السرطان … القاتل المروَّض

نسبة الشفاء من بعض أنواعه تصل 100 % وعوامل تحكم فشل العلاج أو نجاحه بمجرد إعلان إصابة أحد الأفراد بواحد من أنواع السرطان، حتى يتم إطلاق أحكام النهاية، واعتباره في عداد الموتى، فالمجتمع المغربي ما زال مؤمنا بأن السرطان من الأمراض القاتلة التي لا ينفع معها علاج، اللهم مضاعفة عذاب المريض وعائلته بمسلسل علاجات غير مجدية. ورقة "الصباح" لهذا العدد فندت "العرف" السائد، وتعرضت لآراء اختصاصيين وخبراء أكدوا نجاح العلاج من مرض يفترض ألا يصيب المغاربة بحالة هلع، ويطرح أمامهم العديد من الاختيارات في العلاج، استنادا إلى تقنيات متطورة، أدت إلى ضمان العلاج النهائي والتأكد من عدم عودة ظهور المرض. 85 % من السرطانات تعالج بنجاح البروفيسور الطاهري أكد تطور تقنيات العلاج وتوفرها لجميع المغاربة بمختلف مستوياتهم شدد علي الطاهري، بروفيسور في العلاج الإشعاعي للأورام السرطانية على أن السرطان، عكس الشائع لم يعد بالمرض القاتل أو الفتاك، مؤكدا أن العلاج منه من أكثر العلاجات المتاحة في المغرب، سواء في المستشفيات العمومية أو في القطاع الخاص. تفاصيل أكثر عن تقنيات العلاج، ونسب نجاحه، وأكثر السرطانات استجابة للعلاج في الحوار التالي: < لماذا مازالت الإصابة بالسرطان تثير حالة من الهلع لدى المغاربة؟ < المشكل هو أن المغاربة ما زال بالنسبة إليهم، مرض السرطان مرضا عصيا على العلاج، وهي الفكرة التي كانت شائعة منذ قديم الزمان، باعتبار أن مرض السرطان هو مرض فتاك وقاتل، وعلاجه غير موجود، وللأسف مازال إلى الآن أشخاص يروجون في أوساط المرضى أنه لا داعي للعلاج لأن هذا المرض قاتل ولا طائل من وراء العلاج. وهي أمور كلها خاطئة، لأنه مع العلاجات الموجودة، 75 إلى 80 في المائة من السرطانات التي تصيب المغاربة يمكن علاجها. وبالتالي حالة الهلع التي يعانيها المغاربة لا مبرر لها، بل يجب أن يكون هناك تشخيص مبكر وفحص دوري عند الطبيب العام والطبيب المختص لتشخيص أي أعراض تظهر في بداياتها. < هل ما زالت إمكانيات العلاج محدودة؟ < على العكس تماما، هناك العديد من العلاجات متاحة اليوم وفي تطور مستمر. ويمكنني القول إن العلاج من السرطان من بين العلاجات المتاحة جدا في المغرب، فاليوم جميع العلاجات تقريبا متوفرة، ولله الحمد، في المستشفيات العمومية وفي المصحات الخاصة، في جميع مناطق المملكة المغربية، التي لعبت في توفرها جمعية للا سلمى لمحاربة السرطان دورا أساسيا، لأنها أحدثت مراكز للعلاج بجميع المناطق من شمال المملكة إلى جنوبها وتوفر أدوية بالمجان للمرضى من ذوي الدخل المحدود. < ما هي أكثر العلاجات المتاحة بالمغرب؟ < هناك العديد من العلاجات، أولها العلاجات الموضعية التي نعالج بها السرطان، أقصد الجراحة، التي تمكن من إزالة الورم السرطاني، فضلا عن ذلك، هناك العلاج بالأشعة، الذي يمكن اللجوء إليه بعد الجراحة أو قبلها، وأحيانا يتم اللجوء إليه دون جراحة، في حالة صعوبة استئصال الورم السرطاني، عندما يصيب مناطق صعبة. فضلا عن ذلك هناك العلاجات العامة، التي تشمل كامل الجسد، ويتعلق الأمر أساسا بالعلاج الكيماوي، الذي يتفاعل بشكل عام ويقتل جميع الخلايا السرطانية أينما كانت. وهناك أيضا العلاج بالهرمونات، عندما تكون للسرطان علاقة بالهرمونات، وينتشر بسببها، وبالتالي نلجأ إلى وصف أدوية لإيقاف عمل تلك الهرمونات، لمنع تتطور السرطان، أساسا سرطان الثدي والغدة الدرقية والبروستات. < ما هو الجديد في تقنيات العلاج؟ < هناك العلاج الموجه، الذي يعد من أحدث تقنيات العلاج، وهي عبارة عن أدوية جديدة، مخصصة لعلاج الخلايا السرطانية، ويحقق نتائج علاج كبرى، ويقلل خطر عودة ظهور المرض، سيما في سرطان الثدي والقولون والرئة والكلي. آخر التقنيات التي ظهرت حاليا في العالم بأسره، هو علاج "إيمينوتيرابي "الذي يرفع من مناعة الجسم، حتى يقاوم المرض، ويقوم بتفعيل المناعة لمقاومة الخلايا السرطانية، المشكل الوحيد فيه أنه غالي الكلفة، لكن هناك العديد من الدراسات في طور الإنجاز لإيجاد أدوية بأقل كلفة، سيما أن هذا العلاج أثبت فعاليته في علاج سرطان الميلانوم، أحد أنواع سرطانات الجلد، فضلا عن سرطان الرئة، وهناك دراسة حول نجاعته في علاج سرطان المثانة والثدي وأنواع أخرى. < ماذا عن نسب نجاح العلاج؟ هل تختلف حسب نوع السرطان؟ < كما قلت جميع العلاجات متوفرة في المغرب، وأغلبها يتم التعويض عنها، فيما تصل نسبة نجاح السرطان إلى 85 في المائة في جميع أنواع السرطانات، شريطة الكشف المبكر، وان يكون السرطان في مراحله الأولى، علما أن هناك سرطانات تكون فرص العلاج فيها أكبر، مثل سرطان الغدة الدرقية الذي تصل نسبة نجاحه إلى 90 و 100 في المائة، فضلا عن سرطان الثدي. < هل هناك أنواع لا يمكن العلاج منها؟ أو متى تقل فرص العلاج؟ < لا توجد أنواع غير قابلة للعلاج، باستثناء إذا كان السرطان في مراحل متقدمة، وتحاليل الكبد والرئة كانت سلبية، في هذه الحالة فقط العلاج لا ينفع. لكن للأسف هناك سرطانات أصعب من ناحية العلاج، يتعلق الأمر أساسا بسرطان الرئة والبنكرياس، لكن عموما متى تم الكشف المبكر عن الإصابة ترتفع إمكانيات العلاج، على العكس تقل فرص العلاج متى انتشر المرض وانتقل إلى أعضاء أخرى ووصل الكبد. في سطور: - من مواليد 1973 بالرباط - بروفيسور في العلاج الإشعاعي للأورام - تخرج سنة 1996 تخصص علاج السرطان - رئيس سابق للجمعية المغربية لمحاربة السرطان رئيس جمعية action cancer Marrakech - عضو في عدة جمعيات لعلاج السرطان أوربية وأمريكية - كاتب لمجموعة من الكتب في علاج السرطان، سيما سرطان الثدي والرئة وإبيديمولوجيا السرطان أجرت الحوار: هجر المغلي

السرطان … القاتل المروَّض

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الإصابة بالسرطان ... إعادة ترميم الثدي المستأصل

أسود القاعة في المركز 33 عالميا

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات