سلطات مسؤولي التلفزيون تتوقف عند التدبير

الخط التحريري للقنوات الوطنية يتحكم فيه صناع قرار من وراء ستار تتوقف سلطات المسؤولين في القطب العمومي ومديري القنوات الوطنية في حدود التسيير الداخلي والإداري اليومي للمؤسسات الإعلامية التي يديرونها، ويعتبرون مجرد مصرّفين للموقف الرسمي الذي تتخذه الجهات العليا في البلد دون التدخل في شؤونه.وأكد مصدر مطلع وعارف بدهاليز التلفزيون، في لقاء مع "الصباح"، أن التوجيهات والتعليمات الكبرى، يتلقاها المسؤولون عن القنوات الوطنية من طرف كريم بوزيدة، المكلف بمهمة داخل ديوان فؤاد عالي الهمة، مستشار الملك، ولا يتخذون في شأنها أي قرار يذكر، ضاربا المثال بالتحول الأخير في الموقف الرسمي للدولة تجاه نظام الحكم في مصر، حين وصفت نشرة أخبار القناة الأولى، الرئيس المصري ب"المشير الذي قاد انقلابا عسكريا"، والرئيس المعزول محمد مرسي ب"الرئيس المنتخب"، وقدمت تقريرا حول الفوضى والاضطرابات التي تعرفها أرض الكنانة، معززا بتحليل يعتبر عزل مرسي "إجهاضا للانتقال الديمقراطي"، وهو ما اعتبر حينها ردا على الهجوم الإعلامي المصري على الملك محمد السادس بعد زيارته تركيا ولقائه الرئيس رجب طيب إردوغان، الذي لم يكن محل ترحيب بمصر، وقس على ذلك العديد من الحوادث المشابهة.واعتبر المصدر نفسه، أن بعض المواضيع والقضايا "العادية" يبت فيها المسؤولون داخل القنوات الوطنية بدون استشارة، أما تلك المخالفة للتوجه العام للدولة، فينتظرون في شأنها قرارا "من فوق" يحظى بالموافقة التامة من جميع المساهمين في صناعة القرار الإعلامي على أعلى مستوى. أما بخصوص ما وقع بشأن حفل جنيفر لوبيز في "موازين"، الذي بثته القناة الثانية على شاشتها، والذي أقام بخصوصه مصطفى الخلفي، وزير الاتصال، الدنيا ولم يقعدها، وانضاف إليه رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، وراسل "الهاكا" بشأنه، (لم تقبل الهيأة العليا للسمعي البصري شكاية بنكيران بخصوص السهرة، بسبب خطأ في الشكل)، فلم يتخذ بشأنه أي قرار في حق سليم الشيخ، مدير "دوزيم"، الذي قدر أن ما مر في التلفزيون لا يمس بالأخلاق العامة، ليجد الإسلاميين "كا يتسناوه فالدورة"، لكنهم لم يتمكنوا من زعزعته من منصبه لأنه يحظى بحماية صناع القرار الحقيقيين في البلاد، يشير المصدر نفسه.أما بالنسبة إلى قناة "ميدي 1 تي في"، فاعتبرها مصدرنا تابعة في خطها التحريري لمنير الماجيدي، مدير الثروة الملكية، الذي كان وراء جلب المستثمرين الإماراتيين للمساهمة في رأسمال القناة، بعد الجدل الكبير الذي أثارته وضعيتها في البرلمان، في حين يظل مديرها عباس العزوزي، مشرفا على تنفيذ الخط التحريري المقرر فيه مسبقا. خطوط السياسة أشار مسؤول سابق في التلفزيون، أن حدود سلطة فيصل العرايشي، مدير القطب العمومي، تقف عند أمور التسيير والتدبير الداخلية، في الوقت الذي يعتبر مجرد منفذ للخط التحريري للقطب الذي لا يستطيع التدخل فيه بتاتا، والشيء نفسه بالنسبة إلى القناة الثانية التي تقتصر مهمة مديرها وامرأتها "الحديدية" سميرة سيطايل على الإدارة فقط والحرص على تنفيذ خطوط السياسة الكبرى لصناع قرار يقبعون في "الظل" ويمارسون سلطتهم من خلف ستار. وبخصوص قناة "ميدي 1 تي في"، اعتبر مصدرنا أنها القناة الوحيدة التي "حمرات وجه المغرب" على المستوى العربي والدولي، وهو الهدف الذي رسم لها منذ البداية، إذ أريد لها أن تكون وسيلة إعلامية تعكس طابعا عصريا مختلفا. نورا الفواري

سلطات مسؤولي التلفزيون تتوقف عند التدبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إيقاف الأشغال بتجزئة بآسفي بسبب "اختلالات"

المساواة في الإرث تواصل إثارة الجدل

مقالات ذات صلة