20 فبراير… نهاية “الحزب المهيمن”

شعارات يوم التظاهر استهدفت في جزء منها حزب الأصالة والمعاصرة وبعض رموزه وحملت الدولة على مراجعة مخططاتها بشأن التعدديةحضر حزب الأصالة والمعاصرة بشكل لافت في شعارات الوقفة الاحتجاجية التي نظمتها حركة 20 فبراير. وكان "البام" وبعض رموزه من قبيل إلياس العماري وفؤاد عالي الهمة، أكثر حضورا في لافتات الاحتجاج وحتى الشعارات الشفوية التي رددها المتظاهرون من الشباب الذين خرجوا استجابة لدعوة حركة الشباب، الداعين إلى التغيير وإسقاط الفساد، في محاكاة لما يجري في العالم العربي وانتهى بسقوط نظامي تونس ومصر وأخرى في الطريق.الحضور اللافت للشعارات المناهضة لحزب الأصالة والمعاصرة وبعض رموزه، غطى على شعارات أخرى رفعها المحتجون مناوئة لحكومة عباس الفاسي، وللوزير الأول نفسه. بعض المراقبون رأوا في هذا الأمر تحولا يعكس حالة الاحتقان السياسي التي أحدثها إنشاء حزب الأصالة والمعاصرة داخل الساحة السياسية، ذلك أن الأخير، ومنذ أعلن عن تأسيسه من قبل الهمة وبعض فلول اليسار المغربي، دخل في عراك شديد مع عدد من الهيآت السياسية، تارة بسبب خلاف إيديولوجي، كما هو الشأن بالنسبة إلى حزب العدالة والتنمية، وتارة أخرى بسبب تنافس انتخابي، غذته عمليات الترحال السياسي الواسعة التي استفاد منها حزب الأصالة والمعاصرة، سواء داخل الفروع الحزبية أو في إطار تشكيل الفريق البرلماني لـ"البام"، بمجلس النواب والمستشارين، وهو الأمر الذي اشتكته كثير من الأحزاب السياسية، من الأغلبية والمعارضة، وكان آخرهم محمود عرشان، الأمين العام لحزب الحركة الديمقراطية الاجتماعية، حين طالب وزير الداخلية في اجتماع مع الأحزاب، باتخاذ إجراءات كفيلة للحد من الظاهرة.الحزب المهيمن وجد نفسه خلال الاحتجاجات الأخيرة في فوهة البركان، ذلك أنه نال نصيبه من الاحتجاج والشعارات المناوئة لدوره في الحقل السياسي. بين "البام... ديكاج" و"الهمة... ديكاج" وصور لرموز الأصالة والمعاصرة ضمن قائمة بأسماء مسؤولين في "حكومة العائلة". بدا أن "الحزب المهمين"، مستهدف من طرف عناصر مشاركة في الحركة، كما هو الشأن بالنسبة إلى بيان مشترك صدر عن ثلاث هيآت تبنت الاحتجاج، وهي "حرية وديمقراطية الآن" و"حركة 20 فبراير الشعب.. يريد التغيير" و"حركة 20 فبراير.. انتفاضة من أجل الكرامة"، نبه إلى أن كل محاولات الركوب على المطالب الواضحة والسقف السياسي للتظاهر أو تحويرها أو خذلانها، لا تلزم إلا أصحابها، داعية «الشخصيات الوطنية من المثقفين والفاعلين الجمعويين والغيورين للخروج عن الصمت والعمل الدؤوب على تحقيق التغيير المنشود». بالمقابل، شدد دعاة حركة 20 فبراير على ضرورة «التظاهر السلمي بهدف المطالبة بإحداث التغييرات الدستورية والسياسية العميقة والجذرية بنقل المغرب نحو نظام ملكي برلماني لا يتصادم مع إقرار دولة الديمقراطية والمؤسسات المنتخبة بكامل صلاحياتها»، مطالبين بإقرار «القضاء المستقل عن أي سلطة سوى القانون الأسمى، في إطار مجتمع موحد يعطي لجميع الثقافات والجهات حقها من الاعتبار، وتوزيع عادل للثروات وإنهاء لاقتصاد الريع والامتيازات والاحتكارات، ومحاربة الفساد بكل أنواعه من جذوره السياسية والقانونية والاقتصادية».لقد كانت الرسالة واضحة، فالإصلاح السياسي يمر بالضرورة عبر تقوية التعددية الحزبية، وضمان حريات أوسع في الممارسة السياسية، غير أن تقوية التعددية تعني بالأساس القطع مع التوجه الذي كانت تدفع به بعض الجهات الدولة إلى تبنيه، بالرهان على حزب مهيمن تدور في فلكه أحزاب أخرى، وهي المغامرة التي انتهت قبل أن تبدأ بفعل الأحداث الجارية، وبفعل تحالف في الخطاب والشعارات يروم تحجيم "البام" وإبقائه في وضع حزبي طبيعي. إحسان الحافظي

20 فبراير… نهاية “الحزب المهيمن”

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسامة لخليفي: حركة 20 فبراير تطالب باستقلال القضاء

العدالة والتنمية "يدقق" في مطلب الملكية البرلمانية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات