الضريس: ولى زمن التبريرات

وزير الداخلية المنتدب نصب سفير واليا لجهة البيضاء ويحمله مسؤولية حمايتها من الإرهاب أطلق الشرقي الضريس، الوزير المنتدب في الداخلية، زوال أول أمس (الأحد)، صافرة العمل بأكبر جهات المغرب، بعد أسبوع فقط من استكمال الشوط الأول من المسلسل الانتخابي الذي توج، الثلاثاء الماضي، بانتخاب رئيس مجلس المستشارين، وقبله انتخابات رؤساء مجالس الجهات والمقاطعات والجماعات ومجالس الأقاليم والعمالات. وبعث الضريس، في كلمة توجيهية وصفت بالصارمة، على هامش إعادة تنصيب خالد سفير، واليا على جهة البيضاء سطات، رسائل واضحة إلى جميع مسؤولي الجهة والمدينة ومنتخبيها، في ما يشبه التأكيد على أن ساعة العمل والجد دقت، ولم يعد هناك سبب للاختباء وراء تبريرات واهية، من قبيل نقص الاختصاصات وتداخلها، وضيق هامش التحرك المعيق لخدمة المواطنين، وإنجاح رهانات التنمية بمستوياتها المختلفة. وقال الضريس، أمام جمع كبير من المنتخبين والمسؤولين والأطر الإدارية والأمنية احتضنته القاعة الكبرى لولاية البيضاء، إن السلطات الواسعة التي أضحت تتمتع بها المجالس الترابية في مجال التنمية، (بعد التعديلات الجهوية الملحقة بقوانينها التنظيمية المستمدة من الدستور)، تجعل من الآمال التي يعقدها سكان جهة البيضاء سطات على منتخبيها واقعية.وأضاف الضريس أن واقعية هذه الآمال تستمد مشروعيتها، أيضا، من المؤهلات الكبيرة لجهة البيضاء، باعتبارها قطبا ماليا واقتصاديا رائدا على المستوى الوطني والقاري، بفضل تكامل الموارد الاقتصادية والاجتماعية والطبيعية للأقاليم والعمالات المكونة لها، كما تتوفر على نسيج إنتاجي وخدماتي متنوع يحتل الصدارة على الصعيد الوطني وعلى بنية تحتية وطرقية ولوجستيكية مهمة وعلى مقومات فلاحية وعصرية.وحرص الضريس على الاستشهاد بعدد من الخطب الملكية (خمس مرات) للتأكيد على أهمية المرحلة الجديدة التي دخلتها الجماعات الترابية والأدوار الجديدة المنوطة بها في المرحلة اللاحقة من تطور المغرب، تتويجا لمسار بناء سياسي ومؤسساتي حددت معالمه انطلاقا من مرجعية دستورية تنص على أن التنظيم الترابي للمملكة تنظيم لا مركزي يقوم على الجهوية المتقدمة، قوامه تثمين التراكمات الإيجابية للتجربة المغربية.وبعد استعراضه للسياق العام، انتقل الوزير المنتدب في الداخلية في توجيه رسائله إلى مسؤولي المدينة والجهة ومنتخبيها بجميع رتبهم وفئاتهم، مؤكدا أن إنجاح الإصلاحات البنيوية يبقى رهينا بتنزيلها وترجمتها على أرض الواقع وبالنخب المؤهلة لتفعيلها.وقال الضريس إن هذا الرهان الكبير يفرض على المنتخبين، الذين حظوا بشرف تدبير مؤسسات الجيل الجديد للحكامة المحلية، جعل المواطن محور المبادرات التنموية المحلية، وشريكا أساسيا في تدبير شؤون كل جماعة ترابية ضمن إطار يسوده الاحترام التام للمساطر والإجراءات الإدارية الموكولة لكل طرف، والالتزام الجاد والمسؤول بالمقتضيات القانونية الجاري بها العمل. ووجه الضريس رسائل واضحة أيضا للوالي خالد سفير، الذي وصف تنصيبه وتجديد الثقة فيه من قبل الملك باللحظة الاستثنائية، مذكرا إياه بحجم التحديات والانتظارات المرتبطة بالورش الكبير للإصلاح، ما يتطلب منه مواكبة دقيقة للنموذج التنموي للجهة في تكامل وتنسيق مع الجماعات الترابية المنتخبة، باعتبارها الممثل المباشر للسكان.وقال الضريس إن والي الجهة مطالب بتفعيل دوره الدستوري المتمثل في مساعدة رؤساء الجماعات الترابية، وخاصة رئيس مجلس الجهة، على تنفيذ المخططات والبرامج التنموية وتنسيق أنشطة المصالح اللاممركزة للإدارات المركزية دون إغفال الدور الأساسي في تأمين تطبيق القانون وممارسة المراقبة الإدارية على شرعية قرارات ومقررات الجماعات الترابية المنتخبة.وأكد الضريس على أن من أولويات الوالي، أيضا، المحافظة على النظام العام والسهر على أمن وسلامة المواطنين في أرواحهم وممتلكاتهم، خاصة في ظل مناخ دولي وإقليمي يتسم بتهديدات تستوجب مضاعفة الجهود ورفع مستوى اليقظة والتزام أقصى درجات الحيطة والحذر، سواء في مواجهة التحديات الإرهابية أو التصدي لمختلف أنواع الجريمة المهددة للنظام العام.يوسف الساكت

الضريس: ولى زمن التبريرات

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

دموع لإبعاد تهمة الإرهاب عن ملياردير

الإطاحة بشبكة تستدرج قاصرات لخليجيين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات