مبيدات مسرطنة تتسلل إلى الأسواق

مصالح المراقبة الصحية رصدت منتوجات مهربة محظورة دوليا استغلت اختلالات الاستيراد والتوزيع استنفرت ثلاثة أنواع من المبيدات الفلاحية المحظورة، مصالح المراقبة التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، بعدما تمكنت من رصد تداولها في مجموعة من المناطق من المملكة، يتعلق الأمر بمبيدين آسيويين وآخر أوربي، يحمل اسم "مايو"، تم حظر استخدامه في فرنسا أخيرا، بعد التثبت من مخاطره على صحة المستهلكين والفلاحين، إذ يستخدم في زراعات الطماطم خصوصا. وأفاد مصدر مطلع، أن المبيدات الخطيرة، التي تم التأكد من حظر أحدها في تايلاند، بتصنيفه ضمن المسرطنات، وتأثيره السلبي على صحة المستهلكين، دخلت إلى المغرب عن طريق التهريب بكميات كبيرة، وتسوق بأسعار أقل من المنتوجات المرخصة المعروضة في السوق، موضحا أن مصالح المراقبة التابعة لـ"أونسا"، اكتشفت وجود المنتوجات المحظورة على هامش عمليات المراقبة الروتينية التي تجريها مصلحة تتبع ومراقبة المدخلات الكيماوية. وكشف المصدر في اتصال مع "الصباح"، أن المصلحة المذكورة تأكدت من قائمة المبيدات الفلاحية المرخصة التي تتوفر عليها، قبل أن تكتشف عدم وجود المنتوجات الثلاثة، التي أظهرت الأبحاث المنجزة بالتنسيق مع مصلحة السلامة الصحية الشريكة في فرنسا، التوصل بإشعارات دولية حولها بحظر الاستخدام، موضحا أن قائمة المبيدات المرخصة تخضع للتحيين بشكل مستمر، من خلال عمليات مراقبة دورية يخضع لها مستوردو وموزعو المبيدات، وكذا الضيعات الفلاحية. أكد المصدر ذاته، أن عمليات المراقبة المنجزة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية أخيرا، كشفت عن تنامي رواج المبيدات الفلاحية المهربة، التي أصبحت تستحوذ على نسبة تتراوح بين 10 % و15 من الكميات المستخدمة في الزراعة، مشددا على استمرار اختلالات في سلاسل استيراد وتسويق المبيدات، ذلك أن 10 موزعين فقط، من أصل 300 الموجودين في السوق، معتمدين من قبل "أونسا"، فيما أغلب الباعة البالغ عددهم 1700 بائع، لا يستجيبون لضوابط القانون 95- 42، المتعلق بمراقبة مبيدات الآفات الزراعية وتنظيم الاتجار فيها، باعتبار توظيفهم أشخاصا غير مؤهلين للتعامل مع هذا النوع من المنتوجات، ولا يتوفرون على مساحات تخزين تحترم المواصفات القانونية، إلى جانب نشاط موزعي المبيدات الخام وبالتقسيط في البوادي والأسواق الأسبوعية. وشدد المصدر بخصوص مخلفات المبيدات الفلاحية، على خطورة العبوات الخاصة بهذا النوع من المنتوجات، التي تشكل خطرا على السلامة الصحية للإنسان والبيئة بشكل عام، منبها إلى أن مصالح السلامة الصحية متخوفة من أي تسرب للمبيدات من فضاءات تخزينها، إذ يحذر مراقبو "أونسا" من التعامل مع هذه المبيدات، بعدم تحريك العبوات أو لمسها، وارتداء معدات الحماية عند التعامل معها. أما في حال الاهتمام بعبوات قديمة من المبيدات (منتهية الصلاحية)، فيوجهون إلى عدم لمسها من الأعلى، والاكتفاء بحملها من الأسفل، مع استخدام قفازات خاصة، إلى جانب إشعارات تحذيرية أخرى، تهم الحرص على النظافة الشخصية، خلال التفاعل مع المبيدات، وعدم الأكل والشرب أو التدخين خلال العملية. وشكلت الكلفة المالية للتخلص من المبيدات الفاسدة، منتهية الصلاحية، عائقا خلال السنوات الماضية أمام المصالح الصحية، قبل أن تتمكن من توقيع اتفاق مع مديرية الزراعة والأغذية العالمية "فاو"، سطر برنامجا لمساعدة المغاربة على التخلص من مخزون المبيدات الفاسدة العالقة لديهم، إذ تفترض هذه العملية خبرة وتجربة مكلفتين، علما أن وزارة الفلاحة والصيد البحري، ممثلة في المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتوجات الغذائية، وقعت مذكرة تفاهم مع "كروبلايف" الدولية، في أكتوبر 2014، لإطلاق برنامج "ضيعات نظيفة" (كلين فارمز)، الذي يستهدف تحديدا جرد المبيدات منتهية الصلاحية وغير المرغوب فيها، الموجودة في السوق، من أجل إيجاد الحلول المناسبة قصد التخلص منها. بدر الدين عتيقي

مبيدات مسرطنة تتسلل إلى الأسواق

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

إعلان حالة الطوارئ بإسبانيا

الجمارك تقتحم معاقل التهريب

مقالات ذات صلة