المحطة المائية ببولمان في وضعية متردية

مراسلات حارسها لم تحرك اهتمام مسؤولي حوض ملوية تبدو المحطة الهيدرومناخية بمنطقة آيت كرموس بإقليم بولمان، في وضعية لا تحسد عليها و»خارج اهتمامات المسؤولين عليها» رغم ما يرفع من شعارات تعبئة الموارد المائية، ما يطرح علامات استفهام عريضة حول جديتها ودرجة تفاعل وكالة حوض ملوية بوجدة التابعة المحطة إليها، لعدة شكايات ومراسلات سيما من حارسها منذ نحو عقد ونصف. ولم تشفع الوضعية الهشة التي تعيشها المحطة الخاصة برصد الفيضانات وقياس الأمطار بدائرة بولمان، والواقعة قرب مركز تربية طائر الحباري بإنجيل التابع للإمارات، لها كي تنال الاهتمام ويلتفت إليها لإيجاد حلول مناسبة للمشاكل التي تعانيها، موضوع مراسلات سابقة لمديري الوكالة أو من ينوب عنهم، لم تجد الآذان الصاغية لتوفير وسائل العمل وتحسين ظروف الاشتغال بها.وراسل حارس المحطة المسماة «العاوية»، مدير الوكالة الحاضنة لها، في عدة مناسبات كما رئيس فرقة استغلال سد إنجيل، للتدخل لحل المشاكل الأساسية بها وتجاوز اختلالاتها الناتجة عن «سوء التدبير وعقلية التسلط التي يشتغل فيها منذ نحو 24 سنة”، متحدثا عن غياب اللوازم المكتبية والإدارية من أقلام وأوراق وحاسوب وكهرباء، لتسجيل المعطيات خدمة لهذه المحطة. وتحدث عن تقادم وأعطاب وعدم جاهزية أدوات ووسائل القياسات، ما يستحيل معه وضع مؤشر القياس بشكل يقترب من الضبط النسبي لمنسوب الفيضانات، ما يتطلب إعادة تشغيل هذه الآلة لقياس المطر، مؤكدا ضياع جهاز “الإيشيل” حسب تسميته السابقة، سيما بعد هدم أحد الأرقام بقوة المياه، مطالبا بخلق دينامية جديدة للمحطة وتوفير الشروط اللازمة لمواجهة أي تقلب مناخي أو جوي. ونبه هذا الموظف في مراسلاته إلى ضرورة تصحيح وضعية آلة قياس عمق النهر لتعمل بقياس الفيضان مع أرقام الوادي في وقتها المحدد، فيما تبقى الحاجة ضرورية لآلة لقياس الفيضانات الليلية المسماة “طورش” لتكون مستعدة لإضاءتها لعدة ساعات، وتسقيف حوش المحطة للحيلولة دون تسرب الثلوج والأمطار إلى الداخل وإعادة إصلاح النوافذ الداخلية وتوفير مذكرات العمل وملابسه شتاء.وتعرضت أبواب ونوافذ المحطة إلى الكسر ما سبب في اهتراء بنيتها وممتلكاتها وتسرب المياه إلى أساسات وداخل حجراتها، ما يعمق مشاكلها ويزيد من معاناة العمل في ظل الخصاص الملحوظ في حطب التدفئة شتاء، خاصة أن فترات البرد والصقيع، سمة مناخية أساسية بالمنطقة وعلى طول السنة، علما أن جهاز الطاقة الشمسية، يظل معطلا ويستحيل تزويده بالطاقة لطول فترة الشتاء.وتقدر شكايات الحارس إلى الوكالة وقبلها مصالح المحطة التابعة سابقا إلى وزارة التجهيز والأشغال العمومية قبل إلحاقها بكتابة الدولة المكلفة بالبيئة، بالعشرات بعثها خلال الفترة الممتدة من 2002 إلى 2011، عبر السلم الإداري أملا في تجاوز المعاناة المهنية واللوجستيكية والإدارية التي تعيشها المحطة، دون جدوى أو يمنعه ذلك من التشبث بخيط الأمل الرفيع لرفع الحيف عنه وعن عمالها. ويتمنى من إدارة الحوض تصحيح سلوكها إزاء المحطة، لتكون بداية لإنذار مناخي دقيق وتوقعات قريبة من الدقة، حماية للمسافرين ولتحديد أوقات الفيضانات وما قبلها لحماية أنفسهم من أي مغامرة غير محسوبة العواقب، وحماية المسالك الطرقية ومزروعات ومواشي وممتلكات سكان المنطقة التي تباغتها الأمطار العاصفية والسيول الجارفة لمحاصيلهم ودورهم. وأمل هذا الحارس الأمين لمحطة خارج الاهتمام، ألا تتكرر فاجعتي 1995 و2008 بدائرة بولمان وما خلفتاه من خسائر مادية جسيمة في ممتلكات الفلاحين وخيامهم، ما لا يمكن أن يتحقق إلا بتجاوز المشاكل السالفة الذكر، وتلافي واقع الارتجال واللامبالاة لضمان لعب المحطة دورها في التعبئة والرصد والإنذار والتتبع بتوفير وسائل الإنقاذ وبرامج التحسيس بخطر الفيضانات. حميد الأبيض (فاس) اتهامات بالإخلال بالواجبات مقابل ذلك، اتهم مدير وكالة الحوض المائي لملوية في مراسلته لحراس المحطات الهيدرومناخية تحت إشراف رئيس مصلحة المياه بميسور، الحراس بعدم القيام بالواجبات والمهام المنوطة بهم، والغيابات المتكررة وغير المبررة، إن أثناء تسجيل المعطيات الخاصة بالمحطة أو عدم الاستجابة إلى مواعيد وأوقات المكالمات عبر الراديو، مطالبا إياهم بالتحلي بروح المسؤولية وأداء مهامهم. وتهدد الفيضانات المنطقة التي سبق أن عرفت كوارث أشد خطورة تخلفها الأمطار الطوفانية الأشبه بفاجعة أوريكا، ما تسبب في خسائر في القناطر والمحاصيل الزراعية، خاصة في منتوج البطاطس والبصل ونفوق المواشي، ما يفرض إيلاء الاهتمام بالمحطة وتجهيزها بأحدث التجهيزات وتوفير شروط العمل لعمالها لإنذار السكان والمصالح المختصة، لتجاوز أي كوارث طبيعية.

المحطة المائية ببولمان في وضعية متردية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

مختصرات

متابعة شاب بتهمة تقديم "المعجون" لرضيع

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات