يدعى سمير بركاشي، ولم يكن سنه يتجاوز 23 سنة، حينما كشف عن نفسه عرابا لمعركة الأقليات الجنسية بالمغرب، على صدر صفحات "الصباح"، قبل حوالي سبع سنوات، من خلال حوار مطول، تلاه جدل كبير ومتواصل، سيما لما أعلن فيه، وجود شخصيات عمومية وسياسية، تدعم معركة جمعية "كيف كيف"، التي أسست بإسبانيا، ويتولى مهام المنسق العام لعملها. ولم يكن من السهل على سمير بركاشي، الخروج من ظلام السرية إلى نور العلن، للقيام بـ""Coming out، في بلاده المغرب، أو "الخروج من الدولاب" كما يسميه أفراد مجتمع المثلية، لأن ذلك كان مغامرة لا يقدر على تحقيقها سوى شخص شجاع. وكشف بركاشي عن نفسه، حينها، للناس، فبدا في مظهر "المراهق اليافع" الذي يتمتع بـ"نضج كبير، وإحساس بالمسؤولية"، متحدثا عما أسماه "نضال سنوات طويلة" وماضي وحاضر ومستقبل طابو كبير، حينها، هو قضية المثليين في المغرب. وبمرور سبع سنوات الآن، عن خروج زعيم ثورة المثليين المغاربة، إلى العلن، يستشف، أن ذلك الشاب، كان يعي ويعرف على نحو جيد ما يقوم به ويعرف أهدافه، إذ أسس الجمعية في 2004، ولاذ بالصمت، مكتفيا بالتسريبات، حتى صارت "كائنا هلاميا"، على حد تعبيره ذات مرة. "لقد جئت اليوم لأحطم حاجز الصمت، وشح المعلومات، وأزيح اللبس عن الجمعية وأهدافها. لقد كانت "كيف كيف" كائنا هلاميا الكل يعرف بوجودها لكن لا أحد يعرفها، لأن ليس لها وجها"، بهذه العبارة قدم سمير بركاشي نفسه في 2009 لـ"الصباح"، معلنا أن "العدو الحقيقي للمثلية ليس هو القانون بل العقليات المتحجرة، عدونا ليس النظام أو الدولة أو المخزن، بل سوء الفهم". ويبدو اليوم، أن سمير بركاشي، نجح فعلا في مسعاه، إذ تواصل التطبيع مع مصطلح "المثلية"، على حساب "الشواذ"، وكما أنه من كثرة صعود الموضوع إلى السطح، آلفه الناس، ولم يعد يثير ردود الأفعال ذاتها، التي شهدها المغرب، لحظة مباشرة "كيف كيف" لأول تحركاتها. وكانت أول ثمرات خروج سمير بركاشي، إلى العلن، إقناعه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، إبان وجود خديجة الرياضي، على رأسها، بوضع حقوق الأقليات الجنسية، ضمن الملفات الأساسية التي تشتغل عليها الجمعية، رغم أن الأمر، كان واحدا من القضايا، التي تسببت في انقسام كبير داخل الجمعية، تتواصل تبعاته إلى اليوم. وفي وقت آخر، التحق ببيت الحكمة، الذي توجد على رأسه خديجة الرويسي، القيادية في حزب الأصالة والمعاصرة، وتعد الآن نائبة رئيس مجلس النواب، بالجمعية المغربية، فتبنت بدورها قضية الأقليات الجنسية، ونظمت لقاءات وظهرت في صور مع سمير بركاشي، أثارت جدلا، لكنها، ساهمت، على نحو ما، في تطبيع المغاربة مع المجتمع المثلي. م . خ