العزوزية بمراكش… اختلالات التعمير

سكان المنطقة مستاؤون من تراكم المشاكل و المسؤولون أخلفوا وعودهم تعد منطقة العزوزية التابعة للملحقة الإدارية سيدي غانم من النقط السوداء بمراكش، نظرا لما تعرفه من مشاكل و اختلالات بنيوية تراكمت على مدى سنوات، إذ رغم أنها تضم عددا هاما من السكان، يتجاوز 40 ألف نسمة، إلا أنها مازالت تعاني ضعف البنيات التحتية وغياب المرافق العمومية، وضعف وسائل النقل، إضافة إلى عدم تنفيذ برنامج إعادة هيكلة الدواوير المجاورة وغيرها من المشاكل التي تؤرق سكان المنطقة. من الصعب حصر المشاكل التي يتخبط فيها سكان الملحقة الإدارية لسيدي غانم، وخاصة منطقة العزوزية، التي رغم أنها تحتضن عددا هاما من سكان مراكش، إلا أن المنتخبين أرادوا أن تبقى الأمور على حالها، في الوقت الذي أصبح هناك وعي اجتماعي في صفوف السكان، من خلال إحداث عدد لا بأس به من جمعيات المجتمع المدني التي ما فتئت تعمل جاهدة على أن ينعم سكان العزوزية بقليل من الكرامة. عشرات الشكايات وجهها السكان واحتجاجات خاضوها بمنطقة العزوزية على امتداد تعاقب ثلاثة مجالس منتخبة بمدينة مراكش، منذ إحداث نظام وحدة المدينة سنة 2003، إلا أن الأصوات بحت والمطالبون بتحسين الخدمات الاجتماعية و الالتفاتة لمنطقة سكنية تم إحداثها قطبا حضاريا للتخفيف من اختناق المدينة شاخوا ولاشيء تحقق. مشاكل بالجملة لا تتوفر الملحقة الإدارية لسيدي غانم والتي تضم حي المسار، والعزوزية، والحي الصناعي والدواوير المجاورة إلا على مستوصفين اثنين فقط لا يلبيان حاجيات السكان، الذين سبق أن نظموا وقفات احتجاجية أمام مستوصف دوار الشعوف العزوزية، احتجاجا على قلة الأطر الصحية وضعف الخدمات الطبية. وسبق للسكان أن احتجوا أكثر من مرة على ضعف التجهيزات الطبية وقلة الأطر، إذ لا يتوفر المستوصف إلا على طبيب واحد و من أراد رؤيته عليه أن يتوجه في الثانية بعد منتصف الليل و انتظار دوره في طابور طويل، حتى يتمكن من الدخول والاستفادة من الكشف صباحا، متسائلين عن جدوى وجود مستوصف بالحي، دون أن يلبي حاجيات السكان في التطبيب والعلاج، إذ أن أغلبهم يضطرون للتوجه لمستشفيات المدينة أو العيادات الخاصة، رغم ضيق ذات اليد بحثا عن العلاج، دون الحديث عن انعدام وجود سيارة إسعاف. ومن المشاكل التي تؤرق السكان غياب ملاعب رياضية بالمنطقة ومساحات خضراء، اللهم حديقة واحدة يتخذ منها المشبوهون أوكارا لنشاطاتهم الإجرامية، مما يجعلها صعبة المنال بالنسبة للسكان، كما أن العديد من المشاريع التي كانت مبرمجة توقفت بها الأشغال دون سابق إشعار، مثل دار الثقافة والمسبح الأولمبي الذي أضحى مجرد حوض بائس. أما النقل فمنطقة العزوزية تعد من المناطق التي لا تتوفر على وسائله، إذ باستثناء خطين وحيدين هما الخط رقم 16 الذي يربط المنطقة بحي جليز، والخط رقم 15 الذي يربطها بساحة جامع الفنا، تبقى المنطقة شبه معزولة عن باقي أحياء المدينة. وتبقى أكثر الفئات تضررا من هذا الواقع طلبة الجامعات