رئيس فرنسا الجديد التزم في تشكيل الحكومة بتعهداته الانتخابية

بعد الفوز التاريخي لجزء مهم من اليسار الفرنسي بزعامة الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، تشكلت حكومة من هذا الصف السياسي يقودها البرلماني جان مارك إيرو، والتي تضم 34 وزيرا، راعى الرئيس المنتخب في تكوينها مجموعة من العناصر.فالتزاما بتعهده الانتخابي خلال حملة الرئاسيات، شكل هولاند حكومة متساوية من حيث عدد النساء والرجال، ومتنوعة ثقافيا إذ نجد فيها وزراء يتحدرون من أصول مختلفة، سيما المغاربية، وعلى رأس هذه الأسماء المغربية نجاة فولو بلقاسم التي كلفت بوزارة ذات أهمية كبيرة في البرنامج الانتخابي للرئيس المنتخب، الأمر يتعلق بوزارة حقوق المرأة والناطقة الرسمية باسم الحكومة الفرنسية.ووضع اسم جان جاك إيرو على رأس فريق حكومي يتكون من 34 وزيرا يفسره مراقبون بأنه اختيار طبيعي من لدن فرانسوا هولاند، لأن الأول يتمتع بالميزات نفسها التي عادة ما عابها اليمين على الرئيس الجديد على أنها نقاط ضعف لديه، خصوصا اعتباره رجل توافقات أو الرجل «الذي لا يعرف أن يقول «لا» بحسب تعبير خصومه السياسيين.وتشكلت هذه الحكومة تحت عنوان كبير يحث على تدبير الشأن العام بالكثير من «العدالة»، كما ظل يتعهد فرانسوا هولاند بذلك طيلة حملته الانتخابية، وتجاوز «لغة التفرقة» التي عرف بها نيكولا ساركوزي وعدد من وزرائه السابقين كوزيره في الداخلية كلود غيون.كما يلتقط من مكونات هذه الحكومة رسالة هامة أراد الرئيس الجديد أن يؤكد عليها تجاه شريحة معينة، يقر هو بنفسه أنه ظل يشار إليها بأصبع الاتهام،والمتحدرة من الهجرة وبالتحديد من المنطقة المغاربية، حيث شملت ثلاثة أسماء، إضافة إلى وزيرة من الجزر الفرنسية فوض لها تسيير وزارة لها أهمية كبيرة في الجمهورية الفرنسية، وهي وزارة العدل.وتكون بذلك التركيبة البشرية لهذه الحكومة تنسجم مع الرؤية السياسية للرئيس المنتخب حديثا فرانسوا هولاند، والتي دافع عنها بكل قوة منذ مدة، فهي نموذج لفرنسا التي تتصالح مع نفسها، وترفض أن تتحدث بمنطق التصنيف عند الحديث عن مكوناتها، «جمهورية لكل الفرنسيين» كما يقول سيد الإليزيه الاشتراكي،وتمنح لكل أبنائها فرصة الوصول إلى القمة في محطة من المحطات.وستكون من أبرز أولويات هذه الحكومة فتح أوراش الأحياء الشعبية التي يقطنها بكثافة الفرنسيون المتحدرون من أصول مغاربية ونظراؤهم من المهاجرين، إعادة الاعتبار للتربية والتعليم و البحث العلمي، كما أنها ستسعى إلى أن تعطي الأمل من جديد للفرنسيين في المستقبل الاقتصادي لبلادهم بتعاط آخر مع الأزمة الحالية سواء محليا أو أوربيا بفرض باريس لنفسها شريكا لبرلين وليس مجرد منفذ للأجندة الألمانية في هذا الباب، بحسب الاتهام الذي يوجهه هولاند لسلفه نيكولا ساركوزي.وسيكون المهاجرون أمام حكومة تنظر بعين إنسانية لملفهم بعيدا عن التعاطي الأمني الذي ظل سائدا في أسلوب الحكومة السابقة، ومن المنتظر أن تعالج العديد من ملفاتهم خصوصا تلك التي تطرح في نطاق إنساني، علما أن من الإجراءات الأولى التي اتخذها الرئيس المنتخب إلغاء دورية وزير الداخلية الأسبق التي حرمت الطلبة الأجانب والمتخرجين من الجامعات والمعاهد الفرنسية من العمل في فرنسا وإجبارهم على العودة إلى بلدانهم.السياسة الخارجية لفرنسا ليس بإمكانها أن تعرف تحولا كبيرا في مقاربتها للقضايا العربية، ولا أن تتأثر بها العلاقات الفرنسية المغربية، إلا أن شخصية رئيس الدبلوماسية الجديد لورون فابيوس، الرجل السياسي الذي يختزن خلفه تجربة طويلة وسبق له أن شغل وزيرا أول في عهد فرانسوا ميتران، ستحضر بقوة في الأداء الدبلوماسي لباريس. ب . غ (باريس)

رئيس فرنسا الجديد التزم في تشكيل الحكومة بتعهداته الانتخابية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

"إيقاعات المغرب" يكرم رويشة

بروفيل: مغربية ناطقة باسم الحكومة الفرنسية

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات