الطبال… تاكناويت بصيغة اللون

معرض تشكيلي جديد بالبيضاء يضم 40 لوحة حط الفنان التشكيلي محمد الطبال، ابتداء من الخميس الماضي، الرحال ضمن معرض فني جديد برواق "بي إس" بحي راسين بالبيضاء، اختار له المنظمون عنوان "الكناوي الحالم" ويستمر إلى غاية 14 يناير المقبل. ويتضمن المعرض الجديد أزيد من 40 لوحة للطبال الذي يعد واحد من أبرز الأسماء التشكيلية الفطرية بالصويرة، منذ أن اكتشفه، قبل أزيد من ثلاثين سنة، الناقد والفنان الدنماركي فريدريك دامغارد الذي كان راعي الحركة الفنية الفطرية بمدينة الرياح، من خلال رواقه الشهير بها. ويستدرج الطبال، في منجزه التشكيلي، المتلقي إلى عوالم غرائبية تلتقي فيها تاكناويت بطقوسها وبخورها وألوانها، مع حركة الريشة أو الأنامل وهي تثبت الأصباغ لا على اللوحة بمفهومها الكلاسيكي فحسب، بل وعلى مختلف الأشياء المهملة التي يبعث فيها الطبال الحياة، ويخضعها لعملية "روسيكلاج" فني يعطي لوجودها معنى جماليا. مع محمد الطبال لا تهم حوامل اللون إن كانت لوحة عليها قماش أبيض أو جرة أو جذع مرمي أو قصعة أو مهراز أو سنتير أو رحى، كل شيء قابل لأن يستقبل الأصباغ مادام منظره يستفز الفنان التشكيلي ويشحذ حواسه لاستخراج مكنونات الذات، وما تختزنه من رؤى وأحلام وخيالات وصور ومشاهد مخزنة في الباطن، فيسبغ على الأشياء بعضا من روحه وألوانه التي تمتح هويتها من "تاكناويت" باعتباره فنا يجمع بين النغم واللون. الطبال، "كناوي حالم" حقيقة ومجازا، وهو الذي حكى في حديث سابق، مع "الصباح"، كيف قدم إلى التشكيل من عالم "تاكناويت" الذي ورث بعضا من أسراره عن والده الذي كان عازفا ماهرا على آلة "الطبل"، ومنها استمد لقبه العائلي، كما استمد تقنية العزف على هذه الآلة التي يعد حضورها حاسما في ضبط طقوس "الحال الكناوي"، ليبدأ مساره "طبالا" يطوف المداشر والقرى، ويقتحم عوالم "الليلات" ليتشرب منها متعة الأذن والبصر. ولحضور الحلم والرؤيا في تجربة الطبال شكل غرائبي إذ يحكي أنه في إحدى جولاته بآلة الطبل، قادته الصدف، بعد أن جنّ عليه الظلام، ليبيت بضريح سيدي واسمين (أحد أقطاب رجال ركراكة بإقليم الصويرة)، وشاهد خلال منامه أن هذا الولي خطّ على كفه ألوانا، فالتقط الطبال هذه الإشارة على أنها علامة قادته إلى عوالم التشكيل واللون، الذي كان يستهويه فطريا منذ طفولته. ظل خيال الطبال مسكونا بتفاصيل هذه الرؤيا التي جعلته يتحين الفرصة ليجرب نفسه مع الريشة والألوان، بشكل فطري، لتقوده الصدفة إلى اكتشاف رواق دامغارد بالصويرة، فترك له في غياب صاحبه بعضا من محاولاته الأولى، التي بمجرد ما اكتشفها الناقد الدانماركي حتى سعى بكل الوسائل إلى البحث عن هذا "الزنجي الكناوي"، الذي ظهر بغتة مثلما انصرف، قبل أن يعاود الظهور مثل طيف انكشفت عنه خيوط دخان الليلات الكناوية، لتبدأ مسيرتهما معا. والتفت حول تجربة الطبال مجموعة من الأقلام النقدية التي واكبتها، وأبرزت ما فيها من طابع غرائبي شدت إليها العديد من المهتمين، مثل الكاتب الفرنسي والسوسيولوجي الراحل جورج لاباساد وعبد القادر مانا وعبد الله أخراز وعبد الكبير نمير وعبد الرحمن بنحمزة وغيرهم، قبل أن يواصل المسار مع بوبكر القادري الذي تبنى تجربته الفنية. وطاف الطبال، القادم من منطقة الحنشان بالشياظمة، بلوحاته المشبعة بالفطرية والتلقائية جل العواصم والمدن العالمية بألمانيا وفرنسا وإيطاليا والدنمارك وبلجيكا والبرتغال وسويسرا وهولندا، كما حظي باستقبال ملكي خاص، إذ تم توشيحه خلال حفل افتتاح متحف محمد السادس للفن المعاصر. ع . م

الطبال… تاكناويت بصيغة اللون

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

تحذير دولي من "سكتة قلبية" بالبيضاء

الحبس لموظف اختلس 57 مليونا بمراكش

مقالات ذات صلة