كشفت مصادر إعلامية أمريكية، معطيات عسكرية محينة تفيد تسلم القوات المسلحة الملكية المغربية، شحنات آليات ومعدات عسكرية مستعملة، من الجيش الأمريكي، الذي يمنح سنويا هذا "الامتياز" إلى مجموعة من الدول، التي تحظى بالأولوية في سياسة التعاون الخارجي الأمريكية، إذ يحتل المغرب دائما موقعا متميزا في هذا الشأن، ذلك أنه تسلم برسم السنة الماضية 60 نموذجا من قاذفات "إم 109 أ 5"، يتعلق الأمر بمركبات يصل طولها إلى تسعة أمتار، ووزنها إلى 25 طنا، مجهزة بمدفعية بقطر 155 مليمترا.وأضافت المصادر ذاتها أن العتاد العسكري المسلم إلى الجيش المغربي، تضمن أيضا 40 مدفعا من طراز "إم 198"، التي تتضمن أسطوانة قذف قطرها 155 مليمترا، ويتراوح مدى رميها بين 22 كيلومترا و30، إلى جانب 80 شاحنة قطر متوسطة للخزانات، إضافة إلى 260 مركبة "هامر" عسكرية من طراز "هامفي إم 1123"، الخاصة بنقل القوات والمعدات.كما تعززت الواردات العسكرية المغربية من أمريكا، بتجهيزات أخرى لم يتم الاتفاق النهائي حول تسليمها بعد، تهم 58 شاحنة عسكرية تزن خمسة أطنان، من طراز "إم 923 أ 2".ويضاف إلى الشاحنات المذكورة، 427 مركبة عسكرية من طراز "هامفي إم 1123"، إلى جانب عشرات الشاحنات من طرازات مختلفة، إذ استحوذت تجهيزات النقل والقاذفات على النسبة الأكبر من العتاد الممنوح من قبل الجيش الأمريكي إلى المغرب، علما أن أطنان من العتاد العسكري المقدم إلى الدول المختارة سنويا، تتضمن إلى جانب الآليات المذكورة، ذخائر أسلحة ومراكب لحماية السواحل، وكذا بذلا عسكرية وأغطية، ناهيك عن أجزاء ميكانيكية، وحتى آلات موسيقية.وتأتي الشحنات العسكرية الممنوحة إلى المغرب، في سياق رهان الولايات المتحدة على الدور الإستراتيجي الأمني للمملكة في القارة السمراء، خصوصا في الشق المتعلق بحربها على الإرهاب، وهو الخيار المشترك بين البلدين، بعد تأكد مشاركة المملكة في المجهود العسكري الدولي على تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الشام والعراق "داعش". كما تظهر أهمية الدور الأمني للمملكة من خلال مواجهتها لتنظيم "جند الخلافة"، الموالي للتنظيم الإرهابي المذكور، في شمال إفريقيا، والذي تكلل أخيرا بإسقاط أحد قياداته، بعد محاولته التنسيق مع عناصر إرهابية في الجهة الشرقية للمغرب.وشهدت بداية فبراير انطلاق المناورات العسكرية السنوية "الأسد الإفريقي" في أكادير، والتي يشارك فيها إلى جانب الجهة المنظمة الولايات المتحدة الأمريكية، ست دول أخرى. يتعلق الأمر بالمغرب البلد المحتضن للمناورات التي تندرج هذه السنة ضمن مخطط إقليمي لمواجهة الأزمات، إلى جانب ألمانيا والمملكة المتحدة وتونس، وكذا موريتانيا والسنغال.وخصص الأسبوع الأول من الشهر، لبناء القدرات الاستخباراتية لقوات الدول المشاركة في مناورات "الأسد الإفريقي"، من خلال ورشة عمل خاصة، سيقوم بعدها التحالف الدولي باستنفار قواته من أجل التدرب على مواجهة الأزمات الدولية، عبر مخطط محاكاة مدروس خلال الأسبوع الثاني من الشهر نفسه، من أجل إعدادها للمرحلة الرئيسية من التدريب المرتقبة منتصف ماي المقبل.وتجرى مناورات "الأسد الإفريقي" وفق ضوابط ومواثيق الأمم المتحدة الخاصة بعملية السلام، إذ يتم الإعداد لأحداث من هذا النوع، من أجل تعزيز التعاون والقدرات التشغيلية بين الدول لمواجهة الأزمات المستقبلية، والاستجابة للحوادث الطارئة في المنطقة، ذلك أن المناورات تركز على بناء القدرات العسكرية للدول المشاركة، وتدعيم تبادل الخبرات والتجارب في ما بينها.بدر الدين عتيقي