“حياة” نوعية صعبة من الأفلام

رؤوف الصباحي قال إن المخرجين الجدد استفادوا من تطور صناعة السينما شرعت القاعات السينمائية الوطنية، أخيرا، في عرض الشريط السينمائي الطويل "حياة" للمخرج المغربي رؤوف الصباحي، الذي يعتبر ثاني تجربة سينمائية طويلة له بعد فيلمه الأول "الفردي". الشريط الجديد شاركت فيه ثلة من أشهر الممثلين المغاربة. عن هذه التجربة يتحدث المخرج رؤوف الصباحي في هذا الحوار الذي دافع فيه عن اختياراته السينمائية في هذا الشريط الذي قال إنه عمل لإثبات الذات في المشهد السينمائي، كما تحدث عن أشياء أخرى تجدونها في هذا الحوار. > بين تجربتك الأولى مع فيلم "الفردي" وتجربتك الجديدة مع شريط "حياة". إلى أي حد تستشعر أن مسارك الفني والمهني قد تطور بين هذين العملين؟ > فيلمي الأول "الفردي"، يختلف عن فيلم "حياة"، سواء من حيث طبيعة الموضوع أو طبيعة الاشتغال، بالنسبة إلي "الفردي" له مكانة خاصة لأنه الأول وبه دخلت عالم الشاشة الكبيرة، "حياة" له أيضا مكانة خاصة، لأنه عمل إثبات الذات في المشهد السينمائي. أسعى دائما في أعمالي أن أكون قريبا من المواضيع الآنية، وأيضا قريبا من الجمهور. > في شريطك الجديد "حياة" خضت مغامرة إخراجية باشتغالك على نوعية صعبة من الأفلام تندرج تحت يافطة "سينما الطريق". إلى أي حد حاولت التحكم في الجوانب التقنية والفنية لإنجاز فيلم من هذه النوعية؟ > كما أسلفت في سؤالك أن نوعية أفلام "سينما الطريق"، تعد من الطرق الصعبة في الصناعة السينمائية، كما أنها شبه جديدة على السينما المغربية، ولهذا الغرض حاولت العمل عليها. بالنسبة إلي أعشق البحث عن الجديد في أي عمل أقدمه، وحاولت رفقة الطاقم التقني والفني الذي اشتغلت معه في هذا الفيلم، العمل على مسايرة إيقاع الفيلم، خاصة الجوانب التقنية، سيما أن فضاء التصوير كان ضيقا وتطلب منا مجهودا كبيرا، والحمد لله، بفضل إرادة الجميع وانخراط طاقم الفيلم تمكنا من تقديم فيلم "حياة". > حاولت تجميع شخصيات ووجوه مختلفة في حيز مكاني ضيق، إلا أن الحوارات في كثير من الأحيان سقطت في فخ الخطابات المباشرة و"الوعظ والإرشاد" التي من المفروض أن تبتعد عنها اللغة السينمائية.. ما تعليقكم؟ > الفيلم ضم مجموعة من الشخصيات، بخلفيات ثقافية متنوعة، وكل واحد منهم حاول أن يفرض رأيه بطريقة فنية بعيدة عن "الوعظ والإرشاد"، وعكس ذلك فإن الرسائل التي قدمها العمل، كانت بعيدة عن الخطابات المباشرة، بعدما وظفنا طرقا فنية مختلفة في إيصال دلالات الفيلم. بالنسبة إلي أن كل شخصية طيلة أحداث العمل، تمكنت من أن تقدم دورها في قالب يمزج بين مجموعة من الآليات، في الوقت الذي لعبت بعض الشخصيات، دور الوساطة لتفادي وقوع بعض الشجارات، وهذا ما نلمسه في الواقع أيضا في حافلات السفر. > لم تغامر كثيرا في الكاستينغ واكتفيت بأسماء أغلبها جاهزة ومعروفة؟ > السينما غير مرتبطة بـ"أسماء جاهزة ومعروفة". لأنها تتطلب مجهودا كبيرا من أي شخص يشتغل فيها سواء كان فنانا أو تقنيا، بالنسبة إلي لم أراع هذا الجانب في عملية "كاستينغ"، بقدر ما راعيت مدى وقع الفنان على الدور المنوط به، وأود للمناسبة أن أنوه بكل فنانة وفنان قدموا أدوار هذا العمل. > إلى أي حد تشعر أن الجيل الجديد من المخرجين المغاربة قادر على الدفع بالسينما، وهل تؤمن بشيء اسمه "صراع الأجيال"؟ > ليس هناك أي صراع، بقدر ما هناك تكامل، وتمرير سلس لمشعل من جيل إلى جيل آخر، وهذا ما ألمسه شخصيا في علاقاتي مع زملائي المخرجين، إذ أنه ولله الحمد تربطني علاقات قوية مع عدد من المخرجين في مختلف الأجيال. بالنسبة إلى الجيل الجديد من المخرجين، يشتغل وفق المنظور الحالي للسينما المستمد من المؤثرات الحديثة في عالم الصناعة السينمائية، وهذا طبيعي في ظل تطور هذا العالم على المستوى الدولي. أرى أنه عوض الاهتمام بما أسميته "صراع الأجيال"، يجب الاهتمام بكيفية الاشتغال على الرقي والرفع بالسينما المغربية لتحظى بالمكانة التي تستحقها إقليميا ودوليا. أجرى الحوار: عزيز المجدوب في سطور > خريج المعهد المتخصص للسينما والسمعي البصري > أخرج أول فيلم سينمائي له "الفردي" في 2013 > مخرج للعديد من البرامج التلفزيونية الناجحة من بينها "مداولة"

“حياة” نوعية صعبة من الأفلام

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

يمكنكم مطالعة المقال بعد:

أو مجانا بعد

المغرب يحذر من تنامي "النزعة الانفصالية" بالعالم

شبهات بصفقات "إنارة" قطب زناتة

مقالات ذات صلة