مازال هناك مكان لفن الآلة

الودغيري مؤسس كورال أزهار الأندلس يتحدث عن كواليس أكبر مجموعة صوتية للأطفال قال رشيد الودغيري إن فكرة تأسيس كورال “أزهار الأندلس” جاءت من أجل ترسيخ فن الآلة الأندلسية في نفوس الناشئة وضمان استمراريتها لدى الأجيال المقبلة، وتحدث الفنان الشاب عن تجربته وكواليس تأسيس أكبر مجموعة صوتية للأطفال والعراقيل التي واجهها في البداية، قبل أن يتحقق المشروع ويعطي ثماره، وعن مواضيع أخرى تجدونها في هذا الحوار. > شاركتم أخيرا ضمن فعاليات مهرجان “الأندلسيات الأطلسية” بالصويرة بكورال “أزهار الأندلس” المكون من ستين طفلا وطفلة، ماذا شكلت لكم هذه المحطة سيما أنكم اعتدتم الاشتغال بالبيضاء فقط؟ > كانت فرصة المشاركة في هذا المهرجان بمثابة نقلة نوعية في مسار كورال “أزهار الأندلس” إذ رغم مشاركتنا في تجارب سابقة بستمائة طفل وطفلة، إلا أن فكرة نقل ستين طفلا من هذه المجموعة إلى الصويرة ووقوفها أمام جمهور نوعي لهذا المهرجان الذي اعتاد زواره الإنصات لمختلف التعابير الموسيقية التراثية المغربية خاصة المتصلة بفن الآلة الأندلسية، تشكل فرصة لاكتشاف أطفال مغاربة يغنون لأول مرة بهذه الطريقة موجهين رسائل حب وسلام على أرض الصويرة التي ظلت عبر تاريخها عنوانا للتعايش والمحبة بين الثقافات والأديان. > كيف راودتك فكرة تأسيس كورال “أزهار الأندلس”؟ > الفكرة راودتني عندما تابعت قبل سنوات، عبر وسائل الإعلام، مشروعا مماثلا لفرقة كندية تشكلت من حوالي خمسمائة طفل قدموا لوحة فنية استقبلوا بها أطفالا سوريين لاجئين، وقبل ذلك كنت أفكر في المشروع دون أن تتاح لي إمكانية تحقيقه، لكن لما رأيت تحققه في كندا تحمست أكثر فقررت أن أعيد الفكرة بطريقة مغايرة، لكن هذه المرة بالاستعانة بالموسيقى التراثية المغربية والتي تعد الآلة الأندلسية واحدة من وجوهها الراقية، ووصل الرقم إلى ستمائة طفل، وهو الأمر الذي تحقق خلال النسخة الأولى لهذه التظاهرة الفنية في السنة الماضية. > حدثنا أكثر عن تفاصيل تحقيق المشروع؟ > قدمت من فاس إلى الدار البيضاء قبل أزيد من ثلاث سنوات، بعد أن اصطدمت في العاصمة العلمية هناك بمجموعة من العراقيل حالت دون تنفيذ هذا المشروع، رغم نشأتي هناك وتلقي أسرار الصنعة الأندلسية عن طريق مجموعة من الشيوخ، كما تمرست على إنشاد المديح والسماع، واشتغلت مع العديد من الفرق الموسيقية المحترفة. كانت البداية مع مؤسسة تعليمية خاصة أشرفت فيها على تكوين كورال أطفال مكون من 120 فردا، ولاقت الفكرة نجاحا أوليا، شجع الكثير من المؤسسات الخاصة للاتصال بي وتلقيت عروضا لإعادة التجربة. كان عرض “مؤسسة لحلو” أكثرها جدية وتفهما لأبعاده ومراميه، خاصة بعد أن شرحت لمسؤوليها فكرتي ومشروعي الفني التراثي، ووجدت ترحيبا كبيرا، ليس فقط من قبل الإدارة، بل أيضا من قبل آباء وأمهات التلاميذ، وهنا تطورت تحقيق الفكرة أكثر عبر تجربتين أطرت فيها كورالا من ستمائة طفل وتطلب ذلك مجهودا خاصا وتفرغا لهذه المهمة التي يستغرق تحضيرها سنة دراسية كاملة، وفي نهاية السنة يتم تقديم ثمار التكوين عبر سهرة فنية كبرى قدمت موسمين متتاليين في فضاءين مختلفين. > هل تعتقد أنه ما زال هناك مكان لفن الآلة الأندلسية وسط الأجيال الصاعدة؟ > نعم والدليل هذا التجاوب مع المشروع، إذ أن الموسيقى الأندلسية والمديح فن روحاني يهذب الروح، سيما أن نفسية أغلب التلاميذ حاليا تعرف مجموعة من الاضطرابات، بسبب القلق والانفتاح المبكر على عوالم تفوق سنهم، مثل الإنترنت وتزايد نسبة الإقبال على التكنولوجيا والألعاب الإلكترونية. يتجاوب الأطفال بطريقة عفوية مع التراث الموسيقي ومع المديح والسماع، وأغلبهم يندمجون بسرعة في الحفظ والإنشاد، وأسجل حسب تجربتي الخاصة، أن الأطفال يدركون الذوق الرفيع بالفطرة ويبقى فقط على المؤطر أن يكون ملما بما يقدمه لهم من دروس فنية وتمرينات في الحفظ والأداء وأن يخاطبهم بأسلوب راق ويحترم رأيهم ويتجاوب بسعة صدر وبرفق مع كثرة أسئلتهم ويشجعهم ويحفزهم على تطوير موهبتهم. > ما هي المشاريع المستقبلية لكورال “أزهار الأندلس”؟ > هناك تحضير لمشاركة ضمن مهرجان “أندلسيات البيضاء” بتنسيق مع جمعية هواة الموسيقى الأندلسية، كما تلقينا عروضا لنقل التجربة إلى فرنسا وإسبانيا ليكتشفها الجمهور هناك. ما زلنا بصدد مناقشة تفاصيل نقل أفراد الكورال بكاملهم إلى هناك. أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور > من مواليد فاس. > درس الموسيقى والآلة الأندلسية خلال فترة الراحل عبد الكريم الرايس. > تدرج منشدا في عدد من الزوايا الصوفية وتمرس بأداء فن المديح والسماع. > توج ضمن مسابقة للإنشاد والطبوع. > شارك منشدا وباحثا في أعمال وبرامج تلفزيونية منها المسلسل السوري”ربيع قرطبة”.

مازال هناك مكان لفن الآلة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أسلحة صيد "الكبيرات"

عشاتي يعرض لوحاته بالبيضاء

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات