طوت غرفة الجنايات الابتدائية بمحكمة الاستئناف بمكناس، بعد المداولة في آخر جلسة الأربعاء الماضي، التي امتدت حتى الساعة الواحدة صباحا، صفحات الملف رقم 15/70، وأدانت المتهم (ح.أ) بثلاثين سنة سجنا، بعد مؤاخذته من أجل هتك عرض قاصر، بالعنف نتج عنه افتضاض والتهديد بارتكاب جناية ضد الأشخاص، وبأدائه لفائدة المطالب بالحق المدني، في شخص والدها، تعويضا قدره درهم رمزي، مع الصائر والإجبار في الأدنى.وتفجرت القضية استنادا إلى محضر الضابطة القضائية، المنجز من قبل شرطة مكناس، في أواخر مارس الماضي، عندما تقدمت القاصر (س.ح. 14 عاما)، رفقة ولي أمرها، بشكاية مباشرة إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بمكناس، تعرض فيها أن المتهم (ح.أ) الذي يعمل منذ سنوات حارسا مقيما بالفيلا المملوكة لأبويها بالعاصمة الإسماعيلية، اعتدى عليها جنسيا بالعنف وافتض بكارتها. وأوضحت أنه ظل يمارس الجنس عليها بدون رضاها لمدة 12 شهرا، مستغلا خوفها الشديد من تجسيد تهديداته المتكررة على أرض الواقع، المتمثلة في إزهاق روح والديها في حال أخبرتهما بالأمر، ما جعلها تعيش كوابيس مزعجة طيلة هذه المدة، الشيء الذي أثر سلبيا على حالتها النفسية وكذا على تحصيلها الدراسي. وأرفقت شكايتها بشهادة طبية تثبت بشاعة الاعتداء عليها. وهي التصريحات التي أكدتها في مرحلة التحقيق الابتدائي والتفصيلي مع المتهم، والشيء عينه خلال جلسة المحاكمة، حينما حضرت، رفقة ولي أمرها، وحكت بمرارة سيناريو الفيلم الهيتشكوكي الذي عاشت تفاصيله وكانت بالتالي ضحيته.وبالاستماع إليه تمهيديا في محضر قانوني، اعترف المتهم، من مواليد 1987، عازب، بالمنسوب إليه جملة وتفصيلا، قبل أن يجدد اعترافه أمام غرفة التحقيق، وساعة عرضه ومستندات ووثائق الملف على أنظار القضاء الجالس. وبعدما التمس دفاع الضحية القاصر من المحكمة إدانة المتهم وفق فصول المتابعة، والحكم لمؤازرته بتعويض مدني قدره درهم رمزي، تناول الكلمة ممثل النيابة العامة، الذي التمس من المحكمة في معرض مرافعته التصريح بإدانة المتهم من أجل المنسوب إليه، مع تشديد العقوبة في حقه وعدم الرأفة به، بالنظر إلى بشاعة الجريمة المرتكبة في حق الضحية. ومن جهته، التمس دفاع الظنين من الغرفة تمتيع موكله بأقصى ما يمكن من ظروف التخفيف، مراعاة لحالته الاجتماعية ولانعدام سوابقه القضائية، قبل أن تقرر الغرفة نفسها حجز الملف للمداولة والنطق بالحكم في آخر الجلسة، بعدما كان الجاني آخر من تكلم دون أن يضيف جديدا. خليل المنوني (مكناس)