شقق مندمجة بطنجة

إقامات مبنية بطريقة عصرية وهندسة مدنية راقية تشهد مدينة طنجة، منذ بداية الألفية الثانية، تحولات عميقة ودينامية تنموية كبيرة في مجالات مختلفة، اجتماعية واقتصادية وثقافية... ساهمت في تحويل المدينة إلى قطب اقتصادي من الطراز الأول، من خلال مشاريع مهيكلة كبرى تطلبت استثمارات ضخمة، على غرار ميناء طنجة المتوسط وإعادة توظيف ميناء طنجة المدينة وخط القطار فائق السرعة والمناطق الصناعية واللوجستية، التي مكنت المدينة من الارتقاء إلى مصاف الحواضر العالمية الكبرى. ونظرا لضخامة هذه التحولات، أصبحت المدينة قبلة جذابة لليد العاملة على المستوى الوطني، إذ أصبح الجميع يرغب في اقتناء سكن له بهدف الاستقرار، أو لجعله موردا ماليا يستعين به على تكاليف الحياة، وهو ما جعل سوق العقار بالمدينة تعرف انتعاشة ملحوظة في رقم المعاملات التجارية، وتسجل أرقاما قياسية في السيولة وعدد الصفقات. وذكر تقرير أعدته أخيرا وزارة الإسكان، أنه بالرغم من تراجع معاملات السوق العقارية في أغلب الجهات المغربية، فإن قطاع العقار بمدينة البوغاز يعرف، منذ أواخر سنة 2015، منحى تصاعديا نتيجة انتعاش الطلب على الشقق المتوسطة والفاخرة بزيادة تقدر بـ 10.6%، والأراضي المجهزة بـ 1.6%، وهو مؤشر على استمرار تطور مناخ الاستثمار في المنطقة. فبعد أن عرفت المدينة، خلال العشر السنوات الماضية، توجها أكبر نحو السكن الاقتصادي، الذي جاء في إطار مشروع وطني للقضاء على العجز الحاصل في السكن، وتشجيع الدولة له من خلال تحملها لرسوم القيمة المضافة عن المشتري، وإلغائها لعدد من الضرائب كنوع من التشجيع للمستثمرين، بدأ حاليا العديد من الفاعلين في القطاع يتجهون نحو السكن المتوسط والفيلات نصف الجاهزة، التي تتراوح أثمنتها ما بين 40 و100 مليون سنتيم، خاصة بعد أن وجدوا استحسانا لدى المشتري. لكن السؤال المطروح، هل استطاع المهنيون توفير عرض كاف للفئات المتوسطة، التي كانت تعيش بين نارين، إما أن تقتني شقة بـ 25 مليون سنتيم، وهي تعتقد أنها تستحق سكنا أحسن من ذلك، أو تقتني سكنا متوسطا يفوق مليون درهم، نظرا لعدم توفر المدينة على عقار بثمن 40 أو 60 مليون سنتيم. وتفيد كل المؤشرات الحالية، أن العديد من المستثمرين يخوضون حاليا تجربة الاستثمار في هذه المشاريع المتوسطة، من خلال سلسلة من العروض التي تستهدف الفئات ذوات الدخل المتوسط، وتشمل مساكن مندمجة وإقامات وشقق مبنية بطريقة عصرية وبهندسة تتماشى مع محيطها و مكان وجودها، وهو الأمر الذي أكسبها ميزة خاصة. ومن مميزات هذه المشاريع، أنها تضمن إمكانية الحصول على قرض بنسبة مائة في المائة ممول من طرف الأبناك، التي أبرمت مع مجموعة من العلامات التجارية اتفاقية في هذا الشأن، وكذا إمكانية تدبير كراء الشقق التي يريد مالكوها ذلك، باعتبار أن هذه المشاريع موجهة إلى الطبقات المتوسطة التي تملك سكنا رئيسيا وتريد الاستثمار في سكن ثانوي بالمدينة. ولكي يصبح هذا الواقع حقيقة ملموسة، عملت فيدرالية المنعشين العقاريين بالمدينة، على صياغة اتفاقية في إطار يهم الالتزام بشرف المهنة، خاصة ما يتعلق بأثمنة البيع، حيث يشدد الاتفاق على ضرورة التصريح بالثمن الحقيقي للعقار المبيع، وفي حالة العكس قد تصل العقوبة إلى طرد المخالف من الفدرالية. كما عملت الفدرالية بتنسيق مع إدارة الضرائب، وللسنة الثانية على التوالي، على إخراج دليل القيم المرجعية للعقار، الذي صار معمول به اليوم، بعد أن صادف في السابق عدة عقبات من بينها التصريحات المنخفضة جدا، واستفحال ظاهرة "النوار» بصورة كبيرة، وهو ما جعل أثمان العقار حاليا تقارب أثمان تصاريحها، كما أن الإدارة المعنية تراقب هذه الممارسات. ووعد عدد من المهنيين، كل المتدخلين في القطاع إلى العمل بمنهجية والاحترافية للمساهمة في إنعاش القطاع، الذي لازالت جميع ثوابته متينة بفعل الطلب المتزايد على السكن، مؤكدين أن الظروف الحالية تحتم على الجميع، الانخراط بجدية لتجاوز كل المعيقات التي تعترض منظومة التعمير ببلادنا. المختار الرمشي (طنجة)

شقق مندمجة بطنجة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الفوبيا... الخوف القاتل

النظافة بالبيضاء... المهمة المستحيلة

مقالات ذات صلة