هدف سهل

3 أسئلة إلى * مراد العبودي < ما رأيكم في انتشار ظاهرة النصب على العوانس؟ < إن الحديث عن هذه الظاهرة، يستوجب منا تحديد مفهوم العنوسة، فالعانس لغة هي المرأة التي تقدمت في السن ولم تتزوج، وفي الثقافة الاجتماعية المغربية هي التي فاتها قطار الزواج والذي تظنه المرأة أنه يبتدئ في منتصف الثلاتينات والأربعينات، إذ تظهر بإلحاح الحاجة إلى البحث عن شريك الحياة حتى تتجاوز نظرة المجتمع إليها عانسا، وتعتبر هذه الحاجة الملحة للحصول على شريك هي الباعث الرئيسي و السبب المباشر لجعلها هدفا سهلا للنصب. هذا بالإضافة إلى أن العانس المستهدفة دائما تكون ميسورة الحال، إما تشغل منصبا مدرا للمال أو تملك الأملاك الموروثة، ما يجعل النصابين يبدعون في إحداث مجموعة من القصص والراويات لإقناع الضحية العانس أنه الزوج المنتظر، وما عليها إلا إن تسانده ماديا في محنته لتحقيق غايتها في تأسيس أسرة مما يمكنه من سلب أموالها. < ما هي الأساليب والوسائل المستعملة في هذا المجال ؟ < من حيث الأساليب التي يستعملها النصابون للإيقاع بضحاياهم من العوانس في شركهم، فهي متنوعة ومتعددة، لكن حسب القضايا التي عالجتها بصفتي محاميا تبقى هناك ثلاثة أساليب مشهورة في هذا الباب، إما باستدرار العطف عن طريق إقناع العانس الضحية بحالة الاحتياج للمساعدة المالية لزوج المستقبل، أو إخبارها أنه مقاول يعاني ضائقة مالية، أو أنه مريض يحتاج لإجراء عملية جراحية مكلفة. كما تجد العانس نفسها ضحية ابتزاز، وذلك باستدراجها إلى مواقف مخلة بالحياء وتصويرها وتهديدها بالفضيحة، أو ضحية نصب عن طريق الشعوذة، إذ يقنعها المشعوذ بقدراته على إزالة سوء الطالع وجلب شريك الحياة ويستولي على أموالها. أما من حيث الوسائل فهي أيضا متعددة ومتنوعة، لكن يبقى على رأسها الانترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الهاتف الذكي من "واتساب" وغيره . < ما هي الحماية التي يوفرها القانون لهذه الفئة؟ < إن القانون الجنائي لم يقم بإفراد عقوبات خاصة لجريمة النصب باسم الزواج، مما يجعل الفاعلين القضائيين من قضاة ومحققين ونيابة عامة يستندون فقط على الفصل 540 ويكتفون بإدانة المتهمين ومتابعتهم فقط من أجل تهم النصب والاحتيال بإيقاع بشخص في الغلط، والمس بمصالحه المادية، لكن ما يميز هذه الجريمة عن باقي جرائم النصب، هي أن صفة العانس تدخل قرينة قوية في تكوين القناعة الوجدانية للقضاة من أجل إدانة المتهم ، لكن رغم كل المجهودات المبذولة في هذا الباب، فإنها تظل قاصرة عن جبر الضرر النفسي و الاجتماعي الذي يقع على الضحية العانس، خصوصا أن المرأة لم تعد فقط نصف المجتمع، بل تجاوزت ذلك من خلال ارتفاع نسبة الإناث في المجتمعات مقارنة مع نسبة الذكور . * محام بهيأة الرباط أجرى الحوار : مصطفى لطفي

هدف سهل

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

جـــــــديــــــد الســـــوق

محاكمة مغربيين اعتديا على مثلي ببرشلونة

مقالات ذات صلة