“حضارة المدن” بالأطلس الصغير

أمرير يستعرض جوانب من تاريخ قرية "أكرض أوضاض" تبث القناة الثامنة «تامازيغت» اليوم (الجمعة)، ابتداء من العاشرة ليلا حلقة جديدة من برنامج «حضارة المدن» الذي يعده ويقدمه الباحث والإعلامي الدكتور عمر أمرير. ويحط طاقم البرنامج الرحال خلال الحلقة الجديدة بجبال الأطلس الصغير، وتحديدا بقرية «أكرض أوضاض» بحثا عن خبايا الحضارة العريقة وعن مثال للاندماج بين حضارة القرية وحضارة المدينة، وهو الموضوع المحوري التي تتمركز حوله معظم حلقات البرنامج خلال جولاته بمختلف مناطق المغرب. وقال عمر أمرير إن من أهم الأماكن التي تشتهر بها قرية «أكرض أوضاض» التي توقف عندها طاقم البرنامج، هناك الجبل الصخري الوعر الذي يشرف على القرية، وفيه عاينوا آثارا عجيبة، منها صهريج ماء معلق في القمة، وبقايا جدران بناية «أكادير» الذي كان قديما حصنا منيعا. وأضاف أمرير أن الحلقة تتوقف عند جذور التاريخ الثقافي لأكرض، وكيف كان يدرس العلم قديما، وسبب تتابع العلماء فيه عبر القرون، بل سيكتشف أن امرأتين من العالمات القديمات كانتا تدرسان في المسجد العتيق للقرية الذي من بين أسمائه الأمازيغية «طازمكة» أي «مجاور مكة». كما تستحضر الحلقة علماء دين أنجبتهم هذه القرية منهم العلامة محمد بن الحسن المتوفي سنة 1150 هجرية، وكان أستاذا بارعا في الإفتاء، بمدرسىة سيدي الغازي الموجودة بنواحي الريصاني بتافيلالت، كما نبغ في «أكرض»، خلال منتصف القرن العشرين، أعلام في الوطنية والمقاومة والسياسة، فضلا عن أسماء في مجال الصحافة في مغرب بداية الاستقلال. وتوقف أمرير عند مساهمة أهل قرية «أكرض أوضاض» عند انتفاضة أهلها خلال زحف الجيوش الفرنسية نحو قبيلة آيت عبد الله سنة 1934، واستشهد العديد من أبنائها، كما انتفضوا لحظة نفي السلطان الراحل محمد الخامس فاحتجوا في وجه السلطات الاستعمارية التي اعتقلت العديدين منهم. كما بحث أمرير في الحلقة عن موقع السواقي العجيبة بصنعها على عمق عشرة أمتار، بطرق مبتكرة مما يدل على تميز القدماء في مجال التخطيط والهندسة، ووظفوا خبراتهم بصنع السواقي في باطن الأرض على مسافة خمسة إلى عشرة كيلومترات لجلب الماء من المنابع إلى القرية، إضافة إلى مهارات أخرى في هندسة تشكيل المطابخ بالمنازل بتصاميم ذكية وعريقة في القدم بشكل مبتكر يبعد الأطفال عن المخاطر الملازمة للمطبخ، مع التفنن في الحيل الهندسية التي تضمن سلامة الجميع كما تكشف عادات الضيافة المتوارثة عند سكان «أكرض أوضاض». وتركز الحلقة التي تمتد إلى 52 دقيقة على تجربة أحد سكان القرية العصاميين، والذي قام بإعادة الحياة إلى أرض صخرية اقتلع حجارتها وجلب لها التراب عبر الشاحنة والماء، وابتكر أسلوبا خاصا في الفلاحة ليستخرج من تلك الأرض أغراسا مختلفة للنعناع والرمان والتفاح والمشمش والبرقوق والإجاص والسفرجل والزيتون والعنب ومختلف الخضر. عزيز المجدوب

“حضارة المدن” بالأطلس الصغير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعادة تنظيم المركز السينمائي

وزراء يبحثون عن كتاب عامين "طيعين"

مقالات ذات صلة