فقراء تحت الصفر … “الميزيرية” تحاصر مغاربة

عائلات ترزح تحت وطأة الفقر المدقع بسبب ضعف الأجور وغلاء تكاليف العيش أعادت تصريحات بسيمة الحقاوي، وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، الجدل حول معدل الفقر بالمغرب إلى الواجهة من جديد، سيما أن اعتماد الدول لـ 20 درهما مؤشرا للفقر، يطرح أكثر من سؤال بخصوص مدى صحة المقاربة النقدية للبنك الدولي، التي أثبتت محدوديتها وعدم نجاعتها مقارنة بالمؤشرات التي صارت توظفها مندوبية الحليمي في وضع خريطة الفقر، والتي تأخذ بعين الاعتبار دراسة نفقات الأسرة والتعليم وأمد الحياة والدخل الفردي وغيرها من المعايير، التي تعطي صورة أقرب إلى واقع الفقر بالمملكة. كثيرة هي العائلات المغربية التي ترزح تحت عتبة الفقر "الميزيرية"، ولا تملك ما تسد به رمقها، بسبب غلاء تكاليف المعيشة في المدن الكبرى، سيما في ظل فشل البرامج الاجتماعية للحكومات المتعاقبة منذ بداية الألفية الثالثة، والتي لم تستطع وقف شبح الفقر الذي يأتي على الأخضر واليابس. أجر غير كاف (م.ع) يشتغل حارسا أمنيا لإحدى شركات الدجاج في عين عودة بالرباط، يبلغ من العمر 45 سنة، متزوج وأب لأربعة أطفال. يعيش في سكن صفيحي قرب مقر اشتغاله، يعاني كثيرا في توفير قوته اليومي، فهو مكلف بحراسة تجهيزات ومعدات الشركة طيلة الفترات الليلية للأسبوع باستثناء يوم الأحد، الأمر الذي يضعه أمام مسؤولية كبيرة تستدعي اليقظة والانتباه. يصرح (م.ع) الذي رفض الكشف عن هويته، لـ "الصباح" أنه يتقاضى 2000 درهم أجرا شهريا، تتوزع بين 150 درهما يخصصها لأداء فواتير الكهرباء والماء، بينما تصل مصاريف جميع المواد الاستهلاكية طيلة الشهر إلى حوالي 1000 درهم، في حين يستهلك أحد أطفاله الحديث العهد بالولادة 400 درهم لوحده، تشمل الحليب الذي يقتنيه من الصيدلية والحفاظات، فيما يرسل 700 درهم إلى أمه التي تقطن في البادية رفقة أخته، بحكم أنه يتحدر من ضواحي تزنيت، وظروف العمل هي التي دفعته إلى الاستقرار في العاصمة، دون ذكر مصاريف الأدوية في حال مرض الأطفال أو تكاليف اللوازم المدرسية وغيرها. ديون كثيرة أكد المتحدث ذاته، أنه يلجأ شهريا إلى الاقتراض من أصدقائه وزملائه في العمل، ذلك أن أجرته الشهرية لا تكاد توصله إلى الخامس والعشرين من كل شهر، مضيفا أن زوجته كانت تشتغل خادمة للبيوت، لكنها توقفت عن العمل بسبب المضايقات التي تتعرض لها من قبل العائلات التي تعمل عندها، والتي وصلت إلى حد التحرش الجنسي، مبرزا أنه يعيل أسرته وأمه لوحده، ما يجعله يحمل على كاهله ثقل مسؤولية كبيرة. من جهته، قال الحسين، (55 سنة)، الذي يقطن في تنغير، إنه يتقاضى معاشا عسكريا يصل إلى 1800 درهم، نظير خدمته بالجيش في السبعينات والثمانينات، موضحا أن التقاعد لا يكفيه من أجل تلبية حاجيات أسرته الصغيرة، لذلك افتتح كشكا لبيع المواد الغذائية والجرائد والسجائر، استفاد منه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من أجل تغطية مصاريفه الكثيرة. مصطفى شاكري

فقراء تحت الصفر … “الميزيرية” تحاصر مغاربة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

13 ناديا في البطولة الوطنية للرماية

كيفية تجاوز تعلق الطفل بـ "الطابليت"

مقالات ذات صلة