قرنفل يطارد الفقر بين الأمس واليوم

كتاب جديد للباحث المغربي يقارن بين الإحسان والتنمية البشرية صدر أخيرا للباحث المغربي حسن قرنفل كتاب جديد بعنوان “الفقر.. من الإحسان إلى التنمية البشرية” عن منشورات دار الأمان. وانطلق الكاتب المغربي في كتابه الجديد من أطروحة أساسية وهي أن الإنسانية بصدد الانتقال إلى مرحلة تكون فيها قادرة على القضاء على الفقر بشكل كبير في كثير من دول العالم، لأنها أصبحت أكثر إحساسا بآثاره السلبية على مجموع السكان بدون استثناء، ولأنها أدركت على وجه الخصوص أن الإحسان لم يعد هو الآلية الأساسية لمحاربة الفقر. ويرى قرنفل أن الفقر “غير وجهه”، ولم يعد مرتبطا بالحصول على المواد الغذائية، وتجاوز ذلك إلى رغبة الفقراء في العيش في ظروف شبيهة بالظروف التي تعيش فيها معظم الفئات الاجتماعية، وأدى هذا الأمر إلى إدراك رجال الاقتصاد والفاعلين الاجتماعيين والمؤسسات الدولية المختصة والحكومات أن الحل يكمن في مساعدة الفقراء على الاندماج في مجتمعاتهم بتمكينهم من وسائل العمل والإنتاج والانفتاح. ويبسط الباحث قرنفل الحديث والتحليل في هذه النقطة عبر فصول الكتاب، إذ يخصص أولها لمناقشة تمثلات الفقر، ويبين فيه أنها لدى الفقراء أنفسهم وباقي الفئات الاجتماعية تختلف باختلاف الأزمنة والمواقع الاجتماعية، وأن هناك كثيرا من سوء الفهم لطبيعة الفقر وأحوال الفقراء. أما الفصل الثاني فناقش فيه المؤلف “تاريخ الفقر” إذ استعرض مختلف المراحل التي مر منها الفقر منذ بداية الوجود الإنساني وتدوين آثار هذا الوجود، منتقلا من المجتمع اليوناني في المرحلة الكلاسيكية إلى المجتمعات الغربية على مشارف الفترة الحديثة. كما تتبع مسار الفقراء في الدول الإسلامية ومختلف التدابير المتخذة من أجل مساعدتهم وكيف أن الإحسان العمومي والخاص لعب دورا أساسيا في هذه المرحلة، ليتوقف مطولا عند وضعية الفقراء في المغرب خلال الفترة نفسها. وتطرق الباحث في علم الاجتماع في فصل ثالث إلى مختلف مقاييس الفقر، والتي أصبحت تحظى باهتمام المنظمات الدولية والحكومات، من أجل تيسير عملية صرف الإعانات للفقراء، قبل أن ينتقل في الفصل الموالي إلى الحديث عن الفقر في مختلف دول العالم في المرحلة الراهنة، وتوقف عند أهم التقارير الدولية التي تشير إلى وجود الفقر في كل دول العالم بدرجات متفاوتة، تتفاوت حسب درجة غنى الدول وتقدمها الاقتصادي، وحسب رؤية طبقتها السياسية لسبل الحد من الفقر. وأفرد صاحب كتاب “النخبة السياسية والسلطة” فصلا خامسا لبعض التجارب الدولية في محاربة الفقر، إذ عرض فيه مختلف التدابير والإجراءات التي تبنتها بعض الدول ذات التجربة الكبيرة في مجال محاربة الفقر، كما عرض تجربة بعض الدول الصاعدة. وخصص صاحب كتاب “أهل فاس المال والسياسة” الفصلين الأخيرين من كتابه الجديد لرصد وضعية الفقر في المغرب في المرحلة الراهنة، متوقفا عند مختلف مؤشرات هذا الفقر ودرجة حدته، موليا أهمية كبرى للطريقة التي يعيش بها الفقراء وضعية الفقر، من خلال معاناتهم اليومية وإحساسهم الدفين بالإقصاء والتهميش، كما استعرض التجربة المغربية في مجال الحد من الفقر، وهي تجربة قائمة منذ السنوات الأولى للاستقلال، وعرفت محطات وأشكالا متنوعة تباينت نتائجها بين الفعالية وتواضع النتائج. عزيز المجدوب تعليق: غلاف الكتاب (خاص)

قرنفل يطارد الفقر بين الأمس واليوم

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الشاوي... اغتيال أول طيارة مغربية

جرائم فجر الاستقلال

مقالات ذات صلة