تجربة سحب مريرة من شباك بنكي

سناء تفاجأت باقتطاع مبلغ من حسابها وتحصيلها إياه بعد أربعة أشهر دون فوائد أو تعويض تطورت وسائط التواصل بين البنوك والزبناء وتنوعت قنواتها، فهذه "إيمايلات" وتلك إشعارات على تطبيق ذكي في الهاتف المحمول، تجعل الزبون على اطلاع دائم على وضعيته المالية، وتجنبه عناء المرور عبر الشبابيك الأتوماتيكية، لغاية الحصول على كشف حساب يتعرف من خلاله على رصيده ومختلف السحوبات والاقتطاعات المنجزة عليه، إلا أن تجربة التعامل مع الشباك ما زالت تحتفظ بذكريات مريرة لدى زبناء، كانت غايتهم سحب مبالغ مالية، قبل أن يقعوا ضحية أعطاب تقنية، أدخلتهم متاهات "البيروقراطية"، التي لم تتخلص منها بعض البنوك. وتتحدث سناء، موظفة في شركة للتأمينات بالبيضاء، عن معاناتها طيلة شهرين بسبب عطب تقني في شباك أوتوماتيكي، تابع للبنك الذي تمتلك حسابا جاريا فيه منذ سنوات، موضحة أنها اضطرت للاستدانة من أجل تغطية نفقاتها، بعد أن أنجزت عملية سحب "فاشلة" عبر الشباك، لم تحصل من خلالها على المبلغ المطلوب (ألفا درهم)، فلم تعر الأمر اهتماما حينها، وفسرته بالضغط على الحامل المعلوماتي للبنوك مع بداية كل شهر، قبل أن تفاجأ حين إقدامها على عملية مماثلة بعد يومين، بنفاد رصيدها وعدم الاستجابة لأمر السحب. وأوضحت الزبونة بمرارة، أنها استخلصت على الفور كشف الحساب من الشباك، لتكتشف أن عملية السحب "الفاشلة"، تم احتسابها في النظام المعلوماتي، وعلى أساسها اقتطع المبلغ من الحساب، مؤكدة أنها دلفت إلى وكالتها البنكية للاستفسار، ليطالبها المكلف بالزبناء بكشف الحساب الذي حصلت عليه، قبل أن يتصل بالمصالح المركزية للبنك، التي أكدت له أن الأمر يتعلق بعطب تقني، لم تحصل معه الزبونة على المبلغ المالي، الذي طلبت سحبه. التحول في قصة سناء سيأتي لاحقا، حين ستطالب المكلف بالزبناء باسترجاع مبلغ ألفي درهم، إذ أكد لها أنه سيحول على حسابها في القريب العاجل، دون تحديد أجل معين، لتمر الأيام والأسابيع دون أن تستعيد أموالها، فتبادر من تلقاء نفسها للاتصال بوكالتها البنكية، التي حولتها إلى الإدارة المركزية، هناك حيث أقفلت قنوات الحوار، فلا الاتصالات الهاتفية أوالمقابلات، كانت ذات جدوى في تحصيل الأموال المقتطعة في الحساب، لتنخرط في مسلسل مماطلة انتهت فصوله بعد أربعة أشهر. "دازو ليا مع الصالير بعد أربعة أشهر"، تعلق الشابة، التي انتقدت كيفية تدبير البنوك لمشاكل زبنائها، موضحة أنها لم تكن تعلم بوجود مؤسسة اسمها "الوسيط البنكي"، لغاية تقديم شكاية ضد البنك، الذي حولت حسابها منه إلى آخر بعد حصولها على أموالها مباشرة، مشددة على أنها تركت بدون معلومات ومشوشة لفترة زمنية طويلة، أي ما يعد خرقا لحقوق المستهلك في الإعلام والإخبار. ومن جهته، اعتبر سمير الصايلي، استشاري مالي في بنك للأعمال بالبيضاء، أن هذا النوع من المشاكل شائع في علاقة البنوك بالزبناء، موضحا أن مؤسسته تنجز تقارير في هذا الشأن، لفائدة بنوك تسعى لتحسين تدبير علاقاتها ونزاعاتها مع زبنائها، مشددا على أنه في حالة سناء، التي فقدت ألفي درهم، فإنها لم تستفد من فوائد عن المبلغ الذي ظل في حوزة البنك طيلة أربعة أشهر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى التعويض عن الضرر الذي لحق بها، باعتبار أن البنك ملزم بتمكينها من أموالها الموجودة في حسابها الخاص، في حال عدم تقييدها بالتزامات ائتمانية أو اقتطاعات عن خدمات إضافية. بدر الدين عتيقي مواضيع الملف: إغلاق الحساب البنكي… “شروط الخزيرات” استخلاص عمولات بـ 600 مليار مديح: زبناء البنوك كسالى عقود إذعان بشروط مجحفة الغرفي: الوساطة ليست سهلة “شراء الكريدي”… المتاهة طلاسم المراسلات الشهرية الحسابات الجارية…”من لحيتو لقم ليه” سلف مزعوم حرمها من منزل لا يعذر أحد بجهله القانون عقود مبهمة عقود القروض… ثمن الجهل خدمات بنكيـة…”غفـل طـارت عينـك”

تجربة سحب مريرة من شباك بنكي

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

الخدمات البنكية ... عقود مبهمة

الخدمات البنكية ... لا يعذر أحد بجهله القانون

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات