أفارقـة أولاد زيـان… الروايـة الأخـرى

قالوا لـ «الصباح» إن حادث تحرش معزول ليس مبررا لترحيلهم لم يكن الدخول إلى مخيم المهاجرين الأفارقة بملعب عبد اللطيف بكار بمقاطعة مرس السلطان بالبيضاء سهل المنال في ظل غضبهم الشديد بعد أحداث "ولاد زيان"، إلا أنه كان لابد من خوض مفاوضات معهم، وبعد إقناعهم بإسماع صوتهم بأمانة سمحوا لطاقم "الصباح" بالدخول دون مضايقات، وهي المقابلة التي نتجت عنها معاينة الوضع الذي يعيشونه في ملعب لكرة القدم وكشفهم رغبتهم في الإنصات إليهم منوهين، بتجربة المغرب في إدماج المهاجرين السريين، متمنين استفادتهم من التجربة نفسها. الساعة تشير إلى السادسة مساء، المكان المحطة الطرقية أولاد زيان بالبيضاء، الحديث عن استنفار أمني خوفا من اندلاع مواجهات جديدة بين سكان المنطقة والمهاجرين الأفارقة بعد الأولى التي وقعت بسبب تحرش أحد المهاجرين من دول جنوب الصحراء بفتاة، جعلت وسائل الإعلام المغربية تحل بالمنطقة، إلا أنه بعدما كانت الأمور عادية، قرر طاقم «الصباح» الدخول إلى وسط مخيم المهاجرين السريين لتسليط الضوء على معاناتهم مع الوضع الجديد وفسح المجال لهم للتعبير عن وجهة نظرهم دون مغالطات. حصار الملعب بمجرد الدخول إلى وسط الملعب لا بد أن تلاحظ الطوق الأمني المفروض على واجهاته وكل ذلك لمنع أي مناوشات بين شباب المنطقة والمهاجرين الأفارقة، فمن خلال وجود مجموعة من سيارات الشرطة والقوات المساعدة لاستتباب الأمن والسيطرة على الوضع تقرر منع المهاجرين من مغادرة المكان على شكل مجموعات كما كان يحصل في السابق، إضافة إلى إيقاف من ضبط يتسول قرب إشارات المرور إذ يتم ترحيله إلى مدن أخرى. وكشف سوماري، مهاجر من الغابون يبلغ من العمر 22 سنة، أنه بعد أحداث ولاد زيان أصبح المهاجرون الأفارقة يمنعون من مغادرة الملعب الذي يقيمون فيه تحت خيام بالية ويفترشون فيه الأرض. وأنت تتجول وسط الملعب لا بد أن تثيرك رائحة البول والغائط التي سيطرت على أرجاء المخيم، ويعود ذلك بسبب عدم توفير مراحيض في ظل قرار منع المهاجرين الأفارقة من الخروج بحرية كما في السابق، وفي ظل رفض أصحاب مقاهي المحطة السماح لأي مهاجر ينتمي إلى دول جنوب الصحراء باستعمال المرحاض بعد ما عرفته المنطقة من مواجهات بين المغاربة والأفارقة خلال الأسابيع الماضية. ״لسنا وحوشا״ من خلال معاينة أمكنة نوم المهاجرين السريين، يضم المخيم بعض الخيام البلاستيكية، إضافة إلى بعض الأفرشة الكارطونية التي تبلل أغلبها بسبب استعمالها بشكل يومي. في ظل الوضع الجديد الذي يعيشه المهاجرون السريون بمحطة أولاد زيان، رفض كسالي وصفهم بالوحوش، مشيرا إلى أن بعض الأحداث المعزولة التي قام بها أحد المهاجرين بالتحرش بفتاة سواء كانت صحيحة أو لا، لا يمكن إسقاطها على الآخرين، وبالتالي لا يمكن للجميع تأدية ثمنها بسبب تصرف طائش لشخص واحد. وأضاف كسالي «منذ تعرض فتاة تقطن بدرب السلطان لتحرش من قبل أحد المهاجرين الأفارقة واستنجادها بأبناء حيها الذين هبوا إلى مهاجمتنا لتتحول المناوشات إلى صراع وإحراق لخيام ومساكن نقيم فيها، أصبحنا نتعرض لمضايقات. تغير المعاملات تساءل ممادو من الكامرون، مهاجر يبلغ من العمر 19 سنة، «إذا كان ملك المغرب رحب بنا، وجعل من المغرب أول دولة إفريقية وعربية تعترف بحقوق المهاجرين السريين، فلماذا يضايقوننا، نحن لن ننسى موقف المغرب وشعبه الداعم لنا واستقباله لنا.وتساءل المهاجر الكامروني، «نتعجب من ممارسات السلطات المغربية، فإذا لم يكن بمقدورها تشغيلنا وإدماجنا في مجتمعها، فلماذا لا تسمح لنا بمواصلة رحلة العبور إلى إسبانيا عبر مليلية أو سبتة؟ عملية الترحيل كشف المهاجرون الأفارقة الذين التقتهم «الصباح»، أن سلطات البيضاء قامت بترحيل العشرات منهم غير مستوفي شروط الإقامة بمجرد مغادرتهم الملعب في مجموعات. وأضاف المتحدثون أنفسهم، أن السلطات المحلية شرعت مدعومة بالعناصر الأمنية، في تنقيل وجمع المهاجرين المتحدرين من دول جنوب الصحراء، المنتشرين على طول طريق «أولاد زيان»، والذين يمتهنون التسول أمام إشارات المرور، أو المغادرين لأسوار الملعب، إلى مدن مغربية أخرى من قبيل «الداخلة ووجدة وتزنيت» وهو ما جعل زملاءهم مرابطين بالملعب الموجود قرب المحطة الطرقية، خوفا من عملية الترحيل أو الاعتقال. محمد بها

أفارقـة أولاد زيـان… الروايـة الأخـرى

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

صور فضائية لضبط توسع العمران بالبيضاء

أفارقـة يهاجمـون دائـرة أمنيـة بالبيضـاء

مقالات ذات صلة