الذين يجدون صعوبة في التنقل للكليات وبعض الموظفين الذين وجدوا أنفسهم مضطرين للعيش بمنطقة العزوزية، نظرا لانخفاض ثمن الكراء نسبيا هناك، إلا أنهم يعانون الأمرين مع قلة وسائل النقل. تلوث المجال البيئي من المشاكل العالقة التي تؤرق السكان، النفايات السائلة التي يفرغها الحي الصناعي والتي لا ترتبط بالشبكة الرئيسية، مما يجعلها تتسرب للفرشة المائية، وهو ما كشفت عنه تقارير أنجزتها جمعيات تهتم بالبيئة بتعاون مع باحثين بجامعة القاضي عياض، إذ أثبتت مما لا يدع مجالا للشك أن الفرشة المائية للمنطقة تلوثت بسبب السائل الكيميائي للحي الصناعي التابع بدوره للملحقة الإدارية سيدي غانم. والشيء نفسه بالنسبة إلى الحي الميكانيكي المعروف لدى المراكشيين ب "لافيراي" والذي يشكل بدوره نقطة سوداء من مخلفات تراكم النفايات والتي تتسبب في اختناق شبكة الصرف الصحي أثناء تهاطل الأمطار، مما يهدد المنازل بالانهيار. منازل آيلة للسقوط رغم التزام مؤسسة العمران ببناء وتجهيز أحياء سكنية، إلا أنها تسببت في عرقلة مشاريع إعادة هيكلة العديد من الدواوير العشوائية، منها دوار الشعوف العزوزية و شعوف العيادي وغيرها من الدواوير، التي لم يستطع العديد من سكانها إصلاح وترميم منازلهم، بسبب وجود الطريق في النقطة التي توجد فيها بيوتهم، وهو ما جعلهم اليوم يقطنون بمنازل قد تنهار فوق رؤوسهم في أي لحظة. يقول حسن خيالي رئيس جمعية الأمل "للأسف شركة العمران لا تصفي العقارات التي تشيد عليها مشاريعها السكنية، مما يسبب الكثير من المشاكل للسكان بعد أن يلجوا منازل اقتنوها بصعوبة وتكبدوا مصاريف ثقيلة، ليجدوا أنفسهم في منازعات قضائية، كان الأحرى بشركة العمران أن تحسمها قبل الإنجاز". وسبق للجهات المسؤولة أن برمجت بعض تلك الدواوير إعادة تأهيلها منذ 1997، إلا أنه لاشيء تحقق إلى غاية اليوم، إذ مازالت تعاني بسبب العشوائية وضعف البنيات التحتية الذي يجعلها مصنفة في خانة البناء العشوائي. وادي تانسيفت... قنبلة موقوتة عقد ممثلو السكان والمنتخبون المحليون أزيد من 120 اجتماعا موثقا بمحاضر، وذلك للوقوف على المشاكل التي يتخبط فيها السكان، لكنها ظلت وعودا بدون جدوى. ومن أكبر المشاكل التي تواجه سكان منطقة العزوزية اليوم أنها مهددة بالفيضانات في مواسم الأمطار، إذ أن ضفاف الوادي التي هيئت من أجل أن تحتضن مزيدا من المشاريع السكنية، جعلت سرير الوادي يرتفع بالنسبة للمناطق السكنية المجاوره، وهو ما يهددها بالاندحار الكلي إذا امتلأ الوادي بالمياه التي ستغمر حتما المنازل، حسب المهتمين بالمجال البيئي بالمنطقة. ودعت جمعيات المجتمع المدني بالمنطقة لمسيرة الخميس 16نونبر الجاري في اتجاه ولاية جهة مراكش آسفي، للاحتجاج على التهميش و العزلة التي تعاني منها المنطقة لسنوات خلت. رجاء خيرات (مراكش)

العزوزية بمراكش… اختلالات التعمير

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

لكريني: سحب البساط

أمل إفريقيا وأوربا

مقالات ذات صلة