ثلاثة أسئلة: مبروكي: مشكل تعبير

كيف يتعامل المغاربة مع عاطفة الحب؟ أعتبر أن عيد الحب الذي يصادف 14 فبراير من كل سنة، فرصة مناسبة لتفكير المغاربة في مشاعر الحب، وذلك لأن الكثير منهم يفتقدون لتلك المشاعر، رغم أنهم في حاجة ماسة إليها، لتحقيق التوازن النفسي. فالعديد منهم لم يتلقوا تربية مبنية على الحب والعشق، ففي الوقت الذي يستعملون فيه كلمات الغرام خلال تواصلهم مع الآخرين، ولا يجعلونها مرتبطة بشخص معين يعد محور حياتهم، يخجلون من التعبير عن مشاعرهم لمن يحبون، ويفضلون توظيفها بلغات أجنبية، لإخفاء خجلهم، وهو التناقض الذي يتخبط فيه الكثير من المغاربة. هل هناك منطق أضحى يحكم عاطفة الحب عند المغاربة؟ في بادئ الأمر أريد توضيح نقطة أعتبرها مهمة، فالعديد من المغاربة تلقوا تربية "قاصحة"، ومتناقضة، ففي الوقت الذي تعبر فيه الأم عن حبها لابنها، تنهال عليه بالضرب وتتمنى له، في لحظة غضب، الموت، وهو الأمر الذي يؤثر على الطفل بشكل سلبي، ويجعله يعيش عنفا، وغير قادر على التعبير عن مشاعره. كما أن بعض فئات المجتمع، إذا لم نقل جلها، تعتبر أن التعبير عن الحب، نوع من الضعف، سيما بالنسبة إلى الرجل، إذ لا تسمح له بالبكاء أو بالشعور بعواطف الحب والتعبير عنها، الشيء الذي يجعل الرجل يفضل إبقاء مشاعره سرا، بينه وبين نفسه، وألا يوصلها إلى شريكته. من جهة أخرى، هناك خلط كبير بين الحب والجنس، إذ غالبا ما يربط بعض المغاربة ممارسة حياتهم الجنسية بمشاعر الحب، وهو أمر خاطئ لابد من إعادة النظر فيه، باعتبار أنهما أمران مختلفان تماما، وأن الحب، ثورة تحتاج إلى استثمار من أجل تنميتها وتطويرها، وإذا وجد الشخص نفسه أن مشاعره بعيدة عن ذلك، فغالبا ما يكون الأمر له علاقة بإعجاب وأنه بعيد عن عاطفة الحب الحقيقي. كيف تغير التعبير عن الحب في ظل التطور التكنولوجي؟ يعاني الكثير من المغاربة مشكل التعبير المباشر عن مشاعرهم، سيما المتعلقة بالحب، لكن أمام وجود وساطة، يتجاوزون هذا المشكل. فقبل سنوات، كان العشاق يلجؤون إلى كتابة الرسائل، على أمل أن تصل إلى من يحبون، لكن أمام التطور الذي يعرفه عالم التواصل، صار الكثير منهم يستعينون بمواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن حبهم، بغض النظر إن كان حبا صادقا أو مجرد إعجاب. أعتبر أن الصعوبة في التعبير عن المشاعر بشكل مباشر مازالت قائمة، وهو الأمر الذي يعود إلى التربية، إلا أن الوساطة في إيصال تلك المشاعر عرفت تغيرا. وعلى العموم فأي شخص يحتاج أن يُحِب وأن يُحَب، ليحقق التوازن النفسي. أجرت الحوار: إيمان رضيف

ثلاثة أسئلة: مبروكي: مشكل تعبير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الرميد: بنكيران كان يمنع التهجم على الوزراء

هدايا "سان فلانتان"

مقالات ذات صلة