خمسة أخطاء هزمت الوداد بالمونديال

أبرزها ضعف التركيبة البشرية وارتباك الاستعداد وتراجع مستوى الكرة الإفريقية والوطنية وطرد النقاش عاد الوداد الرياضي خاوي الوفاض من مشاركته الأولى في كأس العالم للأندية بالإمارات العربية المتحدة، لكنه رجع بدروس عديدة، حول الأخطاء التي ارتكبها، وساهمت في تلقيه هزيمتين في هذه المسابقة أمام باتشوكا المكسيكي بهدف لصفر، وأوراوا الياباني بثلاثة أهداف لاثنين. 1 - تركيبة فقيرة تأكد بالملموس أن التركيبة البشرية للوداد ضعيفة جدا، ولا تستطيع المنافسة في المستوى العالي، وزاد من ضعفها عدم جاهزية بعض اللاعبين، بدنيا وتنافسيا. ويكمن هذا الضعف، في قلة عدد اللاعبين القادرين على المنافسة في مستوى عال، وغياب البدلاء القادرين على تعويضهم، وإثارة المنافسة على المراكز التي يحتاجها أي فريق لتجديد نفسه، وخلق الحافز وسط المجموعة، وتقديم الإضافة في اللحظة التي يحتاجهم فيها المدرب. وتأكد هذا المعطي في عجز الوداد عن توفير بدائل في مستوى محمد أوناجم وإسماعيل الحداد المصابين، ويوسف رابح غير الجاهز، وبدر كادارين الذي لا يناسب أسلوبه وشخصيته تكتيك المدرب حسين عموتة، خصوصا من الناحية الهجومية، ما جعله يستنجد بزكرياء الهاشمي، الذي يلعب مدافعا أيمن ويفتقد التنافسية، بسبب توقفه عن الممارسة الموسم الماضي مع الرجاء. وأدى ضعف التركيبة البشرية إلى إنهاك بعض اللاعبين الذين خاضوا أغلب المباريات، سيما أن منهم من لم يتوقف عن الممارسة منذ موسمين بسبب عصبة الأبطال والمنتخب المحلي. وانتدب الوداد مجموعة من اللاعبين بداية الموسم، لكن أغلبهم يفتقد الجودة والجاهزية اللتين تؤهلانهم لتقديم الإضافة، وتعويض اللاعبين الذين غادروا، على غرار فابريس أونداما ووليام جبور ومرتضى فال، وتعويض اللاعبين المصابين، أو الذين تراجع مستواهم، ما جعل دائرة الاختيارات محدودة جدا لدى المدرب. 2 - ارتباك السفر كان الارتباك هو السمة البارزة لسفر الوداد إلى الإمارات، ليس بسبب الوصول المتأخر، بل لتشتت تركيز اللاعبين والأطر التقنية وصعوبة وضع برنامج إعدادي، بما أن الفريق لم يكن متأكدا من موعد سفره، وموعد وصوله. واستمر الوداد في إجراء تداريبه اليومية بشكل عاد، منتظرا إشارة السفر في أي لحظة، في الوقت الذي ظل فيه بال اللاعبين منشغلا بأخبار الاستقبال الملكي. وخاض الوداد آخر مباراة في البطولة الوطنية في 29 نونبر الماضي أمام المغرب التطواني، ولم يسافر إلى الإمارات إلا في سابع دجنبر الجاري، لكنه لم يستثمر هذه الفترة للإعداد الجيد للمشاركة العالمية، سواء بإقامة معسكر مغلق في المغرب، للحفاظ على تركيز ووحدة اللاعبين، أو بالسفر مبكرا إلى الإمارات، للتأقلم جيدا مع الأجواء هناك، والاستئناس بظروف ومحيط التظاهرة. ويعتبر لعب الوداد آخر مباراة رسمية فوق عشب اصطناعي قبل السفر إلى الإمارات، من الأخطاء غير المقبولة في هذا المستوى، إذ يفترض أن يتعود اللاعبون على العشب الطبيعي الذي سيخوضون فيه المنافسة الرسمية. ولعب الوداد آخر مباراة فوق عشب طبيعي في 22 نونبر الماضي، حين واجه الدفاع الجديدي بملعب مولاي عبد الله بالرباط. 3 - قارة ضعيفة وبطولة أضعف دفع الوداد ثمن ضعف المنافسة والمستوى العام لكرة القدم الإفريقية على صعيد الأندية من جهة، وضعف البطولة الوطنية من جهة ثانية. فإذا كانت كرة القدم الإفريقية تظهر بشكل مقبول على صعيد المنتخبات، بفضل اللاعبين الذين يتكونون بأوربا أو يكملون تكوينهم فيها، فإن مستوى الأندية ماض في التراجع بشكل لافت سنة بعد أخرى، خصوصا بفعل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تضرب أبرز البلدان في الكرة الإفريقية، كمصر وتونس والكامرون وكوت ديفوار ونيجيريا. واستغلت بعض الفرق تراجع هذه المدارس الكروية لتظهر في الساحة الإفريقية، على غرار مازيمبي الكونغولي وسبور ستارز الجنوب الإفريقي وفرق وطنية، كالوداد والفتح. وكان طبيعيا أن يظهر على لاعبي الوداد قلة الاحتكاك بالمستوى العالي، تكتيكيا وبدنيا، إذ لم يتمكنوا من إظهار ذلك التفوق الذي اعتادوا تقديمه في عصبة الأبطال الإفريقية والبطولة الوطنية. وزاد ضعف البطولة الوطنية، بفعل سياسة التقشف التي باتت تنهجها أغلب الفرق، لمواجهة أزماتها المالية، وتراجع مستوى التكوين وكفاءة المدربين واللاعبين الذين يلعبون في بطولة النخبة بشكل مخيف، ما أدى إلى تراجع مهول في مستوى المنافسة بشكل عام، ووجود أندية فقيرة وضعيفة على جميع المستويات. 4 - إصابات في توقيت خطأ أصيب أبرز لاعبي الوداد في توقيت صعب، وأبرزهم محمد أوناجم وإسماعيل الحداد، ما غيب الأول عن كأس العالم، فيما لعب الثاني دقائق معدودات في مباراة باتشوكا. ولم يستعد يوسف رابح مؤهلاته البدنية، بعد شفائه من الإصابة، ما حرمه من خوض المباراة الأولى، أما أشرف بنشرقي، فأثرت إراحته والخوف من إصابته على تنافسيته. وإذا كانت الإصابات أمرا واردا في أندية كرة القدم، فإن ما صعب مأمورية الوداد هو أنها لحقت نجوم الفريق من جهة، ولحقت لاعبين ليست لهم بدائل جاهزة في التركيبة الحالية. 5 - طرد النقاش... نقطة التحول مهما تعددت أسباب فشل الوداد في كأس العالم للأندية، فإن طرد إبراهيم النقاش كان نقطة تحول كبيرة، ليس في المباراة الأولى أمام باتشوكا فقط، بل في المشاركة بأكملها. ويصعب على أي فريق تحمل نقص عددي لأكثر من عشرين دقيقة في هذا المستوى من التنافس، لذلك كان متوقعا أن يتلقى الوداد هدفا أو أكثر في ما تبقى من مباراة باتشوكا، رغم المقاومة الكبيرة التي أبداها. وأنسى طرد النقاش والهدف الذي تلقاه الوداد بعد ذلك، المستوى المقبول الذي أبانه "الفريق الأحمر" منذ بداية المباراة حتى اللحظة التي طرد فيها العميد. وفضح طرد النقاش ضعف التحكيم المغربي والإفريقي، إذ اعتاد القيام بتدخلاته الخشنة في البطولة الوطنية وعصبة الأبطال الإفريقية، دون أن يعاقبه الحكام، لكن لما قام بها في مباراة باتشوكا لم يتردد الحكم في طرده.

خمسة أخطاء هزمت الوداد بالمونديال

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الكرتي مستاء

أكتاو يهدد باللجوء إلى "فيفا"

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات