لحلو: لن أفارق المسرح

لحلو قال إن عملية اختيار الممثلين تشوبها ظروف مريبة كشف الفنان زكرياء لحلو، بعض تفاصيل اشتغاله على آخر عمل مسرحي قدمه، ويتعلق الأمر بمسرحية «توقيع»، مؤكدا أنه قرر ألا يضيع فرصة المشاركة فيها، سيما أنه اعتبرها عملا مسرحيا متكاملا. وتحدث لحلو في حوار أجرته معه «الصباح»، عن مشروعه الجديد، موضحا أنه انتهى من كتابة مسلسل جديد من 30 حلقة لصالح القناة «الأولى»، قبل أن ينتقل للحديث عن مواضيع أخرى مهمة. في ما يلي تفاصيل الحوار: > اخترت الظهور أخيرا عبر خشبة المسرح في الوقت الذي يعاني فيه أبو الفنون نفور الجمهور، ما الهدف من ذلك؟ > لأنني وجدت مشروعا مسرحيا متكاملا، ونصا قويا وشاعريا، فيه عمق إنساني كبير، يسائل اللحظة التاريخية التي نعيشها سياسيا، واجتماعيا وحتى أخلاقيا. ليس من السهل أن تجتمع كل هذه الظروف، الآن وقد اجتمعت لن أضيع الفرصة في أن أشارك في مسرحية مثل «توقيع» مع ثلة من الفنانين المحترفين اللذين يشرفون الممارسة المسرحية ببلادنا وقد استمتعت معهم بكل محطات الإعداد لهذا العمل، منذ مناقشة النص مع المؤلف عصام اليوسفي، مرورا بتداريب مكثفة تحت إدارة محمود الشاهدي وحتى بلوغ نشوة لقاء الجمهور إلى جانب ممثلين رائعين من طينة وسيلة صبحي، هاجر الشركي، وأمين ناسور ومحسن مالزي. عدت إلى المسرح حيث كبرت ودرست وترعرعت و لن أفارقه بعد اليوم. من جهة أخرى، فوجئت بحضور مهم لكل شرائح الجمهور، فتأكدت أن هناك جمهورا مغربيا متحمسا لحضور أعمال فنية تحترم ذكاءه وذوقه وإنسانيته. > ما هي الرسائل التي تحملها مسرحية «توقيع»؟ > تحكي مسرحية «توقيع» عن رجل سياسي بارز يعتقل في قضايا فساد، لنكتشف مع تطور الأحداث كل الظروف المحيطة بهذا الاعتقال، خصوصا العلاقات المركبة والمعقدة بين الشخصيات. لن أقدم هنا دراسة تحليلية أكاديمية، بقدر ما سأعبر عن حالة عشق عشتها مع هذا النص المسرحي. نص لم يبح لي بكل أسراره حتى بادلني العشق نفسه سواء ممثلا أو صاحب فكرته الأولى التي شاءت أن تصير نصا مسرحيا ناضجا، متكاملا، على يد كاتب متمكن، مبدع. «توقيع» هي رؤية إخراجية عصرية استطاعت أن تعكس حالة من الغضب الهادئ، وتعبير ملتزم عن وضعية اجتماعية وسياسية مريضة والتزام بقضايا وطنية وإنسانية بصدق وعمق وتواضع. > لماذا اخترت الابتعاد قليلا عن الكاميرا والتفرغ لكتابة مجموعة من الأعمال؟ > لم أختر الابتعاد عن الكاميرا، لكن في الوقت ذاته، لست مستعدا للظهور فقط من أجل الظهور. فاختيار الممثلين في المغرب عملية تشوبها العديد من الظروف المريبة ولست مستعدا للخوض فيها أو المنافسة في سوق النخاسة هاته، طالما أنني قادر على التعبير الفني بوسائل أخرى. اخترت ومارست مهنة التمثيل منذ الصغر في أعمال مغربية وعالمية، وأؤمن بالجانب الاعتباري والثقافي والقيمي للفنان. لذلك حاولت أن أسلح نفسي بالدراسة والتكوين، لأستمر في ممارسة الفن كما أفهمه ويرضيني. > يطغى الطابع التاريخي على الأعمال الدرامية التي تقوم بكتابتها، هل هو اختيار أم صدفة؟ > من 10 مسلسلات كتبتها وفيلمين روائيين طويلين هناك فقط عملان تاريخيان وعمل تدور أحداثه في القرن 18، لكنه ليس تاريخيا وهو «دار الضمانة». الكتابة التاريخية تتطلب مجهودا أكبر في البحث والتدقيق، الأمر الذي اعتبره مسؤولية كبيرة، فمن الضروري أن تكون القصة ممتعة والأحداث مشوقة لكن دون السقوط في تناقضات صارخة قد تفقد العمل مصداقيته. > ما الجديد الذي ستقدمه للجمهور المغربي؟ > انتهيت من كتابة مسلسل جديد من 30 حلقة لصالح القناة «الأولى»، وهو بالنسبة إلي أرقى وأجمل ما كتبت للتلفزيون إلى حد الآن. أتمنى أن يصل إلى الجمهور في حلة جميلة، لأنني أؤكد فيه طموحي المتعلق بالتعبير عن المجتمع المغربي من خلال مواضيع إنسانية واجتماعية وسياسية قوية ومصيرية مع الحرص على البناء والأحداث الدرامية المشوقة والممتعة. مسلسل «درب الحمام» رؤية متفائلة للقدرة على تغيير الواقع المر والبئيس إلى الأحسن إذا حضرت الإرادة والرغبة. > ألا تفكر في ولوج عالم الإخراج على غرار بعض زملائك؟ > لن أفكر في ذلك، إلا إذا توفرت لي الإمكانيات والسلطة الكاملة على العمل الذي أخرجه وأتحمل مسؤوليته فنيا، أما أن أقوم بالإخراج تحت رحمة منتج بليد أو ظروف قاهرة تجعلني أقدم تنازلات على كل المستويات وفي بعض المرات لأشخاص وصوليين، تافهين لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة، فأفضل الكتابة لأنني على الأقل أظل مسؤولا عما أكتبه حتى أسلمه بعد ذلك وأحاول خلق المسافة الكافية مع العمل حتى لا أعاني وأنا أراه يتعرض للتشويه وهو ما يقع في كثير من الأحيان. وما أتمنى من أعماق قلبي ألا يقع مرة أخرى في الأعمال الأخيرة التي كتبت والتي مازالت في طور الإنتاج. أجرت الحوار: إيمان رضيف في سطور > من مواليد 1975 > حصل على دبلوم المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي شعبة التشخيص في 1996 > نال دبلوم دراسات عليا إخراج درامي بالقاهرة 1999 > أخرج العديد من الأعمال الدرامية بالمغرب وخارجه > اشتغل لمدة 11 سنة أستاذ مادة التشخيص في المعهد العالي في الرباط > كتب وشارك في مسلسلات وأفلام سينمائية وتلفزيونية > آخر أعماله مسلسل «دار الضمانة».

لحلو: لن أفارق المسرح

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تقنيات ومواد بناء مبتكرة

التسويق الإلكتروني لجذب الزبناء

مقالات ذات صلة