“الشان”… ربح وخسارة

التظاهرة فرصة للترويج لملف المونديال ومخاوف من عزوف الجمهور وبلخياط قال إن الاستفادة معنوية حظي المغرب بشرف تنظيم كأس أمم إفريقيا للمحليين، بعد إزاحة منافسيه غينا الاستوائية وإثيوبيا، وذلك بعد سحب هذه البطولة من كينيا، لعدم جاهزية ملاعبها وعدم الاستجابة إلى دفتر التحملات الجديدة. وإذا كان أعضاء لجنة الطوارئ اختاروا المغرب بالإجماع لتنظيم هذه التظاهرة الإفريقية، إلا أن ذلك يتطلب مجهودات مضنية لإنجاح هذه البطولة في ظل وجود بعض الإكراهات، من أجل تحقيق المزيد من الإشعاع على المستوى الإفريقي. عودة وانفتاح إن تنظيم كأس «الشان» سيمكن المغرب من العودة مجددا لتنظيم تظاهرات إفريقية، بعدما غاب عنها منذ سنوات، إذ لم ينظم أي تظاهرة إفريقية منذ 1997، عندما احتضن نهائيات كاس أمم إفريقيا للشباب، والتي توج بها المنتخب الوطني، الذي كان يدربه وقتذاك المدرب رشيد الطاوسي. ويشكل تنظيم البطولة فرصة بالنسبة إلى المغرب من أجل الانفتاح على القارة الإفريقية أكثر، إضافة إلى رد الاعتبار للكرة المغربية، بعدما سحب منها حق استضافة «كان 2015»، بسبب مخاوف من تفشي وباء «إيبولا». ولم تكتف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» بسحب التنظيم فحسب، بل عاقبت المغرب بعقوبات رياضية قاسية، قبل أن تتدخل محكمة التحكيم الرياضي، لإنصافه. "الشان" في خدمة المونديال يراهن المغرب على كأس أمم إفريقيا من أجل الترويج لملف ترشيحه لاحتضان كأس العالم 2026، بعدما فشل في ذلك خلال 1994 و1998 و2006 و2010. ويشكل هذا الحدث فرصة لإبراز مؤهلات المغرب التنظيمية، خاصة بعد نجاحه في تنظيم كأس العالم للأندية في 2013 و2014، كما يعد مناسبة سانحة لإظهار مستوى البنيات التحتية الرياضية، سيما أن البطولة ستنظم في ملاعب مرشحة لاحتضان مباريات في المونديال. ويرى سعيد بلخياط، عضو لجنة التنظيم ب «كاف»، أن المغرب سيستغل البطولة لاستدعاء رؤساء الاتحادات الإفريقية والأسيوية والأوربية من أجل حشد المزيد من الأصوات المؤيدة للملف المغربي. وتابع بلخياط في تصريح ل»الصباح الرياضي» «سنظهر للعالم أننا قادرون على تنظيم المونديال، بالنظر إلى المؤهلات، التي يتوفر عليها المغرب». الجمهور...التخوف الكبير إذا كانت جامعة كرة القدم متأكدة من قدرتها على تنظيم هذه البطولة، لتوفرها على ملاعب جيدة وتجهيزات رياضية وشبكة فندقية مصنفة والأمن، ناهيك عن ضمانات من الحكومة، فإنها متخوفة من غياب الجمهور عن أغلب مباريات هذه البطولة الإفريقية، باستثناء مباراتي الافتتاح والنهائي. وازدادت هذه المخاوف، بعد تحديد الجامعة للملاعب التي ستحتضن «الشان»، والتي تتسع لأزيد من 45 ألف متفرج، ما يعني أن المباريات ستجرى أمام مدرجات فارغة. ويتخوف العديد من الملاحظين من تأثير غياب الجمهور على ملف ترشيح المغرب للمونديال، خاصة أن الحدث سيشكل الانطلاقة الفعلية لترويج المغرب للمونديال. أما سعيد بلخياط، فله رأي مختلف، إذ أكد أن غياب الجمهور عن المباريات عاد وطبيعي، مشيرا إلى أن الدورة السابقة التي نظمت في جنوب إفريقيا شهدت عزوفا جماهيريا، باستثناء مباراتي الافتتاح والنهائي. ودعا بلخياط الإعلام المغربي إلى لعب دوره في إذكاء حماس الجمهور وحثه على متابعة مباريات «الشان». الربح والخسارة سيربح المغرب من تنظيم «الشان» العديد من النقاط الإيجابية، ولعل أبرزها التسويق لمنتوجه الكروي وبنياته التحتية الرياضية والترويج لمؤهلاته السياحية، فضلا عن إظهار علو كعبه في تنظيم تظاهرات كبرى. ويبدو أن مهمة المغرب لن تكون سهلة، بالنظر إلى تزامن توقيت البطولة مع فصل الشتاء، الشيء الذي من شانه أن يؤدي إلى العزوف الجماهيري. وأكد سعيد بلخياط أن تنظيم «الشان» يعد انتصارا لفوزي لقجع، رئيس الجامعة، لسياسته الناجعة، مشيرا إلى أن المغرب سيربح الكثير من تنظيم هذه البطولة ، خاصة من الناحية المعنوية. وأكد بلخياط أن الحدث الكروي يشكل فرصة للتتويج باللقب القاري، الذي غاب عن خزينة الكرة المغربية منذ فترة طويلة، وتابع «لا نملك سوى لقبين، الأول للمنتخب الأول في دورة أديس أبابا سنة 1976، والثاني لمنتخب الشباب سنة 1997، لهذا ستكون فرصة أمامنا للتتويج بلقب ثالث، فنحن مشتاقون لمثل هذه الإنجازات». أما في ما يتعلق بالخسارة، فأكد بلخياط أنها واردة خاصة في ما يتعلق بالجانب المالي، مشيرا إلى أن الدولة المنظمة لا تربح ماديا، بقدر ما تستفيد من جوانب أخرى متعددة. واستدل بلخياط بقوله «إن المغرب لقي إشعاعا غير مسبوق بعد تنظيم كأس العالم للأندية، خاصة في النهائي الذي خاضه الرجاء الرياضي أمام بايرن ميونيخ الألماني، وتميز بحضور جلالة الملك ورئيس «فيفا». أعتقد أن المغرب حقق مكاسب عديدة بعد هذه البطولة». 16 منتخبا كشفت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم «كاف» عن المنتخبات المشاركة في النسخة الخامسة من بطولة كأس أمم إفريقيا للمحليين، والتي ستقام في الفترة الممتدة بين 12 يناير ورابع فبراير المقبل. ورفضت لجنة الطوارئ الطعن، الذي تقدم به الاتحاد المالي من أجل المشاركة في البطولة، مؤكدة حضور منتخب موريتانيا. وستشارك في بطولة إفريقيا للمحليين 16 منتخبا ويتعلق الأمر بالمغرب وليبيا وإثيوبيا وأوغندا والكامرون والكونغو وغينيا الاستوائية وغينيا وموريتانيا وبوركينافاسو وكوت ديفوار ونيجيريا وأنغولا وناميبيا وزامبيا، فيما يلف الغموض مشاركة المنتخب المصري. وحددت الجامعة أربعة ملاعب لاحتضان مباريات «الشان»، ويتعلق الأمر بملاعب مركب محمد الخامس في البيضاء وأدرار بأكادير والملعب الكبير بمراكش، إضافة إلى ملعب طنجة الجديد. إعداد: عيسى الكامحي وصلاح الدين محسن لارغيت: المحليون سينافسون على اللقب أكد ناصر لارغيت، المدير التقني الوطني، أن المنتخب المحلي سيواصل استعداداته لنهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين، التي سيحتضنها المغرب مطلع السنة المقبلة، بالوتيرة نفسها التي كان يستعد بها عندما كانت مقررة في كينيا. وأوضح لارغيت في تصريح لـ «الصباح الرياضي»أن المنتخب المحلي سيخوض تجمعا إعداديا في نونبر المقبل، ببرمجة مباراتين إعداديتين، على أن يخوض تجمعا إعداديا مع اقتراب موعد المنافسة أواخر دجنبر المقبل. وأوضح لارغيت أن الإدارة التقنية تسعى إلى برمجة مباراتي نونبر المقبل مع منتخبين أنغلوساكسونيين، ومواجهة نيجيريا أو غانا أو السودان، وهي منتخبات لم يسبق للمنتخب المحلي أن واجهها، وذلك من أجل الانفتاح على الطريقة التي تلعب بها هذه المنتخبات. وأضاف لارغيت أن الإدارة التقنية الوطنية وضعت برنامجا لاستعدادات المنتخب المحلي رفقة هيرفي رونار، المشرف على المنتخب المحلي، وجمال سلامي، الذي يتولى تدريبه، وأن البرنامج سيعرض على فوزي لقجع، رئيس لجنة المنتخبات بالجامعة، للمصادقة عليه قبل اعتماده. وقال لارغيت إن الميزة الأساسية للمنتخب المحلي أنه تأهل إلى النهائيات بعد خوض التصفيات، وليس باعتباره البلد المنظم، وهذا ما يدفعه للمنافسة على اللقب، إذ أنه سواء خاض النهائيات في كينيا أو المغرب، فإن الهدف من المشاركة اللعب على التتويج، كما كان الشأن مع المنتخب الوطني لأقل من 21 سنة، عندما توج بذهبية الألعاب الفرنكفونية بأبيدجان بكوت ديفوار. وصرح المدير التقني الوطني أن تنظيم نهائيات بطولة إفريقيا للمحليين شرف للمغرب، وأنها مناسبة للاعبين المغاربة من أجل الظهور بمستوى جيد، وخوض المسابقة أمام جمهوره. وشدد لارغيت على ضرورة إقامة التجمعات الإعدادية للمنتخب المحلي بالمغرب، بحكم أن النهائيات ستقام على الملاعب الوطنية، وأنه لا حاجة للبحث عن مباريات خارج المغرب، لكن الهدف الأساسي أن ينفتح المحليون على تجارب إفريقية أخرى، بعد أن سبق له اختبار منتخبات فرنكفونية مثل بوركينافاسو والنيجر. أبرون: جاهزون أكد عبد المالك أبرون، عضو المكتب التنفيذي للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم أن إسناد تنظيم بطولة إفريقيا للاعبين المحليين للمغرب شرف كبير، واعتراف من الأسرة الإفريقية بقدراته على تنظيم هذا الحدث. وأضاف أبرون عضو لجنة بطولة إفريقيا للاعبين المحليين بالكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم في تصريح لـ «الصباح الرياضي»، أن إسناد تنظيم «الشان» للمغرب في هذا الظرف الوجيز، على انطلاقها، لن يطرح أي مشكل، بحكم أن المغرب جاهز حاليا لتنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم. وأبدى أبرون ثقته في قدرة المغرب على إنجاح الدورة الخامسة لبطولة إفريقيا للمحليين، بعد سحب تنظيمها من كينيا، وأنه سيكون عند حسن ظن جميع المسؤولين الأفارقة الذين ارتاحوا للملف المغربي، مشيرا إلى أنه كان مقنعا بدرجة كبيرة، والجامعة ستلتزم بتنفيذ جميع الإجراءات. وقال أبرون إن المغرب يتوفر على بنيات تحتية رياضية وسياحية مهمة، تؤهله لاحتضان تظاهرات أكبر، واحتضان نهائيات «الشان» سيكون فرصة لتأكيد قدرات المغرب التنظيمية، قبل الانتقال إلى ملفات أكبر.

“الشان”… ربح وخسارة

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

أبطال أوربا يشدون الأنظار

الدوري الأوربي يعود بمباريات قوية اليوم

مقالات ذات صلة