دموع لإبعاد تهمة الإرهاب عن ملياردير

عائلة العلواني اعتبرت التهم ملفقة دون أن تنفي معطيات قضائية ضمنها محجوزات مسمومة تسلحت عائلة سعيد العلواني، المشتبه في تمويله «داعش» والغش والاتجار في مواد غذائية فاسدة، بدموع نسائها ورجالها وأطفالها، المنهمرة «حرقة» وألما في ندوة صحفية عقدتها عصر الأحد بمنزله فوق معمله المغلق بحي سيدي إبراهيم بفاس، آملة تدخلا للبحث في حقيقة علاقاته مع سياسيين ومسؤولين في الأمن والدرك والسلطة، كانوا يتعاملون معه. زوجتاه وبناته الصغيرات ذرفن دموعا انهمرت حارة على خدودهن، كما أبوه المسن ووالدته المريضة المستعينة بعكاز حديدي يسهل تحركها. الكل شاركهن البكاء على أطلال ملف جر مليارديرا إلى المساءلة القانونية أمام المحكمة المختصة في قضايا الإرهاب بسلا المنتظر مواصلتها النظر فيه الخميس المقبل (22 أكتوبر)، بعد 4 أشهر من اعتقاله.تحدث صهره عبد العالي بريك، المعتقل السلفي السابق، الذي أدار الندوة، عما أسماه أسرارا خطيرة رفض كشفها، مؤكدا استعداد العائلة وضعها في أياد آمنة للجنة تحقيق تستمع إلى المتهم، بإغراق السوق الوطني بمئات الأطنان من السلع الفاسدة، مقترحا ترؤس مصطفى الرميد وزير العدل والحريات لها. وبدا أكثر تحمسا في مخاطبته الأجهزة الاستخباراتية التي اتهمها بالتستر عن المهاجرين للجهاد بسوريا، الذين بينهم شقيقاه السلفيان محمد وعز الدين المفرج عنهما بعد قضائهما عقوبات حبسية. وأوضح أن العلواني لا علم له بهجرة صهريه اللذين قطع صلته بهما قبل 4 سنوات من ذلك، ما أكدته شقيقته جميلة بريك، الزوجة الأولى لسعيد، التي قالت إن شقيقيها «ليسا قاصرين حتى يتحكم أي كان في اختياراتهما». وقالت هند برادة، طليقة جهادي متوفى بأفغانستان، وزوجة العلواني الثانية، إن اتهامه بتهجير امرأة، وشاية كاذبة من شخص أثبت عداوته معه بقرائن، مستغربة التشكيك في علاقاته الخارجية باستضافته جزائريين. ولم يتم في الندوة ذاتها تحديد أسماء ولا ذكر شخصيات بل كان الكلام فضفاضا، ممزوجا بالأسى والحزن والدموع.وعلى عكس الندوة، الخالية من الأدلة، إذ لم تشر إلى أن المتهم أثناء مثوله أمام النيابة العامة صرح بما صرحت به عائلته في الندوة إياها، فإن المعطيات القضائية المتوفرة، تشير إلى أن سعيد العلواني، المعتقل الاحتياطي بسجن سلا 2، الذي ألقي عليه القبض بفاس في 15 يونيو الماضي، يملك شركة متخصصة في بيع المواد الغذائية بالجملة، أطلق عليها اسم علواني أندلسي، وهي شركة محدودة المسؤولية، وقد جرى إيقافه بسبب استغلال عائدات استثماراته في المواد الغذائية المغشوشــة والفاسدة المضرة بالصحة العمومية، ولارتباطاته بالتيارات الإسلامية المتطرفة.وأوضحت مصادر «الصباح» أن المتهم حين إيقافه وحجز أطنان السلع الفاسدة وغير القابلة للاستهلاك، والتي تبين أنه يعمد إلى تغيير تواريخها في غش واضح وخرق سافر لمعايير الجودة والسلامة، لم يفلح في إبعاد التهم عنه، بسبب الدلائل المادية المجسدة في المحجوزات وما أسفرت عنه الأبحاث والتحريات التي باشرتها اللجان الإقليمية لمراقبة المواد الغذائية والجودة من التوصل إلى مخازن أخرى تابعة لشركة «العلواني أندلسي، في كل من طنجة ووجدة وورززات ومراكش والحسيمة، تحتوي بدورها على مواد غذائية غير صالحة للاستهلاك وأخرى تم تغيير تواريخ صلاحياتها ومعدة للتسويق.وعلقت المصادر نفسها على ما اعتبرته ادعاءات أفراد عائلة المعتقل على ذمة التحقيق في ما نسب إليه من تمويل مباشر لعمليات تجنيد وتسفير بعض الأشخاص قصد الالتحاق بداعش، بخصوص اتهامها للأجهزة الأمنية بالسطو على مبلغ 100 مليون، حين إجراء عمليات الحجز، (علقت) بالتساؤل عن اختيار مبلغ صحيح يقف عند رقم المائة، دون زيادة سنتيم أو نقصانه، معتبرة الادعاءات عارية من الصحة ومحاولة للتشويش والتأثير، علما أن الضابطة القضائية حين إجرائها عمليات التفتيش والحجز، دونت المبلغ المالي الذي حجزته والمحدد في المحاضر الرسمية المحالة على القضاء في مبلغ 275.050 درهما، أي 27 مليونا و5050 سنتيما، دون زيادة أو نقصان.وأضافت المصادر نفسها أن الادعاءات من هذا القبيل، ليست جديدة، بل إن معظم المتابعين في قضايا الإرهاب يجنحون إلى البحث عن مثل هذه الخرجات للتشكيك في مصداقية التدخلات الأمنية ومحاولة التشويش والتأثير على الرأي العام.وطرحت المصادر نفسها استفهامات عريضة حول اتهام السلطات الأمنية بالسرقة بهذا الشكل وبدون حجج، فيما تم غض الطرف عن التطرق مئات الأطنان من السلع المسمومة التي كانت في طريقها إلى المستهلك، والنتائج الكارثية التي قد تسببها، فيكف يوثق بمن لا يخاف الله حين التفكير في الإضرار بعباده وتغيير تواريخ سلع فاسدة غير صالحة للاستهلاك لإعادة بيعها واستغلال عائداتها في أنشطته الداعمة للحركات المتطرفة؟ تضيف المصادر ذاتها مستنكرة. وبلغت الكميات الإجمالية للمواد الغدائية الفاسدة ما يقارب 360 طنا وتتكون من التمور والعجائن الغذائية والعصائر المعلبة والبرقوق المجفف والمربى والشكلاطة والطماطم المعلبة والمياه المعدنية وحبوب الذرة والفول والحلويات. وتحدثت المصادر نفسها عن الخرجة الإعلامية لأفراد عائلة المتهم، الذي تجري محاكمته وفقا للقانون وفي احترام لحقوقه في الدفاع وإثبات عكس ما وجه إليه من تهم ودحض الدلائل بالحجة، لا بالاتهامات الباطلة وتجييش النساء والصغار للتأثير على القضاء والرأي العام، كما استعرضت ارتباطات المتهم باستغلال عائدات تجارته في تمويل المتطرفين للالتحاق ببؤر التوتر وعلى الخصوص وسط الجهاديين والمقربين منهم.م. ص وحميد الأبيض (فاس)

دموع لإبعاد تهمة الإرهاب عن ملياردير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

اعتداء على لاعبي تطوان

الضريس: ولى زمن التبريرات

مقالات ذات صلة