العثمانـي يسقـط فـي فـخ بنكيـران … رسالة المسؤولية

3 أسئلة إلى إدريس لكريني* < دخلت الأغلبية في أزمة جديدة . ما هي الإشارات التي يهدف أخنوش ولشكر بعثها إلى العثماني؟ < أعتقد أن الرسالة التي بعثها الحزبان المعنيان بالغياب عن مجلس الحكومة المنعقد أول أمس (الخميس) كانت واضحة، مفادها أن العمل في إطار الأغلبية يفرض على جميع المكونات الانضباط إلى مقومات العمل السياسي، الذي يفرض في الأول تحمل المسؤولية، واحترام أسس التحالف. وما يفرض أكثر هذا المستوى من الجدية والمسؤولية، هو أن الإشكالات التي واجهتها الحكومة السابقة، والتي اتسمت بهشاشة التحالف، كانت نتائجها وخيمة، انتهت بانسحاب حزب الاستقلال، وهي الوضعية التي كادت تعصف بحكومة بنكيران، لولا دخول التجمع الوطني للأحرار، من أجل إنقاذ التجربة. وأعتقد أن رسالة الاتحاد والتجمع كانت واضحة، وهي دعوة الحزب الذي يقود الحكومة إلى ضرورة ضبط التصريحات والخرجات الإعلامية، والتحلي بالمسؤولية واحترام زعماء التحالف. < يرى البعض أن خرجة بنكيران تعكس صراعا داخل "بيجيدي". كيف تقرأ وضعية أغلبية لم تنجح لحد الساعة في وضع ميثاق تحتكم إليه؟ < لا بد من التأكيد في البداية أن التحدي الأكبر الذي واجهه العثماني، هو بناء تحالف حكومي قوي، يتجاوز الصعوبات التي واجهت سلفه، خاصة أمام الشروط الصعبة التي ظلت الأحزاب الكبرى تشترطها في المفاوضات. ويبدو اليوم أن الخرجات الإعلامية غير المحسوبة لعبد الإله بنكيران، ليست بالأمر الجديد داخل العدالة والتنمية، بل هي أسلوب واجهه بنكيران نفسه، وهو على رأس الحكومة، من قبل بعض صقور الحزب، الذين كانوا يهاجمون حلفاءه، وكان يواجههم بضرورة احترام الحلفاء. وها هو اليوم بعد خروجه من الحكومة ومن قيادة الحزب، يسلك الممارسة ذاتها التي انتقدها في وقت سابق، علما أنه بارك تعيين العثماني رئيسا للحكومة، واعتبر قرار الاستمرار في قيادة الحكومة قرارا اتخذته مؤسسات الحزب بكل ديمقراطية. < يواجه العثماني توترات تهدد في أي لحظة بانفجار التحالف. هل لذلك علاقة بهندسة الحكومة أم باختلاف حول رؤية التدبير؟ < أظن أن تشكيل الحكومة وفق الهندسة التي جاءت بها، كانت ثمرة مفاوضات شاقة وصعبة، وقد واكبها العثماني بوعي حاد بالتحديات الكبرى التي تواجه البلاد، والتي تقتضي من جميع مكوناتها التحلي بدرجة عليا من المسؤولية السياسية. وهذا الخطاب لا يعني فقط العدالة والتنمية، بل جميع المكونات، لأن الجميع يسجل ملاسنات وتصريحات متبادلة، بل واتهامات بين مكونات الأغلبية. وأظن أن ما ينتظره المواطن من هذه الحكومة التي يقودها العثماني، هو التدبير الجيد للسياسات العمومية وتحسين الخدمات الاجتماعية الأساسية في الصحة والتعليم والسكن، ومعالجة الاختلالات المجالية، والابتعاد عن النقاشات السياسوية والحسابات الضيقة التي لا تفيد مكونات التحالف، وتضيع على المغرب فرص الإصلاح. ويبدو أن سعد الدين العثماني، لحدود الساعة يدبر الأمر بنوع من العقلانية، لأنه يعلم أن تدبير أغلبية من ستة أحزاب ليس بالأمر الهين، في ظل تباين الحسابات والمرجعيات، وهو يعلم جيدا أن طريقه ليس مفروشا بالورود. أجرى الحوار: برحو بوزياني * أستاذ القانون الدولي والعلاقات الدولية بمراكش

العثمانـي يسقـط فـي فـخ بنكيـران … رسالة المسؤولية

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الملايير "الضائعة" للجماعات تقلق الداخلية

جماعة مسلحة في محاكمة معتقلي الريف

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات