تبدو بسيمة الحقاوي وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، شاردة حيال فضائح مالية وإدارية تناسلت بالمركب الاجتماعي المتعدد التخصصات بباب الخوخة بفاس، يعيش تسيبا حقيقيا يحتاج تحقيقا يميط اللثام عن اختلالات عمقت معاناة نزلائه من المسنين والأطفال والمرضى نفسيا. مديره المعين قبل سنة ونصف، غائب عنه منذ شهرين، بعد استفادته من إجازات مرضية متتالية أنهاها في 24 نونبر، لكنه التحق بإدارة التعاون الوطني، عوض استئناف عمله في المركب، بعدما ضاق ذرعا بالتدخل في اختصاصه والغموض الذي يكتنف صفقات أجريت دون احترام الضوابط القانونية. ما زاد الطين بلة شروع مقاول في إصلاح مأوى سابق لأطفال متخلى عنهم بمستشفى الغساني، مرحلين إليه بدءا من 2001 ودشنه الملك بعد 3 سنوات من ذلك، دون الإعلان عن الصفقة أو نشرها، أو دون رؤية موحدة بين إدارة التعاون الوطني والولاية وشركاء تربطهم بالمركب اتفاقيات شراكة مختلفة. ورغم أن هذه البناية قديمة ومتخلى عن استعمالها، فإنه لم يتم اللجوء إلى مكتب دراسات لمعرفة قابليتها للترميم بتثبيت مصعد وتهيئة سطحها على شكل رياض لإقامة الحفلات والتظاهرات، رغم أن حاجة النزلاء ماسة لمبادرات اجتماعية، كما حاجة أكثر من 35 مستخدما إلى مبادرات لتحسين وضعهم. نحو 400 مليون سنتيم ضخت في مالية الجمعية المسيرة، مترتبات التأخر في صرف منحة جماعة فاس عن ضريبة المجازر المقدرة ب80 مليون سنتيم سنويا تضاعفت مرتين، طيلة 5 سنوات إلى أكتوبر 2016، بقرار من العمدة السابق حميد شباط، بسبب صراعه السياسي مع رئيس الجمعية. المبلغ استثمر في تهيئة البناية القائمة دون توفير شروط السلامة وفي ظل تناسل التساؤلات حول اضطلاع الجمعية الخيرية الإسلامية بذلك، وجدوى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية خصصت 9 ملايين درهم لتهيئة مرافق المركب بإعادة التبليط وشبكة الواد الحار وتقسيم المؤسسة وبناء جناح المسنين. وضعت مبادرة التنمية 3 عربات رهن إشارة المركز، لكن اثنين منها في وضعية إهمال وتلاش والثالثة تخصص للأغراض الإدارية أكثر من وضعها رهن إشارة النزلاء والمرضى، فيما ساهمت المشاكل التي يعيشها في تدني سمعته إلى درجة قلة الإقبال عليه وضعف جاذبيته سيما من الأطفال والمسنين. كان أولى صرف مبلغ متراكمات ضريبة الذبح، في أداء مستحقات انخراط المستخدمين في صندوق الضمان الاجتماعي، وتحسين وضعيتهم، وتسديد متأخرات استهلاك الماء والكهرباء المقدرة بمئات ملايين السنتيمات، وتلافي استهلاك المرضى نفسيا شرب ماء بئر ملوثة منذ 4 سنوات. وتساءلت المصادر إلى متى ستبقى الولاية "فكاك الوحايل" كلما همت وكالة توزيع الماء والكهرباء، بقطع المادتين عن المركب بأجنحته الثلاثة، الذي يؤوي نحو 96 طفلا متخلى عنهم و48 مسنا ونحو 150 مسنا ومسنة يؤويهم مركز النور الذي عاش بدوره على إيقاع احتجاجات متواصلة لمستخدميه. المصادر نفسها بدت غير راضية عن تثبيت كاميرات مراقبة بمختلف الأماكن كلفت ميزانية المركز نحو 3 ملايين سنتيم، وتشغيل رئيس الجمعية المسيرة قريبه أصبح "آمرا ناهيا" بالمؤسسة، واستمرار عمل المسؤولة المالية رغم تقاعدها، إضافة إلى كما حالتين أخرتين بلغتا سن التقاعد ولم تستوفيا النقط. واستغربت طرد مستخدمين كلف المركز 240 ألف درهم تعويضا لهم، إلى جانب صرف أموال أخرى حاجة نزلاء المركز الذي يؤدي ثمن الصراعات السياسية، ماسة إليها لتأمين تغذيتهم وحاجياتهم المختلفة، في ظل محدودية دعم التعاون الوطني ومبادرة التنمية المقدرتين بنحو 100 مليون سنويا. حميد الأبيض (فاس)