حصاد يواجه نزيفا بشريا

تغيير المناهج والضغط النفسي وازدحام الفصول أجبرت 9700 أستاذ على الهروب كشفت معطيات جديدة، عن مواجهة محمد حصاد، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، موجة هروب جماعي لأساتذة التعليم العمومي، يتعلق الأمر وفق أرقام الصندوق المغربي للتقاعد، باستفادة ما مجموعة ثلاثة آلاف و53 أستاذا من التقاعد النسبي خلال الموسم الدراسي الحالي، مقابل ستة آلاف و648 أستاذا غادروا فصول الدراسة خلال الموسم الماضي، ما مجموعه تسعة آلاف و701 أستاذ، ليواصل مسلسل مغادرة الوظيفة منحى الارتفاع منذ 2012، علما أن الظاهرة تبرز أبعادها باحتساب عدد الأساتذة حائزي الحق في التقاعد خلال هذا الموسم، البالغ عددهم ستة آلاف و872 أستاذا، ليستقر إجمالي عدد المغادرين عند حوالي 10 آلاف أستاذ (تحديدا تسعة آلاف و925 أستاذا)، من أصل مجموع الأساتذة المسجلين لدى وزارة التربية الوطنية خلال الموسم الدراسي 2017 - 2018، الذين وصل عددهم إلى 236 ألفا و511 أستاذا. وتفيد التوقعات الخاصة بالسنة المقبلة، إمكانية مغادرة تسعة آلاف و132 أستاذا إلى التقاعد، بسبب بلوغهم العمر الوظيفي المحدد، وذلك لتجنب الارتباك الذي سجل خلال السنة الماضية، بمغادرة ما مجموعه ستة آلاف و648 أستاذا في إطار التقاعد النسبي، إذ تم تسبيق أجل إيداع الطلبات الخاصة بالاستفادة من التقاعد النسبي إلى أكتوبر الجاري، عوض ماي المقبل، وذلك لغاية التثبت من الإحصائيات والمعطيات الرقمية الخاصة بالدخول المدرسي المقبل 2018 - 2019، إذ يهم هذا الإجراء الأساتذة الذين قضوا 30 سنة في العمل حتى متم 31 غشت الماضي، إذ لا تؤخذ الاستثناءات بعين الاعتبار في هذا الشأن، إلا ما يتعلق منها بالمرض. وفسرت مصادر مهنية، موجة الهروب من أسلاك الوظيفة في التعليم العمومي، بعدم قدرة عدد كبير من الأطر على مواكبة التغييرات المتكررة في المناهج والبرامج المدرسية، ناهيك عن الضغط النفسي الذي يرافق هذه الوظيفة، والتأثير السلبي للازدحام داخل الفصول، موضحة أن أغلبهم يفكر بمنطق الربح والخسارة، ذلك أن الأستاذ الذي يتقاضى أجرا شهريا بقيمة 12 ألف درهم، يفضل الاستفادة من التقاعد النسبي وتحصيل 80 % من أجره، ذلك أنه لا يقلق من خسارة ألف أو ألفي درهم، على الاستمرار في الوظيفة، مشددة على أن عددا كبيرا من الأساتذة، يتشجعون على اتخاذ قرار الاستفادة من التقاعد النسبي، بعد نضج أبنائهم وولوجهم إلى سوق الشغل، إذ يمول بعضهم نفقات أسرهم. ونبهت المصادر ذاتها، إلى تفاقم حجم المشاكل المرتبطة بممارسة وظيفة التعليم، المتمثلة إلى جانب الازدحام في الفصول الدراسية، في ارتفاع حجم ساعات العمل الأسبوعية مقارنة مع السنوات الماضية، موضحة أنه أمام هذا النزيف البشري، لجأت الحكومة للاستعانة بفوج أول من الأساتذة المتعاقدين خلال الموسم الماضي، ليجري توظيف 11 ألف أستاذ، قبل أن يرتفع العدد إلى 24 ألفا خلال الموسم الدراسي الحالي، أي ما مجموعه 35 ألف أستاذ تم توظيفهم بشروط، إذ يستفيدون من عقود محددة المدة في سنتين، خاضعة للفصل 42 من مدونة الشغل، في كل ما يتعلق بمقتضيات الشغل في القطاع الخاص. بدر الدين عتيقي

حصاد يواجه نزيفا بشريا

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

60 مليونا لتمويل مؤتمر الاشتراكي الموحد

الخلفي يطمئن الفنانين

مقالات ذات صلة

انت تستخدم إضافة تمنع الإعلانات