عمقت احتجاجات حرفيين ومهنيين للدباغة بمواقع مختلفة بفاس العتيقة، الهوة بين منظمات وجمعيات قطاعية تبادلت الاتهامات في ما بينها، سيما بعد أن أعلنت فدرالية الجمعيات والوداديات بالجهة، تبنيها مطالب المتضررين الذين خرجوا قبل حلول عيد الأضحى في مسيرة احتجاجية غاضبة في اتجاه القصر الملكي، قبل أن تحاصرهم القوات الأمنية بساحة سيدي العواد بحي الرصيف، وتشل تدفقهم نحو المدينة الجديدة.غضب هذه الفئة الذي فرمله حزم القوات العمومية، تأجج في شعارات حماسية استنكرت ما أسمته «الفساد المالي والإداري المستشري في القطاع» الذي يغذيه مفسدون أملا في لفت انتباه الجهات المسؤولة إلى مطالب معلمي وصناع الدباغة، مستنجدين بجلالة الملك للتدخل من أجل رفع واقع الظلم الذي يطولهم، ومحاسبة كل المسؤولين عن واقع التسيب الذي يعرفه القطاع وكان سببا في تشريد عدة عائلات وإفلاس دباغين.ولم يرق هذا الاحتجاج ومحركوه، 3 جمعيات للدباغة، رأت أن الوقفات الاحتجاجية المذكورة نظمت من قبل “دخلاء على قطاع الدباغة بفاس” “ادعوا تمثيلهم للصناع المشتغلين بدور الدباغة”، في إشارة إلى فدرالية وداديات وجمعيات جهة فاس، الداعمة لمطالب المحتجين، معتبرة أن ذلك “سيؤدي لا محالة إلى تدهور القطاع برمته وسيسيء إلى الجهود المبذولة التي ما فتئ جلالة الملك يوليها لقطاع الدباغة”. واستنكرت جمعيات “التضامن للدباغة التقليدية” بسيدي موسى و”السلام لدار الدباغة” بعين أزليتن و”المعلمين الدباغة” بشوارة بالمدينة القديمة، ما أسمته “الممارسات المشينة التي تقوم بها هذه الجهة المتطفلة على قطاع الصناعة التقليدية، مجهولة الأهداف والمقاصد”، مناشدة في بيان استنكاري، السلطات المحلية والأمنية ووزارة الصناعة التقليدية وغرفتها، ل”الوقوف ضد هذه الممارسات التي تسيء إلى الوضعية الاجتماعية والاقتصادية”. وتحدثت عن “وضعية متميزة أصبحت عليها تلك المدابغ، ما من شأنه المساهمة في تحسين ظروف عمل المهنيين وجودة المنتوج وجاذبية المدابغ”، بعدما سبق لجلالة الملك أن دشن مشروعا لإعادة تأهيل شوارة الدباغين وترميمها، حتى يتسنى للمهنيين الاشتغال في ظروف مواتية، على غرار عدة مشاريع دشنتها بالمدينة العتيقة لترميم المآثر التاريخية ومدارس قديمة، بغلاف مالي مهم. حميد الأبيض (فاس)